إنّ الصحابيّ أبو بكر الصدّيق -رضيّ الله عنه- أول من أسلم من الرجال؛ وهو عبد الله، بن عثمان، بن عامر، بن كعب، بن سعد، بن تيم، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، وكنيته أبو بكر، ويُدعى عثمان بأبي قحافة، وعمل أبو بكر -رضيّ الله عنه- بالتجارة فكان مرةً يُسافر فيها ومرةً لا يُسافر، وكانت التجارة من أهم الأعمال في قبيلة قريش. وُلِدَ أبو بكر الصدّيق -رضيّ الله عنه- بعد عام الفيل، ولكن اختلف العلماء حول السنة التي وُلِدَ فيها، فيُرجح بعضهم أنّها بعد ثلاث سنوات من عام الفيل، بينما يرى آخرون أنّها بعد سنتين وستة شهور؛ لذلك لم يتمّ الاتفاق على السنة أو عدد الشهور بين العلماء، أمّا وفاته رضي الله عنه فهي فكانت بالثماني البقين من شهر جمادى الآخرة بين فترتي المغرب والعشاء، وتحديداً في ليلة يوم الثلاثاء، وكان عُمره ثلاثة وستين عاماً.
تميز أبو بكر الصدّيق -رضيّ الله عنه- بمجموعة من الصفات، ومنها الوسامة، وغزارة شعر الرأس، وبروز الجبهة، وقلّة شعر الوجه، ونحافة الجسم، أمّا صفاته الخُلُقيّة فهي كثيرة واتفقت حولها كافة الأقوال فكان رضي الله عنه ودوداً، وعُرِفَ عنه التواضع فلم يتكبر على أحدٍ في الجاهليّة أو الإسلام، فكان يُظهر تواضعاً كبيراً قبل وأثناء خلافته، كما كان معروفاً بالسخاء والكرم.
لُقِّبَ أبو بكر الصدّيق -رضيّ الله عنه- بالعديد من الألقاب التي تدلُّ على مكانته، ومن أهمها:
يعتبر أبو بكر الصديق رضي الله عنه من الأشخاص المشهورين بين أهل قريش، فكان خبيراً بأيام وأنساب العرب، واشتهر بإحسانه وعلمه، وكان رضي الله عنه خِدناً (صديقاً) وصفيّاً لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الجاهليّة.
ساهم أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- في دعوة الناس إلى الإسلام؛ ممّا أدّى إلى إسلام العديد من الأشخاص على يديه، مثل أبي عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وطلحة بين عبيد الله، وعثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعاً، وكان يدعو مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كفار قريش للإيمان بالإسلام، كما كان من أسبق الناس لجهاد الكفار بالمال والنفس، وأيضاً شارك بالجهاد في القتال؛ من أجل الحرص على استمرار الدعوة الإسلاميّة.
بعد وفاة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أصبح أبو بكر الصدّيق -رضيّ الله عنه- خليفة للمسلميّن، وفي قصة خلافته تتعدّد الروايات، ومن أشهرها الرواية التي تُخبر بأنّ الأنصار اجتمعوا من أجل مبايعة سعد بن عُبادة للخلافة، فعندما وصل الخبر إلى أبي بكر ذهب لهم مع عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم جميعاً، فسألهم أبو بكر عن سبب اجتماعهم فقالوا له منكم أمير ومنا أمير، فأجاب أبو بكر منكم الوزراء ومنا الأمراء، وأخبرهم بكافة الأشياء التي نزلت عن الأنصار وذَكَرها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وبعد انتهاء الحديث بين أبي بكر وسعد بن عُبادة قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال لأبي بكرٍ أبسط يدك لأبايعك، وبعد هذه البيعة بايع علي بن أبيّ طالب رضي الله عنه والناس في اليوم الآتي أبا بكرٍ البيعة العامة.
تزوّج أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه بأربع زوجات هن: أم رومان، وقتلة في الجاهليّة، وحبيبة وأسماء في الإسلام، وأنجب ثلاث بنات وثلاثة بنين، فأولاده هم عبد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، أمّا بناته فهن أسماء، وعائشة أم المؤمنين، وأم كلثوم.
وردت العديد من الأحاديث النبويّة الشريفة حول أبي بكر الصدّيق، ومنها:
موسوعة موضوع