اداب تلاوة القران الكريم

الكاتب: مروى قويدر -
اداب تلاوة القران الكريم

اداب تلاوة القران الكريم.

 

 

القرآن الكريم

 

بيّن العلماء المقصود بالقرآن الكريم في اللغة والاصطلاح، وفيما يأتي بيان ذلك بنحوٍ مفصّلٍ:

  • القرآن الكريم لغةً: ورد قولين في تعريف القرآن الكريم في اللغة، الأول منهما: إنّ القرآن الكريم اسم علمٍ، وليس مشتقاً، أمّا القول الثاني: إنّه اسمٌ مشتقٌ، وفي اشتقاقاته أقوالٌ كثيرةٌ، فقيل إنّه مشتقٌ من فعلٍ مهموزٍ؛ مثل: قرأ، اقرأ، القَرْء، وقيل إنّه مشتقٌ من فعلٍ غير مهموزٍ، مثل: القَرْن، والقِرى.
  • القرآن الكريم اصطلاحاً: هو كلام الله تعالى، المُنزل على النبي محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، المعجز بلفظه، المتعبّد بتلاوته، المنقول بالتواتر، المكتوب في المصاحف، والمبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس.

 

آداب تلاوة القرآن الكريم..

 

القرآن الكريم هو كلام الله -تعالى- المنزّل إلينا هدىً ونوراً، وإنذاراً وتبشيراً، وهو حبل من الله ممدودٌ لعباده، من تمسّك به فقد اهتدى وفاز، والفوز هو الجنّة، وممّا أمر الله -تعالى- به تجاه كتابه تلاوته وترتيله، ولا بدّ للتلاوة من آدابٍ ينبغي على المسلم التحلّي بها، ومن الجدير بالذكر أنّ منها الظاهر والباطن، وفيما يأتي بيانٌ لها:

 

الآداب الباطنة

 

توجد العديد من الآداب الباطنة لتلاوة القرآن الكريم، وفيما يأتي بيان البعض منها:

  • إخلاص النيّة لله تعالى: أي إفراد الله -تعالى- في العبادة بالقصد، فقراءة القرآن الكريم عبادةٌ، وبالتالي فلا بدّ أن تكون مبنيّةٌ على الإخلاص، لتكون صحيحةً ومقبولةً، فلا يطلب المسلم من قراءة القرآن شرفاً أو منزلةً دنيويةً، أو مالاً وجاهاً، أو غير ذلك من أغراض الدنيا الزائلة.
  • تعظيم كلام الله تعالى: وذلك بأن يستحضر القارئ عظمة القرآن الكريم، وأنّه كلام الله تعالى، الذي نزل به جبريل على النبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، فيخشع قلبه، وتخشع جوارحه، وقال ابن القيم -رحمه الله- في ذلك: (فمن قُرئ عليه القرآن، فليقدر نفسه، كأنّما يسمعه من الله يخاطبه به).
  • استحضار القلب أثناء التلاوة: حيث قال الله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)، فمن أراد الانتفاع بكتاب الله تعالى؛ فعليه أن يطرد أحاديث النفس أثناء التلاوة، وأن يستجمع ذهنه، وقلبه، وكلّ جوارحه.
  • تدّبر آيات كتاب الله تعالى: والتدّبر هو المقصود الأعظم من التلاوة، حيث قال الله تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، فلا خيرٌ بتلاوةٍ لا يرافقها التفكّر والتدبّر، وفهم معاني كلمات الله تعالى؛ وذلك لأنّها رسائلٌ وأوامرٌ من الله لعباده، فلا بدّ من فهمها، لينشط العبد لتنفيذها.

