الأنظمة الإدارية للدولة السعودية الأولى في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الأنظمة الإدارية للدولة السعودية الأولى في المملكة العربية السعودية

الأنظمة الإدارية للدولة السعودية الأولى في المملكة العربية السعودية.

 
 

 نظام الحكم والإدارة

 
كان حكام الإمارات النجدية قبل قيام الدولة السعودية الأولى يحكمون وفقًا للنظام القَبَلي المبني على الأعراف والتقاليد، إلا أنه بعد قيام الدولة سار الإمام محمد بن سعود وأبناؤه من بعده على الطريقة نفسها التي سار عليها الخلفاء الراشدون في إدارة الدولة الإسلامية والحكم بالشريعة  .  كان الحاكم في الدولة السعودية الأولى يُطلق عليه لقب (أمير) إلى أن اتسعت الدولة فأصبح يُطلق عليه لقب (إمام)، وكان من واجباته تسيير الشؤون السياسية والعسكرية للدولة، ونشر الدعوة السلفية، وكان يقود الحملات العسكرية في بعض الأحيان، ويستشير في إدارة أمور الدولة أبناءه والعلماء وأمراء المناطق وأصحاب الرأي من شيوخ القبائل، ومن واجبات الأمير: تطبيق أوامر الشرع بين السكان، ومساندة عمال الزكاة في جبايتها، وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، والإسهام في الحملات التي ترسلها الدولة إلى خصومها، وإلى جانب الأمير كان هناك قضاة تعيِّنهم الدولة للفصل في الخصومات، ومن مهماتهم الوعظ والإرشاد، وكانوا من ذوي الكفاءة والنـزاهة وكانت القاعدة في تولي الحكم في الدولة السعودية الأولى هي تولي الابن الأكبر للحكم بعد والده، وقد طُبِّقت هذه القاعدة في عهد أئمة الدولة، إلا أن الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود اتبع نظام بيعة ولي العهد فقد بويع ابنه سعود أثناء حياته سنة 1202هـ / 1788م. وكانت الدولة مقسمةً إلى عدة مناطق وفق ما كان وَضْع تلك المناطق قبل توحيدها، وقد أبقت الدولة السعودية الأولى كثيرًا من أمراء البلدان من الأسر التي كانت تحكم قبل قيام الدولة السعودية أمراءً على بلدانهم بعد ضمِّها للدولة السعودية، وكذلك اتُّبِع هذا النهج مع شيوخ القبائل  . 
 
 

الأمن والشؤون العسكرية

 
شهدت أنحاء الجزيرة العربية التي حكمتها الدولة السعودية الأولى حالة من الأمن والاستقرار لم تعهدها منذ قرون عديدة، وأصبحت طرق التجارة والحج آمنة؛ ولعل السبب في ذلك تطبيق الدولة لأحكام الشريعة على كل مخلٍّ بالأمن، وكذلك تحمُّل زعماء القبائل مسؤولية الجرائم والاعتداءات التي تحدث إذا اعتدى أي فرد من قبائلهم على غيره، ومنع حماية مرتكبي الجرائم أو إيواء أي مُخِلٍّ بالأمن  ولم يكن لدى الدولة السعودية جيش منظم دائم وفقًا للمفهوم الحديث للجيوش ما عدا الحرس الخاص بالإمام الذي يُقدَّر بنحو ثلاثمئة جندي، أما ما عداهم فقد كان جميع المواطنين بصفة عامة محاربين مستعدين للدفاع والجهاد إذا ما طُلب منهم ذلك، وكانوا يعدُّون ذلك واجبًا دينيًا مقدسًا، فهم يحضُرون عند طلبهم ومعهم أسلحتهم وزادهم وركائبهم دون كثيرِ إمدادٍ من الحاكم، ويتأكد كل أمير منطقة أو شيخ قبيلة من تجهيز أفراده بما يلزمهم من عتاد ورواحل وأطعمة وغير ذلك مما يلزم الحملة العسكرية، وكان الإمام - أو نائبه - يقود الحملات، وأحيانًا يقودها بعض أمراء المناطق. ومن الأساليب الحربية الناجحة التي استخدمها قادة الدولة السعودية الأولى في حملاتهم العسكرية: سرعة حركة الجيش، وتضليل الخصوم، وسرِّيَّة توجُّه الحملات، وكذلك بناء القلاع والحصون قرب البلدان والمدن التي يطول حصارها مما يزيد الضغوط على المقاومين اقتصاديًا وعسكريًا إلى أن يضطروا إلى إعلان انضمامهم للدولة، وكان لذلك أثره في اتساع مساحة الدولة، والقضاء على خصومها. أما الأسلحة المستخدمة فكانت السيوف والرماح والخناجر والبنادق، كما استفادوا مما غنموه من المدافع من خصومهم في محاولة صد حملة محمد علي على الدولة السعودية 
 

 النظام المالي

 
اعتمدت الدولة السعودية الأولى في نظامها المالي ما كان مطبَّقًا في الدولة الإسلامية في عصرها المبكر مما هو مبني على الشريعة الإسلامية، فقد كانت إيرادات الدولة من مصادر الدخل الآتية: الزكاة، والغنائم، والعقوبات أو الغرامات وفق ما تنظمه الشريعة من خلال الأحكام الفقهية المعروفة أما أوجه الإنفاق فقد كانت وفقًا لأحكام الشريعة في صرف الزكاة لمستحقيها المحددين في القرآن الكريم، كما كانت الدولة تنفق لتوفير المتطلبات الضرورية للإمام من هبات وهدايا وضيافة، وكذلك مرتبات الولاة والقضاة وعمال الزكاة والجند، ومتطلبات الحصون والقلاع، والإنفاق على الحملات العسكرية. ومن أوجه الإنفاق أيضًا الإنفاق على التعليم وطلاب العلم، وعلى الفقراء والمحتاجين ومن تحل بهم الكوارث وقد أصبحت الدولة في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز غنية بصورة ظاهرة، وبرز ذلك في بعض المظاهر من اقتناء المماليك والخيل وبناء القصور الفارهة بمعايير ذلك العصر  . 
 

 العلم والتعليم

 
ازدهرت الحياة العلمية في الدولة السعودية ازدهارًا واضحًا؛ وذلك بفعل تأثير دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي كان التعليم المعبَر الأساسي لها إلى أفراد المجتمع كافة، وكذلك تبنِّي قادة الدولة للتعليم بتشجيعه والإنفاق عليه، كما أسهم توحيد أنحاء واسعة من الجزيرة العربية في اتصال العلماء بغيرهم من البلدان المجاورة.ومن أبرز مظاهر ازدهار الحياة التعليمية في الدولة السعودية الأولى زيادة أعداد العلماء والمتعلمين، والاهتمام بتعليم أكبر عدد ممكن من أبناء المجتمع، وتعدد أمكنة التدريس. أما نمط التعليم فقد استمر على ما كان عليه قبل قيام الدولة من التدرج في التعليم ومن أوقات التدريس  وقد شهدت العلوم الشرعية نهضة علمية كبيرة تأليفًا وتدريسًا في علوم العقيدة والتفسير والحديث والفقه، وفاقت نهضة العلوم الشرعية كثيرًا نهضة العلوم الأخرى  وقد وُجدت في الدولة السعودية الأولى مكتبات قيمة وبخاصة في العاصمة (الدرعية)، ثم نُقلت بعد هدم الدرعية  
 
 
 
شارك المقالة:
28 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook