الألعاب الشعبية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الألعاب الشعبية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الألعاب الشعبية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
 
في مدن المنطقة كان السكان على اختلاف مستوياتهم العمرية يمارسون عددًا من الألعاب في أوقات فراغهم، ومنها:
 
أ: الكَبَتْ: 
 
وهي من الألعاب الشائعة في مدن المنطقة، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى كلمة (الكَبَت) التي يرددها اللاعبون في هذه اللعبة. وهي من ألعاب الرجال الكبار، وتتسم بالعنف، إذ يصل فيها العنف إلى الجروح أو شق الثياب. وصفتها أن ينقسم اللاعبون إلى مجموعتين يخطُّون خطًا على الأرض، وتبدأ المجموعة الأولى بالتحرش بالمجموعة الثانية بأن يقوم واحد من أفراد إحدى المجموعتين بتخطي الخط الذي رسموه على الأرض - ويسمى (الشخط) - مادًّا يده هامسًا بعبارة: "شيد البيد البيد" مكررًا لها، وعندئذ يحاول أعضاء الفريق الخصم القبض عليه بينما هو يحاول الهرب، فإن استطاع لمس أحد أعضاء الفريق الخصم الذي يطارده عُدَّ ذلك الشخص ميتًا وعُدَّ هو ناجيًا، أما إذا استطاع أحد أفراد الفريق الخصم القبض عليه فإنه يحاول بكل جهده أن يصل إلى طرف الخط ويلمسه ولو بطرف إصبع قدمه، فإن أمكنه ذلك عُدَّ ناجيًا، وإن فشل عُدَّ ميتًا ويفوز الخصم، ثم يبرز لاعب آخر من الجماعة إلى أن تنهزم إحدى المجموعتين، وذلك بالقبض على سائر أفرادها، ويسمون ذلك (دستًا) 
 
ب: البربر: 
 
تسمى هذه اللعبة في حواضر مكة المكرمة باسم (البربر)، بينما تسمى في نواحٍ أخرى باسم (العتبة)  .  وهي خطوط تُخَط على الأرض ويقوم اللاعب بالقفز فوقها بطريقة معينة، وتبدأ اللعبة بأن يتم رسم خط مستطيل على الأرض يُقسَم إلى خمس خانات، وتكون الخانة الثالثة مكان استراحة، ثم يقوم اللاعب برمي حجر على أحد الخطوط أو في مستطيل الاستراحة، ومن ثم يبدأ في القفز باتجاهه على قدم واحدة رافعًا قدمه الأخرى محاولاً دفع الحجر بقدمه، ونقله إلى الخانة التالية، فإن استطاع إخراج الحجر من كامل المستطيل يعد بذلك فائزا
 
ج: شرعة (شرعت): 
 
تمارس هذه اللعبة في معظم مناطق المملكة بأسماء مختلفة، إلا أنها في منطقة مكة المكرمة تعرف بهذا الاسم، وهي من الألعاب التي تمارس من الجنسين (صبيان، وبنات)، وصفتها أن يجتمع اللاعبون (ويفضل أن يكون عددهم أكثر من خمسة) فيقفون صفًا واحدًا بعد أن يتفقوا على تحديد مكان يعد بمنـزلة مكان الحماية ويدعى (العزيزة)، وغالبًا يكون دائرة يقوم اللاعبون بخطها على الأرض، وأحيانًا يكون جدارًا أو أي شيء يتفق عليه اللاعبون
 
يبدأ اللاعبون بعد ذلك بالعد من واحد إلى عشرة، وكل من وقع عليه الرقم عشرة يخرج من الصف حتى آخر واحد يبقى من المجموعة، عندها يقوم اللاعبون بتعصيب عينيه بغطاء (غترة) أو ما شابه ذلك ثم يقومون بالاختباء، وإذا انتهى اللاعبون من الاختباء يصيح الجميع بعد ذلك بصوت واحد: (شرعة دندن) حينها يرفع اللاعب المعصوب العينين الغطاء عن عينيه ويبدأ في البحث عن اللاعبين، فإذا استطاع الإمساك بأحدهم قام بإخراجه، ثم يعود ويغطي وجهه مرة أخرى في حين أن اللاعبين يخرجون من مخابئهم ويتجهون إلى مكان الحماية قائلين بصوت عال: (العزيزة عمتي)
 
