شهر رمضان
هو أعظم الشهور عند الله تعالى؛ فهو الشهر الذي أُنزل فية القرآن الكريم، وفيه تتنزل الرحمات على أمة الإسلام، وجعل الله تعالى فيه أياماً مباركةً؛ ممّا جعل القلوب المؤمنة تتعلق به وتنتظره من العام إلى العام، بالإضافة إلى اهتمام الفقهاء بأحكامه، والفلكيين بحساباته، ويمكن القول أنّ ثبوت شهر رمضان عند جمهور العلماء يكون برؤية الهلال، واستدلوا على ذلك بحديث النبي صلّى الله عليه وسلّم:(صوموا لرؤيَتِهِ وأفطِروا لرؤيتِهِ، فإنْ غبِّيَ عليكم، فأكملوا عدةَ شعبانَ ثلاثينَ)، لكن اختلف العلماء في: هل تكفي شهادة عدلٍ واحدٍ برؤية الهلال؛ لثبوت دخول رمضان، أم يجب أن يراه رجلان عدلان على الأقل؟ واستدل أصحاب الرأي الأول بما رواه عبد الله بن عمر؛ أنّه أخبر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- برؤيته للهلال في أحد الأعوام، فصام رسول الله وأمر الناس أن يصوموا، وأمّا الفريق الثاني، فاستدل بقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم:(صوموا لرُؤيتِهِ، وأفطِروا لرؤيتِهِ، وانسُكوا لها، فإن غُمَّ عليكُم، فأكمِلوا ثلاثينَ ، فإن شَهِد شاهدانِ ؛ فصوموا وأفطِروا)،[، وفي حال عدم رؤية الهلال، يثبت شهر رمضان؛ بإكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً؛ فالشهر الشرعي يمكن أن يكون تسعاً وعشرين يوماً أو ثلاثين، كما بين ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قوله: (إنّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لا نكتُبُ ولا نَحْسِبُ، الشهْرُ هكذا وهكذا وهكذا وعَقَدَ الإِبهامَ في الثالثةِ والشهْرُ هكذا وهكذا وهكذا؛ يعني تمامَ ثلاثينَ).
إنّ لهذا الشهر العظيم خصائص كثيرةٌ، منها:
من كرم الله تعالى أن علّمنا الأوقات المباركة التي تتضاعف فيها الأجور على فعل الطاعات، فيحب اغتنامها، ومن هذه الأوقات؛ شهر رمضان المبارك، و في ما يأتي بعض الأعمال التي تساعد على اغتنام هذا الشهر الكريم:
بالرغم من أنّ النبي -عليه الصّلاة والسّلام- غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، إلا أنّه كان يجتهد بالطاعات والقربات في رمضان؛ لعلمه بما في هذا الشهر من فضلٍ وخيرٍ، وفي ما يأتي ذكر بعض الأعمال التي كانت من هديه -عليه الصّلاة والسّلام- في رمضان:
موسوعة موضوع