يُعَدّ الدعاء عبادةً من العبادات، وطاعةً من الطاعات؛ ولذلك يجدر الالتزام بهَدْي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيها، واتّباع طريقته، وهو ما بيّنه النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فذكر للأمّة الأدعية المُتعلّقة بأوقاتٍ مُعيّنةٍ، أو مواضع مُعيّنةٍ، أو أحوالٍ مًعيّنةٍ، كما بيّن حال الدعاء؛ إن كان مُطلقاً، أو مُقيَّداً، وذكر بعض الأوقات الفاضلة المُستحَبّة للدعاء، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأدعية الواردة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- تشمل أحوال المسلم جميعها، وبيّن ما يُحقّق الخير والبِرّ في جميع تلك الأحوال.
أعظم ما يريده المسلم الداعي أن يستجيبَ اللهُ دعاءَه؛ ولهذا ينبغي عليه أن يتخيّر في دعائِه أوقات الإجابة؛ لعلّ الله أن يستجيب له، ومن تلك الأوقات التي يُتحرّى فيها الدعاء:
تجدر بالمسلم الصادق الثقة بربّه -عزّ وجلّ- في كلّ أمور حياته؛ فهو -سبحانه- المُقدِّر والمُدبِّر لأموره، وتلك سِمة الأنبياء والصالحين -رضي الله عنهم-، ومن صُور تلك الثقة أن يثق العبد في استجابة الله لدعائه، دون تردُّدٍ أو شَكٍّ؛ فالله أَمرَه بالدعاء، وهو -سبحانه- المُتكفِّل بالإجابة، قال -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، ومن الأمور اللازمة في تحقيق الثقة بالله -سبحانه-:
يجدر بالمسلم أن يتوجّه إلى الله -سبحانه- بالدعاء بإخلاصٍ، وتضرُّعٍ، وخشوعٍ، وصدقٍ، ورجاءٍ، ويقينٍ باستجابته، ما لم يأتِ المسلم بأيّ مانعٍ من موانع استجابة الدعاء، ومنها:
يتفرّع الدعاء في الشرع إلى نوعَين؛ فإمّا أن يكون دعاء العبادة، أو دعاء المسألة، وتفصيل كلٍّ منهما فيما يأتي:
وتجدر الإشارة إلى أنّ كلّ ما ورد في الشرع من الأمر بدعاء الله، والثناء عليه، وعدم الإشراك به، يشمل كلا النوعَين؛ لأنّ كلّاً منهما مُستلزمٌ للآخر؛ ذلك أنّ دعاء المسألة نوعٌ من العبادة؛ فالداعي يُقبل إلى الله بتضرُّعٍ وابتهالٍ؛ وبهذا فإنّ دعاء المسألة داخلٌ في دعاء العبادة، وكذلك دعاء العبادة إنّما القَصد منه نَيْل رضى الله، والفوز بالجنّة، والنجاة من النار؛ فيلزم من الدعاء به حصول دعاء المسألة.
موسوعة موضوع