من أكثر القصص التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز قصّة سيدنا موسى -عليه السلام-، ولقد بيّن الله سبحانه الصراع الذي كان بين معسكر الحق الذي مثّله النبيّ موسى -عليه السلام- ومن آمن من قومه، وبين معسكر الباطل الذي زها بنفسه وبغى ببطشه وهو معسكر فرعون وجنده، وقد بيّن الله سبحانه كيف كانت الغلبة لمعسكر الحق، وكيف كانت العاقبة للمتّقين الذين وعدهم الله تعالى بالاستخلاف في الأرض، والتمكين من بعد أن تعرّضوا للابتلاءات والمحن التي اختبرت إيمانهم وثباتهم على أمر الله تعالى.
اختلف العلماء المسلمون في المكان الذي غرق فيه فرعون وجنده هل كان بحراً أم نهراً، والحقيقة أنّ الله سبحانه وتعالى قد ذكر هذا المكان وسمّاه بالبحر في آيات معينة، حين قال جلّ من قائل: (وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون)، وفي مواضع أخرى سمّى الله هذا المكان يماً، قال تعالى: أم هو نهر النيل المشهور الذي ينبع من بلاد الحبشة ويمر في أراضي مصر، فمنهم من قال: إنه البحر الأبيض المتوسط ومنهم من رأى أنه نهر النيل، واستدلوا على ذلك بالآية الكريمة التي تحدثت عن قصة إلقاء موسى -عليه السلام- في اليم وهو نهر النيل، والراجح من تلك الأقوال أنّه البحر الأبيض المتوسط لقصد موسى -عليه السلام- الأراضي المقدسة، وهي فلسطين عندما خرج من مصر.