بنت الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير كنيسة القيامة، حيث استمرت مدة بنائها عشر سنوات، ثمّ افتتحت عام 335م، وأصبحت بذلك تمثّل وجهة الحج المسيحي حتى الآن، ومن الجدير بالذكر أنّ عمر بن الخطاب أمير المؤمنين قد منح أهلها الأمان على أموالهم، وأنفسهم، ودينهم عند فتحه لبيت المقدس وعندما حان وقت الصلاة وهو فيها، أشار عليه البطريرك صفرونيوس أن يصلي فيها، إلا أنّه رفض خوفاً من أن يحولها المسلمون إلى مسجدٍ من بعده، فصلى خارجها، وفي هذا المقال سنعرفكم عنها أكثر، وبالتحديد أن تقع.
تقع كنيسة القيامة أو كما تعرف بكنيسة القبر المقدس في البلدة القديمة في القدس الشريف في فلسطين المحتلة، حيث تتميز بزخرفتها الجميلة، ونقوشها، ورخامها الملون، وصورها التي تزين جدرانها، وقد بنيت فوق الصخرة التي يظن البعض أن الميسح عيسى بن مريم صلب عليها، ولا بد من الإشارة إلى أن المسيحيين يعتقدون أنها تحتوي على قبر المسيح، فهي من أقدم الكنائس التي بنيت في بيت المقدس.
بنى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مسجداً بالقرب من الكنيسة أسماه مسجد عمر، وفي ذلك دلالة على التعايش والتسامح بين الديانة المسيحية والإسلامية، وقد وصفها عدد من الرحالة المسلمون في كتبهم، علماً أن الخليفة العباسي المأمون قد رممها في فترة الخلافة العباسية، ثمّ سمح الخليفة هارون الرشيد للملك شارلمان بأن يبعث لها بعثةً للحصول على بعض الامتيازات التي تقدمها.
حدث خلاف في عهد صلاح الدين الأيوبي بين العائلات المسيحية حول من يقتني مفتاح الكنيسة، فأشار صلاح الدين بأن يعطى المفتاح لعائلة مسلمة تكون هي المسؤولة عن الكنيسة، فوافق الجميع على ذلك، وأصبح يشرف عليها عائلتين مسلمتين، هما: