لطالما اعتبرت الأسهم والبورصة من أدوات الاستثمار التقليدية، إذ يلجأ نفر من الناس لصرف بعض مدّخراتهم في شراء الأسهم المتداولة في السوق في مسعى لزيادة ثرواتهم. لكن مع ذلك، فإن هنالك من يجهل حقيقة أن شراء العقار بحد ذاته يُعد نوعاً من أنواع الاستثمار. فأثناء الظروف المناسبة، يوفر العقار خياراً استثمارياً أقل مخاطرة وأكثر ربحيّة وتنوّعاً. فإذا كنت أحد هؤلاء الذين بذلوا سنوات من عمرهم في العمل وادخار الأموال ويراودك باستمرار السؤال حول الحقل الأنسب لاستثمار الأموال، فإننا قد ارتأينا لتخصيص هذا المقال لعقد مقارنة سريعة بين وسيلتين من وسائل الاستثمار المعروفة والأكثر شيوعاً، الاستثمار في الأسهم السعودية مقابل الاستثمار في عقار السعودية . عسى أن تكون مادة مفيدة تسعفك على اتخاذ قرار مناسب في هذا الشأن…
الأسهم السعودية مقابل سوق العقار السعودي
يعتمد خيار الاستثمار في العقار أو سوق الاسهم السعودي بالأساس على حساب الفرد البنكي باعتباره خياراً شخصياً محضاً، كما يعتمد أيضاً على مدى تحمّل الشخص للمخاطر واستراتيجية الاستثمار المفضلة لديه. مع ذلك فإنّه من المنطقي الافتراض أن عدداً أكبر من الناس يستثمرون أموالهم في الأسهم السعودية عوضاً عن العقار، فإذا كنت من أولئك الذين يميلون أكثر نحو شراء العقار فلا بدّ أنّك قد ادخرت قدراً معتبراً من المال لاستثماره في شراء أحد العقارات هُنا أو هُناك. أما في حالة شراء الاسهم فإنك في هذه الحالة تشتري حصّة ضئيلة من الشركة حاملة الأسهم، وبشكل عام فإنّه ثمّة وسيلتين لجني الأموال من الأسهم: الطريقة الأولى تتلخّص في حالة زيادة قيمة أسهم الشركة فذلك يقتضي بالضرورة زيادة قيمة استثمارك.
واعتماداً على الشركة، فإنّك قد تتلقّى أرباحاً موزّعة بانتظام ومن ثمّ إعادة استثمارها مجدّداً بهدف تعظيم عوائد استثمارك.
بينما تبدو الحالة مختلفة تماماً في حالة الاستثمار في العقار فبمجرّد امتلاكك للعقار أو الأرض، فإن معظم مستثمري العقارات يجنون الأموال من خلال حصد الايجارات الشهرية، فبالنسبة لهم تشكّل هذه الايجارات لوحدها مصدر دخل ثابت ومجدي بتزايد قيمة العقار عبر الزمن. وبالنسبة للكثير من المستثمرين المحتملين، فإن قطاع العقار يُعد مغرياً لكونه من الأصول الملموسة التي يمكن التحكّم بها مع ميزة التنوّع الإضافية.
مخاطر الاستثمار العقاري مقارنة بمخاطر الاستثمار في البورصة السعودية
الاستثمار العقاري له إيجابيات وسلبيات كغيره من أوجه الاستثمار
يجمع المراقون والمحللون الاقتصاديون على أن فقاعة الرهن العقاري التي انفجرت في أزمة 2008 قد أحدثت تراجعاً حاداًمن حيث القيمة لمستثمري العقارات وسوق الأسهم. ومؤخراً ضربت جائحة كورونا بعمق ولو أن تداعيات كلا الأزمتان مختلفتان، إلا أنه من المهم التذكّر دوماً أن المخاطر المترتبة على الاستثمار العقاري والاستثمار في الأسهم مختلفة بطبيعة الحالة.
مخاطر الاستثمار العقاري
ثمّة بعض الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عندما يتعلّق الأمر بالعقار والمخاطر المرتبطة به، ولعلّ الخطر الأكبر الذي يغفل عنه الناس يتمثّل في كون قطاع العقار يتطلّب بحثاً مليّاً. فمثل هذا القطاع لا يمكن توقّع عوائد سريعة ونتائج فوريّة فيه! ناهيك عن كون العقار بطبيعته من الأصول التي لا يسهل تحويلها لمبلغ نقدي.
وبالنسبة لأولئك الذين يحوزون على عقارات للايجار، فعادة ما تصاحب هذه الممتلكات مخاطر تشتمل على متابعة أمور الصيانة ودفع الايجارات، فالتعامل مع المستأجرين بحد ذاته أمر مرهق ذهنياً ونفسياً! فالمستأجرون كثيرو التطلّب بلا شك، وقد لا تستطيع تلبية احتياجاتهم والإجابة عن استفساراتهم جميعهم. وبصفتك مستثمراً عقارياً، فقد يلزمك توكيل متعاقد لمتابعة شؤون الصيانة والتجديد أو تعيين مدير ممتلكات عقارية للإشراف على العقار المستأجر.
مخاطر سوق الأسهم السعودية
على المستثمر التنويع في شراء الأسهم وذلك للتقليل أو الحد من المخاطر الناجمة
يشتمل سوق الأسهم على مخاطر مختلفة مثل مخاطر السوق، المخاطر الاقتصادية، ومخاطر التضخّم. بدايةً تعتبر الأسهم كثيرة التقلّب بطبيعتها، وبالتالي فإن اسعار الاسهم السعودية تخضع لتقلّبات السوق. ولنقل على سبيل المثال أن هذه الشركة لديها فروع عمليات في بلد آخر، فإن مثل هذا الفرع الأجنبي يخضع حتماً لأنظمة وقوانين تلك الدولة. أمّا إذا ما كان اقتصاد هذه الدولة لديه مشاكل أو برزت على سطحها أية مشاكل وتوترات سياسية، فإن أسهم الشركة ستتأثر سلباً بلا شك. والأسهم تخضع بطبيعة الحال للدورة الاقتصادية إلى جانب السياسة النقدية والقوانين ومراجعات الضريبة بل وحتى التغييرات الطارئة على نسب الفائدة التي يقررها البنك المركزي.
وثمّة مخاطر أخرى يمكن أن تُستمد من المستثمر ذاته، فالمستثمر الذي يختار عدم تنويع ممتلكاته أو يستند بالكامل على أنواع محدّدة من الأسهم يعرّض نفسه لمخاطر أكبر.
حبذا لو أخذت بعين الاعتبار في هذه الحالة أن توزيع الأرباح الناجمة عن تداول الاسهم السعودية يؤدّي لتوليد دخل أكثر اعتمادية، لكنّ الأمر يتطلّب استثماراً أكثر اعتبارية لتوليد دخل كافي قادر على استدامة فترة التقاعد دون الحاجة لبيع ضمانات أو أصول. فالاعتماد على الأسهم العالية ذات الأرباح الموزعة يعني أن المستثمر قد يفوّت فرص نمو استثمارية عالية.
ايجابيات وسلبيات الاستثمار العقاري
بالرغم من كون قطاع العقار لا يتمتّع بذات السيولة المتوفرة في سوق الأسهم، فإن الكاش النقدي بعيد المدى يزوّد المستثمر العقاري بمصدر دخل خامل وفرصة واعدة لأن تتزايد قيمة العقار عبر الزمن. يمكن تلخيص النقاط الايجابية والسلبية للاستثمار في السوق العقارية على النحو التالي:
الايجابيات
الدخل الخامل
امتيازات الضريبة
طوق نجاة في مواجهة التضخم
السلبيات
يتطلّب جهود وأوقات عمل أطول أكثر من الأسهم
أصول عقارية باهظة الثمن وصعبة السيولة
تكاليف إجرائية عالية
لا يمكن ضمان زيادة قيمة العقار عبر الزمن
ايجابيات وسلبيات الاستثمار في الأسهم
بالنسبة لمعظم البشر المهتمّين في الأسهم السعودية فإن الأمر بطبيعة الحال لا يتطلّب إدخار مبالغ طائلة من الأموال لبدء استثمارهم في الأسهم. فبعكس استثمار العقارات فإن الأسهم يسهل تحويلها لمبالغ نقدية كما يسهل بيعها وشرائها.
يمكن تلخيص نقاط القوة والضعف للاستثمار في الأسهم كما يلي:
الايجابيات
سيولة عالية
سهلة التنويع
تكاليف إجرائية أقل
السلبيات
أكثر تقلباً من العقارات
بيع الأسهم يترتّب عليه ضرائب أعلى
تتحرّك بعض الأسهم من على ذات المستوى لسنوات
احتمالية اكبر للاستثمار غير العقلاني
وهكذا نكون قد استعرضنا لكم أهم جوانب المقارنة بين نوعين شائعين من الاستثمار، الاستثمار العقاري في السعودية مقابل الاستثمار في الأسهم السعودية. علماً بأن هذه المقارنة تصلح لبلدان أخرى على غرار السعودية. يمكنك متابعة المزيد من المواضيع والنصائح المتعلقة بالاستثمار والعقار مثل دليل الإستثمار العقاري في الأسواق الناشئة وقال كيف تصبح مستثمر عقاري ناجح على مدونة بيوت السعودية.
Tweet
Share
Pin
Share
العربية