ومن يستطيع الوصول إلى العزيزة ويقف داخلها فإنه ينجو من الإمساك به ويعد فائزًا، وهكذا تستمر اللعبة حتى يقرر اللاعبون إنهاءها
 
د: الكبوش: 
 
لعبة الكبوش من ألعاب صغار الصبيان في مدن منطقة مكة المكرمة، وهي لعبة (الكعابة) المشهورة عند العرب منذ القدم، والكبوش هي العظام التي تأتي بين مفاصل أرجل الأغنام، إذ يقوم الأطفال بجمعها وتصنيفها، ثم يأخذ الصبي أكبرها حجمًا ويسميه (البرسي)، ويكون لدى كل لاعب مجموعة من الكبوش وكذلك برسي. أما صفتها فيجتمع لاعبان ثم يحددان عددًا متساويًا من الكبوش يلعبان به ويسميان ذلك (رهنًا)؛ لأن اللاعب لا يستطيع أن يقلل أو يزيد العدد بعد الاتفاق، وبعد ذلك يعمدان إلى خط دائرة في الأرض، ويقومان بصف الكبوش التي اتفقا على اللعب بها داخل الدائرة، ثم يمسك أحدهما البرسَين ويرفعهما في يده إلى الأعلى ومن ثم يقوم بإسقاطهما إلى الأرض، فمن سقط برسيه على الوجه الذي اتفقا عليه كان هو البادئ باللعب، وحينها يقف الاثنان على مسافة متفق عليها ثم يبدأ اللاعب الأول باللعب، وذلك بتصويب البرسي باتجاه الكبوش التي في الدائرة قاصدًا إخراج بعضها خارج الدائرة، فإن أصاب شيئًا منها واستطاع إخراجه كان كسبًا له وأصبح من حقه
 
ويعاد صف الباقي مرة أخرى، ثم يقوم بالتصويب على الكبوش من مسافة قريبة، ويستمر في اللعب إلى أن يأخذها جميعًا إن استطاع، أما إذا أخطأ ولم يستطع إخراج شيء من الكبوش من داخل الدائرة فإنه يعد خاسرًا وينتقل اللعب إلى اللاعب الآخر، وتنتهي اللعبة بأن يحصل أحد اللاعبين على الكبوش كافة 
 
هـ: الطيرة:
 
الطيرة اسم شعبي للطائرة الورقية، وكان يصنعها أشخاص مخصصون في مدن المنطقة، كما أنها في أحيان كثيرة تصنع من قبل الأطفال أنفسهم، وتصنع الطائرة الورقية من أعواد الخشب القابل للانحناء، إذ يتم تلبيس الأعواد بورق مخصوص ذي ألوان ونقوش متعددة الأشكال والألوان، ثم يربط خيط في صدر (الطيرة) عند تقاطع العودين المكون منهما هيكل (الطيرة) وطرفه الآخر في ذيلها وهو طويل جدًا
 
ويعمد بعضهم إلى استخدام (بكرة) خياطة كاملة، وقد يجعل لها ذيولاً من الورق مختلف الألوان، ثم يقوم الطفل بتطييرها في الهواء بشكل تدريجي من طول الخيط كلما ارتفعت الطائرة (الطيرة) في الهواء. وقد تقام بعض المنافسات بين اللاعبين إذ يطلقون طائراتهم في الهواء، والغالب هو من ترتفع طائرته وتصل علوًا يفوق طائرات الآخرين. وقد تكون هناك منافسة بين اثنين فقط في اختبار قوة وصلابة الخيط الذي يستخدم في الطائرة، إذ يعمد اللاعبان إلى دق كمية من الزجاج ويضاف إليها محلول الصمغ ويوضع الخيط المراد استخدامه في (الطيرة) في ذلك المزيج حتى يتشبع بالخليط فيُخرَج ويُجفَّف، ثم يربط كل لاعب خيطه بـ (طيرته) ويطلع كل منهما إلى سطح داره ويطلق (طيرته) إلى الجو، فإذا بلغت (طيرة) كل منهما حدًا معلومًا قاما بتنكيسها على بعضها إلى أن تتشابك ثم يرسل كل منهما خيطه، ويستمر الإطلاق مع التشابك، فمن كان خيطه أقوى غلب، فإذا قُطع خيط أحدهم وانفلتت (الطيرة) المقطوعة أصبح بذلك مغلوبا 
 
