تعتبر معركة بدرٍ أُولى المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام والمسلمين، حيث كانت الغلبة لمعسكر المسلمين وسُميّت بمعركة الفرقان؛ لأنّها فرّقت بين الحق والباطل، وكان لها أكبر الأثر في إعلاء شأن المسلمين، وقد حدثت تلك المعركة في السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، وكان سببها رغبة المسلمين في استرداد أموالهم التي سلبتها قريش، ورغبتهم في ردع قريش عن إيذائها وتجبّرها على المسلمين، فاستنفر النبي -عليه الصلاة والسلام- الصحابة للخروج لاعتراض إحدى قوافل قريش التجارية التي كان يحرسها ثلاثين رجلاً بقيادة أبي سفيان، فخرج النبي مع ثلائمئة وأربعة عشر رجلاً، ولكنّ الله -تعالى- قدّر أمراً آخراً حينما استطاع أبو سفيان النجاة بالقافلة والوصول إلى مكة من طريق ساحل البحر، ولمّا علمت قريش بخبر القافلة استنفرت للخروج لقتال المسلمين والانتقام منهم، فأعدّوا لذلك جيشاً قوامه ألف مقاتلٍ، فكانت المواجهة بين المسلمين وكفار قريش على غير ميعادٍ، قال تعالى: (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ).
بدأت أحداث معركة بدر حينما تبارز عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة من معسكر قريش، مع حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث من معسكر المسلمين، حيث استطاع حمزة وعلي قتل مبارزيهم، بينما اختلف عبيدة مع مبارزه، فكرّ حمزة وعلي على مقاتل عبيدة فقتلاه، ثمّ اندلع القتال بين الفريقين، وحميَ الوطيس وناشد النبي -عليه الصلاة والسلام- ربه النصر، وألحّ عليه في الدعاء فربط الله على قلوب المؤمنين، وأمدّهم بملائكةٍ من عنده حتى كان النصر حليفهم في النهاية.
انجلى غبار معركة بدرٍ عن نصرٍ ساحقٍ للمسلمين على كفار قريش، حيث قُتل سبعون رجلاً من المشركين، وأُسَر سبعون آخرون، بينما لم يستشهد من المسلمين سوى أربعة عشر رجلاً؛ ثمانيةٌ من الأنصار وستةٌ من المهاجرين
العربية
