أين سكن قوم لوط

الكاتب: علا حسن -
أين سكن قوم لوط.

أين سكن قوم لوط.

 

نبيّ الله لوط عليه السلام

ورد في التاريخ اسم ونسب نبي الله لوطاً عليه السلام، فقيل إنّه لوط بن هارون بن تارح وتارح هو آزر، ويُذكر أنّ لوطاً -عليه السلام- هو ابن أخ إبراهيم عليه السلام، ولقد وردت قصة النبيّ لوط -عليه السلام- وقومه في القرآن الكريم أكثر من خمس وعشرين مرّةً،ل الله تعالى: (وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ وقال سبحانه: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ*أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)،[ويجدر ذكرُ أنّ اسم لوط اسم أعجميٌّ ليس له جذرٌ عربيّ، وليس مُشتقّاً من اللواط؛ لأنّ اللواط كلمةٌ عربيّةٌ جذرها لاط يلوط؛ أي فعل الفاحشة القبيحة، ولا يمكن أن يكون اسم نبيٍّ مشتقٌّ من كلمة فحش كاللواط، وأنبياء الله -تعالى- منزّهون مرفّعون عن ذلك، ولقد قيل عن قوم لوط الذي اشتهروا بهذه العادة القبيحة أنّها بدأت فيهم عندما أصابهم قحطٌ وجوعٌ شديدٌ بعد ما كان لهم ثمارٌ وبساتين، فقال بعضهم أنّهم يجب عليهم إن عادت زروعهم وثمارهم أن يمنعوا عنها أيّ عابر سبيلٍ، ورأوا أنّ الطريقة لمنع أهل السبيل هي أن يسلبوهم كلّ ما لديهم، وينكحوهم إذا نزلوا فيهم، فبدأت فيهم هذه العادة القبيحة ثم استمرأوها بعد ذلك وجرت بينهم.

 

سكن قوم لوط

عاش لوطٌ -عليه السلام- في زمن رسالة إبراهيم الخليل عليه السلام، حيث آمن به واهتدى بهديه، قال الله تعالى: (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)ولقد هاجر لوطٌ -عليه السلام- مع عمّه نبيّ الله إبراهيم، واتّبعه في جميع أسفاره حتى أرسله الله -تعالى- نبيّاً إلى قومه، وهم أهل سدوم في الأردن، وقد سكنوا قرب البحر الميت، وسدوم هي أكبر قرى مدائن لوط، ويوجد غيرها قُرىً أخرى، منها صَبعة وصَعوة وعُمرة ودُوما، وقد كان أهل سدوم من أكفر الناس وأجحدهم لفضل الله ونعمه، وأقبحهم سيرةً وأسوأهم أخلاقاً، وكان من أسوأ طباعهم أنّهم لا ينكرون منكراً ولا يتناهون عنه، ولا يستحيون من فعل الخبائث أمام بعضهم، وكانوا يقطعون الطرق على المسافرين، وظهر اللواط بينهم فقد كانوا يأتون الرجال دون النساء ويجاهرون بفعلهم، فأرسل الله -تعالى- نبيّه لوطاً عليه السلام، يدعوهم إلى توحيد الله تعالى، والانتهاء عن كلّ تلك الفواحش والمنكرات.

نزول العذاب في قوم لوط

أمر الله -تعالى- نبيّه أن يخرج بأهله من القرية الكافرة ليلاً قبل شروق الشمس، وأمرهم إن سمعوا أصوات المعذّبين من خلفهم ألّا يلتفتوا ورائهم، ليروا عذابهم، فخرج لوطٌ بأهله وكانت زوجته الكافرة معه، فأخبره الله -تعالى- أنّه سيصيبها العذاب مثل قومها، ثمّ أرسل الله -تعالى- جبريل -عليه السلام- فأدخل ريشةً واحدةً من جناحه تحت قراهم وهي أربعة أو خمسة، فاقتلعها من أصلها، وكان يسكنها حوالي أربعمئة ألف شخصٍ، ورفعهم جميعاً إلى عنان السماء، حتى سمع أهل السماء الأولى أصوات ديوكهم ونباح كلابهم، ثم ردّها رأساً على عقبٍ في الأرض، ثمّ أُرسلت عليهم صيحةٌ وحجارةٌ من السماء، كلّ حجرٍ مكتوب عليه اسم من سيقع عليه ليقتله، حتى نزل فيهم وعد الله -تعالى- وقد أصاب ذلك العذاب زوجة لوط فلم تُستثن من الإهلاك لأنّها كانت راضيةً عن فعال قومها

شارك المقالة:
52 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook