هو الإمام محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج، شمس الدين المقدسي الراميني الصالحي الحنبلي، يكنّى بأبي عبد الله، كان من أعلم أهل الفقه بالمذهب الحنبلي، وُلد سنة سبعمئةٍ وثمانيةٍ في بيت المقدس، وفيما يأتي بيان جانبٍ من حياته وعلمه.
تلقّى ابن مفلح المذهب الحنبلي وكان بارعاً في فروعه، وتلقّى العلم في الصاحبة ومدرسة الشيخ أبي عمر، والسلامية، وبالصدرية ومدرسة الحديث، تولّى الحكم بالنيابة عن قاضي قضاة الحنابلة جمال الدين المرداوي الذي قرأ عليه كتاب المقنع وغيره من الكتب في مختلف العلوم، ومن شيوخ ابن مفلح: شيخ الإسلام ابن تيمية الذي قال فيه: "ما أنت ابن مفلح، أنت مفلح".
لابن مفلح العديد من المصنفات التي أجمع العلماء على الإتقان والتفرّد فيها، ومن مصنفاته: شرح كتاب المقنع الذي كان فيما يقارب الثلاثين مجلداً، كما علّق في مجلدين على كتاب المنتقي لمجد ابن تيمية، كما له مصنّفٌ في أصول الفقه سلك فيه منهج ابن الحاجب في مختصره، ويعدّ من أجلّ كتب المذهب الحنبلي، حيث أورد فيه أقوال وفوائد لم ترد في غيره من الكتب، وكان لابن مفلح العديد من التلاميذ الذين أخذوا العلم عنه، منهم: زين الدين العينتاني، ومحمد الجرماني الدمشقي، ومحمد بن يوسف المرادي، وعلي بن أحمد المقدسي، وغيرهم.
توفي شمس الدين بن مفلح المقدسي في الثاني من شهر رجب من سنة سبعمئةٍ وثلاثةٍ وستين للهجرة، وكانت وفاته في الصالحية، أي مكان سكنه، وكان له من العمر حين توفي بضعٌ وخمسون سنةً، وورد عن ابن كثير أنّ الصلاة على ابن مفلح كانت في المسجد المظفري، وتمّ دفنه في مقبرة الشيخ الموفق.
موسوعة موضوع