 

الآداب الظاهرة

 

لا بدّ من المسلم التالي لآيات القرآن الكريم الالتزام بعددٍ من الآداب الظاهرة، منها:

  • طهارة البدن والثوب والمكان؛ حيث ينبغي على قارئ القرآن الابتعاد عن الأماكن المستقذرة، تعظيماً لكتاب الله، وتشريفاً له.
  • نظافة الفم، وإزالة أيّ رائحةٍ كريهةٍ منه، وذلك تكريماً للقرآن الكريم، وتعظيماً له، يقول قتادة في ذلك: (ما أكلت الثوم منذ قرأت القرآن).
  • استحباب استقبال القبلة للقارئ في غير الصلاة، والجلوس بخشوعٍ ووقارٍ.
  • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند إرادة القراءة، حيث قال الله تعالى: (فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ)، أمّا البسملة؛ فيجب الإتيان بها عند بدء القراءة من أول السورة.
  • البكاء أثناء قراءة القرآن الكريم، يقول الغزالي رحمه الله: (البكاء مستحبٌّ مع القراءة، والطريق في تحصيله أن يحضر قلبه الحزن، بأن يتأمّل ما في القرآن من الوعيد والتهديد، والمواثيق والعهود، ثمّ يتأمّل تقصيره في ذلك، فإن لم يحضره حزنٌ وبكاءٌ كما يحضر الخواصّ، فليبكِ على فقد ذلك منه، فإنّه من أعظم المصائب).
  • التفاعل مع آيات الله تعالى؛ بحيث إن مرّ القارئ بآية وعدٍ ورحمةٍ، سأل الله من فضله، وإن مرّ بآية وعيدٍ استعاذ بالله من ذلك، وإن مرّ بآيةٍ فيها تنزيهٌ لله نزّهه وسبّحه، وإن مرّ بسجودٍ سجد.
  • اجتناب ما يخلّ بحضور القلب والتدّبر أثناء التلاوة؛ مثل: الضحك واللهو والكلام، وتجنّب قطع التلاوة بكثرةٍ دون حاجةٍ.
  • التوقّف عن القراءة عند التثاؤب، وذلك إجلالاً لكلام الله تعالى، فالتثاؤب من الشيطان.
  • تحسين الصوت أثناء التلاوة، وذلك حسب طبع القارئ وما جُبل عليه، وليس باتباع الأنغام الموسيقية، وهو أمرٌ مستحبٌ لكونه أشدّ تأثيراً، وأوقع وأرقّ للقلب وللسّامعين.

 

فضل تلاوة القرآن الكريم

 

أمر الله -تعالى- نبيه محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم- بتلاوة القرآن الكريم، فقال: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا )، كما امتدح القائم بذلك، وعدّه من المؤمنين الصادقين، الذين يُغدق عليهم من نعمه ورحماته الربانيّة، فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ*لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)، وقد تعدّدت النصوص التي ترغّب في تلاوة القرآن الكريم، والفضل المترتّب على ذلك، وفيما يأتي بيان البعض منها:

  • إعمار القلب بتلاوة القرآن الكريم، والنجاة من المثل الذي ضربه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (إنَّ الذي ليسَ في جوفِهِ شيءٌ من القرآن، كالبيتِ الخَرِبِ).
  • تلاوة القرآن نعمةٌ يُحسد المرء عليها، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا حسدَ إلا في اثنتَينِ: رجلٌ علَّمه اللهُ القرآنَ فهو يَتلوه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ، فسمِعه جارٌ له فقال: ليتَني أوتيتُ مِثلَ ما أوتيَ فلانٌ، فعمِلتُ مِثلَ ما يَعمَلُ)، ويُقصد بالحسد في الحديث السابق الغِبطة، وهي أن يتمنّى المرء نيل ما عند الآخر من نعمةٍ، دون تمنٍّ لزوالها عنه.
  • تلاوة القرآن رفعةٌ لقارئه في الدنيا والآخرة، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ اللهَ يرفعُ بهذا الكتابِ أقواماً، ويضعُ به آخرِينَ).
  • نزول السكينة والرحمة، ونيل الخير الكثير من الله تعالى، وهو ما أشار إليه النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه، حيث قال: (وما اجتمعَ قومٌ في بيتِ من بيوتِ اللهِ، يتلون كتابَ اللهِ، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلتْ عليهم السكينةُ، وغشيتْهم الرحمةُ، وحفّتهم الملائكةُ، وذكرَهم اللهُ فيمن عنده).
  • سبيلٌ لنيل الشفاعة يوم القيامة، حيث قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (اقْرَؤوا القرآنَ، فإنّه يأتي يومَ القيامةِ شفيعاً لأصحابه).
  • تشريف التّالين لكتاب الله تعالى؛ بنيلهم لقب أهل الله، ففي الحديث عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، من هُم؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ).
شارك المقالة:
86 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook