نظرًا إلى تنوع أنماط التعليم في المدينة المنورة في الحقبة الزمنية نفسها فقد تنوعت الأدوات التي يستخدمها الطلبة في كل مجال أو نمط من أنماط التعليم المتاحة، وإن كانت جميعها تميل إلى البساطة وقلة التكاليف.

 

فأما في الكتَّاب فقد كان لكل تلميذ لوح خاص مصنوع من الخشب،  يكتب الشيخ عليه واجب التلميذ من القرآن الكريم، وحروف الهجاء، والحساب.. وغير ذلك مما يقرؤه التلميذ على الشيخ في اليوم التالي، وعندما يتقن الواجب يأذن الشيخ له بمسحه استعدادًا للواجب الجديد، وتختلف أحجام الألواح ما بين كبير ومتوسط وصغير الحجم، وذلك بحسب قدرة التلميذ على حمله، ولكل لوح رقبة في وسطه الأعلى يتدلى منها حبل يوضع في عنق التلميذ بعد أن يُربط بإحكام، وذلك من باب الحرص عليه من الضياع أو النسيان.

 

وفي وسط صالة الكتَّاب حوض من الحجر المنحوت، وقد مُلئ بالماء، ويستعمله التلاميذ في غسل ألواحهم وتنظيفها مما فيها من كتابة مستعينين على ذلك بـ (المدر أو المضر) وهو طينة من التربة الصافية صُنعت على شكل قوالب صغيرة، ومهمتها تبييض الألواح وتنظيفها، وعادة ما تكون القوالب بيضاوية الشكل أو مربعة أو مستطيلة.

 

ويتصدر شيخ الكتَّاب حجرة الدراسة، إذ يجلس على كرسي عريض مصنوع من الخشب تكسوه مرتبة من القطن يزينها غطاء من القماش المطرز، ويضع الشيخ أمامه منضدة خشبية من فوقها غطاء من القماش، وعليها مجموعة من الأدوات الكتابية وألواح التلاميذ، وأقلام البوص، وأقلام الريشة، وأقلام الخط مختلفة الأشكال والأحجام، ومجموعة من المحابر  ذات اللون الأسود.

 

كما يضع الشيخ على يمينه منضدة أخرى، ومن فوقها علب مختلفة الأحجام مملوءة بالحلوى واللوز والتمر، إذ يشتري التلاميذ ما يناسبهم من ذلك، وعلى يسار الشيخ مجموعة من عصي الخيزران والفلقة (أو الفلكة كما كانت تسمى آنذاك) وتوضع مُسندة على الجدار

 

وأما المدارس النظامية فقد كانت لديهم الكتب المدرسية والدفاتر إضافة إلى الأقلام المتنوعة، وقد كان صغار التلاميذ يحملون علبًا من التنك لحفظ كتبهم وأدواتهم فيها، أما الكبار من الطلاب فقد كانوا يحملون المحافظ وهي - في الغالب - صناعة محلية من الجلد ذي اللون الأحمر