و: الكيرم:
 
من الألعاب الشعبية التي تمارس في المدن في منطقة مكة المكرمة، وهي قطعة خشبية مربعة الشكل وناعمة السطح يبلغ طول ضلعها في الغالب 90سم، مؤطرة من جهاتها الأربعة، في كل ركن من أركانها حفرة دائرية صغيرة، ولها مجموعة من الحبات الخشبية (تسع حبات) ذات لون أبيض، وتسع حبات ذات لون أسود، وحبة واحدة حمراء اللون، ولها مضرب خاص أكبر قليلاً في حجمه من الحبات.
 
وتمارس لعبة الكيرم غالبًا من قبل لاعبَين، وتبدأ اللعبة بأن يتقابل اللاعبان ثم يقومان بصف الحبوب الخشبية في الوسط، ومن ثم يختار كلٌّ من اللاعبَين أحد اللونين (الحبات البيضاء أو السوداء)، ثم يبدأ أحدهما اللعب بأن يحاول إسقاط حباته في ثقوب الخشبة واحدة بعد الأخرى، فإذا ما فشل انتقلت اللعبة إلى الآخر، وهكذا يستمر اللعب إلى أن يستطيع أحد اللاعبين إسقاط جميع حباته قبل الآخر 
 
ز: شرنوب: 
 
شرنوب من الألعاب التي يمارسها الذكور في المدن بمنطقة مكة المكرمة، وتعني كلمة شرنوب (الرفس بالقدم)، وتتكون اللعبة من فريقين متساويين من حيث العدد، أحدهما مهاجم والآخر مدافع، ويتكون كل فريق من لاعب واحد حدًا أدنى إلى خمسة لاعبين
 
ويبدأ اللعب بأن يقوم اللاعبون برسم دائرة كبيرة على الأرض تتسع لأعضاء الفريق المدافع الذين يتمركزون داخل الدائرة متخذين وضع الانحناء، بينما يقف الفريق المهاجم خارج الدائرة
 
يقوم أعضاء الفريق المهاجم الذي هو خارج الدائرة بالاقتراب من أعضاء الفريق المدافع الذي هو داخل الدائرة ومحاولة كل منهم لمس أو مس رأس أحد الأعضاء. في حين أن أعضاء الفريق المدافع الذي داخل الدائرة يحاولون الدفاع عن أنفسهم والحيلولة دون لمس رأس أي منهم باستخدام الرفس بالرِّجل لكل من يقترب منهم من أعضاء الفريق المهاجم، وإذا ما تمكن أحد أعضاء الفريق المدافع من إصابة أحد أعضاء الفريق المهاجم فإن الفريق المهاجم يعد مهزومًا، أما في حالة تمكن أحد أعضاء الفريق المهاجم من لمس رأس أحد أعضاء الفريق المدافع فإنه ينادي بأعلى صوته: "أردوا الماد"، والماد هو المكان المتفق عليه من الطرفين على أنه نقطة نهاية، وعند سماع أعضاء الفريق المدافع لهذه العبارة يعلمون أن أحدهم قد تم لمس رأسه من قبل أحد أعضاء الفريق المهاجم، وحينها ينطلقون لمهاجمة أعضاء الفريق المهاجم ومطاردتهم قبل أن يصلوا إلى (الماد)، فإذا ما استطاعوا اللحاق بهم قبل الوصول إلى الماد فإن الفريق المهاجم يعد خاسرًا، ويترتب على ذلك تبادل الأدوار بين الفريقين وتبدأ لعبة جديدة 
 
ح: القمقم:
 
وهي لعبة خاصة بالبنات في المدن البحرية من منطقة مكة المكرمة، إذ تأخذ البنات مجموعة من الأصداف ذات شكل مخروطي، ثم يقمن برميها ومتابعة أوضاعها بعد سقوطها ثم محاولة ضربها بالإصبع لتلامس بعضها وفق شروط معينة 
 
 
 
شارك المقالة:
38 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook