الآثار في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الآثار في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

الآثار في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية.

 

 مدينة نجران القديمة

ترجع التنقيبات والمسوحات والمجسات الأثرية التي أجريت في مدينة نجران القديمة إلى أنها تعود إلى نحو سنة 535 ق.م، وتوجد آثار لسور ضخم حول المدينة وبوابة كبيرة من الجهة الغربية، ومن المعالم الأثرية التي تبقت من نجران القديمة:
 
1 - القلعة: 
 
وهي منطقة مستطيلة الشكل تقريبًا تبلغ مساحتها نحو 235م  ، يحيط بها سور، وتضم هذه المنطقة عددًا كبيرًا من آثار المباني المتهدمة. ويصف (ليبينـز) بقايا القلعة بما يأتي:
 
"كنا نسير فوق المجهول من القبور والكنوز الأثرية والأحجار الطبيعية وقطع الخزف. وها هي ذي الأسوار القوية المحيطة بالمدينة في تتابع دقيق على شكل أسنان ذات زوايا مستقيمة، وألواح الجرانيت المقولبة تتراكم في صفوف، وعلو الحطام يتجاوز غالبًا ثلاثة أمتار، أما حجم الألواح فقلما يتجاوز نصف متر مكعب. إنَّ القسم الأكبر من المدينة المسيجة هو نتوءات من الألواح الحجرية والترابية، في حين يضم القسم الشمالي من الأسوار المباني التي أطلقنا عليها مقابر الثعابين. كان سكان المنطقة يقومون أحيانًا بنبش هذا الحطام سواء من أجل العثور على الكنوز التي يعتقدون أنها مخبأة هناك، ومن أجل صناعة الفحم الخشبي الذي تظهر آثاره على الأرض"  
 
أما (جاك ريكمانـز) الذي زار نجران بصحبة (ليبينـز) فقد سجل بعض الملاحظات عن زيارته لموقع المدينة القديمة، وذكر أن موقعها هو مربع يحيط به سور، وكانت أجزاء كثيرة منه لاتزال قائمة عند زيارته لها، ويصل ارتفاعه في بعض الأجزاء الشمالية إلى ثلاثة أمتار ونصف، ويبدو أن سور نجران قد شيد من خلال الجدران السائدة لربط المباني الواقعة على طرف المدينة الخارجي بعضها ببعض لتشكل سور المدينة، وهو أسلوب دفاعي قديم يقوم على تكوين سور المدينة بوساطة صفوف من المنازل، وتتم حماية السور بأبراج في الأركان.
 
ويوجد داخل القلعة نحو عشرين مبنى شيدت من كتل حجرية  كسيت بطبقة من الطين، ويرجح عدد من الأثريين أن هذه المباني ما هي إلا قواعد تشيد فوقها المساكن متعددة الطوابق المشيدة من الطوب اللبن، ومما يؤكد ذلك عدم العثور على أي مداخل لهذه المباني، كما يوجد بالقلعة السوق التجاري الذي عثر فيه على معصرة للسمسم ورحى ضخمة  وبضع أوانٍ وكسر فخارية.
 
وقام فريق وكالة الآثار والمتاحف بإجراء حفريات في الطرف الشرقي من القلعة خلال الموسم الخامس 1424هـ/2003م، وكشف عن وحدتين معماريتين متكاملتين، تتألف إحداهما من غرف كبيرة وعدد من الغرف الصغرى، ويرجح الفريق أن هذه الغرف استخدمت للتخزين ولم تكن من أجل السكنى، وشيدت الجدران من مداميك مشذبة جيدًا، وبخاصة الواجهات الخارجية، وتشبه هذه المباني المخازن التي عثر عليها في قرية (الفاو)، وكسيت جدران الغرفة الكبيرة والغرف الصغرى بطبقة من الجص، أما الأرضيات فغطيت بطبقة من الجص أو ببلاطات حجرية، ونقشت على جدران هذه الوحدة نقوش بخط المسند هي أسماء أعلام ربما تكون لملاك المنازل (الوحدات المعمارية)، وبعض رسوم الثعابين بالإضافة إلى عبارة: (ود أب) المنتشرة على مباني مدينة نجران القديمة.
 
وتتكون الوحدة الثانية من 16 غرفة صغيرة، شيدت جدرانها من الأحجار المشذبة، وعثر في الجهة الجنوبية من المبنى على حجر مكعب الشكل يشكل قاعدة لتمثالين كانا مثبتين عليها، وفي إحدى واجهات المبنى لاتزال توجد بقايا لوحة رخامية كانت مثبتة بمسمارين من البرونـز  ، وتوجد على بعض أحجار واجهات المبنى عبارات بخط المسند تتكون في الغالب من أسماء أعلام وعبارة: (ود أب)، ويرجح فريق التنقيب أن هذا المبنى استخدم لأغراض دينية لوجود قاعدة التمثالين، وهو ما يميز عادة واجهات المعابد  
 
2 - المنطقة الغربية: 
 
هي الآثار الواقعة غرب القلعة في منطقة منخفضة نسبيًا تمتد مسافة نحو 200م حتى تصل المدينة الحديثة.
 
3 - التل:
 
يقع إلى الغرب من سور المنطقة المستطيلة أو القلعة، ويحيط بهذا التل سور يحوي آثارًا معمارية لأبنية مهدّمة، وخلف هذا التل من الغرب يوجد منخفض ربما كان خندقًا يحيط بالمدينة، كما توجد منطقتان مرتفعتان على جانبي الخندق موازيتان للبوابة قد تكونان قاعدتي جسر كان منصوبًا أمام البوابة  
 
4 - آثار المقبرة: 
 
تقع إلى الجنوب من القلعة بمسافة نحو 130م، جاءت قبورها منتظمة في مجموعات على شكل صفوف متوازية، كل قبر فيها محاط بحجارة على شكل مستطيل طوله 3.5م وعرضه 2.5م، ويشير الفخار السطحي إلى العهد البيزنطي، مما يعني أنها ربما كانت قبور أصحاب الأخدود   
 
5 - الأخدود: 
 
وهو منخفض يقع إلى الجنوب من المقبرة بنحو 100م، ويعتقد كثيرون أن هذا الأخدود هو المذكور في القرآن الكريم، ويذكر (جاك ريكمانـز) أنه لم يُعثر على أي مبنى يمكن ربطه بالمكان الذي تم فيه حرق النصارى من قبل الملك الحِمْيري يوسف أسأر يثأر، ويرجح بعض علماء الآثار أن حادثة الأخدود وإن جرت في منطقة نجران إلا أنها لم تقع داخل المدينة، كما يشير هؤلاء إلى عدم العثور حتى الآن على نقوش كتابية تشير إلى انتشار الديانتين اليهودية والنصرانية في نجران.
 
6 - السّد: 
 
إلى الجنوب من الأخدود توجد بقايا سد كان يستخدم لتجميع مياه الأمطار والتحكم في السيول، كما عُثر على نقش حِمْيري من ثمانية أسطر في موقع السد مكتوب بالسبئية المتأخرة.
 
7 - القصر: 
 
في أقصى شمال الموقع توجد آثار لمبنى ربما كان قصرًا وهو أحدث الأبنية الموجودة في المنطقة 
شارك المقالة:
209 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook