أهمية الأحماض الأمينية

الكاتب: رامي -
أهمية الأحماض الأمينية
"

أهمية الأحماض الأمينية.

الأحماض الأمينية

الأحماض الأمينية هي مكونات البروتين؛ و هناك ثمانية منها أساسية وض رورية للحياة و يمكن الحصول عليها من اللحوم و الأسماك و منتجات الألبان بالإضافة إلى الفوليات و العدس و المكسرات و غيرها من الأطعمة " البذرية" و تصنع البكتريا" الصديقة" التي تعيش في أمعائنا و تؤدي وظائف مهمة كميات ضيئلة جداً من الأحماض الأمينية يمكننا الإفادة منها بصفة مستمرة و بدون هذا المستوى الإضافي لربما عانينا تقلبات مزاجية شديدة.

و الأحماض الأمينية الأساسية( الضرورية) التي تكون غالباً ناقصة في النباتات هي الميقيونين و التريبتوفان و اللايسين و أولها أي الميثيونين ضروري للنساء الحوامل إذ يحتاجه الجنين لتكوين الغدة الثيموسية ( الزعترية) التي تشكل جزءاً أساسياً من جهاز المناعة. و يعد فول الصويا و غيره من البقول مصدراً فقيراً للميثيونين. أما الحبوب فهي فقيرة في اللايسين. و مع ذلك إذا خلطت نوعاً من الحبوب ( مثل الأرز) مع نوع من البقول( مثل العدس) فستحصل على توازن أفضل بكثير من الأحماض الأمينية و من ثم بروتين أكثر فائدة ( و هو ما نسميه استكمال الأحماض الأمينية) و تشمل الأطعمة الغنية بالتريبتوفان السمك، و الديوك الرومية، و الدجاج، و الجبن القريش، و الأفوكادو، و الموز، و العجوة، و جنين القمح.

و تعد الأحماض الأمينية" ألف باء" الجسم أو أبجديته فكل خلية من خلاياه تتميز بوجود ترتيب محدد للأحماض الأمينية. و هو ما يقوم بقراءته جهاز المناعة للجسم؛ مما يمكنه من التمييز بين الصديق و العدوة و أيضاً الريبوسومات التي تصنع جميع البروتينات الضرورية للجسم لكي ينمو و يصلح نفسه و يتكاثر. كما تصنع الأحماض الأمينية مادة الحياة، و هي تلك المادة الكيميائية الخلوية المسماة DNA، كما أن الأجسام المضادة أيضاً هي من البروتينات و تحتاج الخلايا الليمفية للأحماض الأمينية بدرجة كبيرة حتى يمكن إنتاجها و ممارستها لوظائفها و الأحماض الأمينية الأكثر تنشيطاً لجهاز المناعة هي الآلانين و حمض الأسبارتيك و السيستيين و الجلايسين و اللايسين و الميثيونين و الجلوتامين و الثريونين و أما التي تستخدم للتخلص من السموم فتشمل الجلايسين و الميثيونين و السيستيين و الجلوتامين و التورين و التيروسين.

فإذا تناولنا طعاماً كاملاً غير مكرر تاماً بما يحتويه من عناصر غذائية يحتاجها الجسم للاستفادة من الطعام و تمثيله. فإننا نحصل على ما يكفي من هذه الأحماض الأمينية و أما الغذاء غير المتوازن فيمكن أن يخلق حالة من عدم التوازن في مجموع الأحماض الأمينية بالجسم يصعب معالجتها لذا فمن المهم أن نحصل على مدى كامل من الأحماض الأمينية في غذائنا و لكننا ينقتصر فيما يلي على ذكر قليل منها و هي اتلي ترتبط بصفة متخصصة بجهاز المناعة.

الميثيونين


حاول العلماء من خلال تجاربهم أن يعيدوا تشكيل ما اعتقدوا أنه كان الجو البدائي للأرض في بداية الخليقة إذ كانت تحتوي فقط علىا لكربون و الهيدروجين و النيتروجين و الأكسجين و الكبريت و هذه هي مكونات الميثيونين. الذي يرجح أنه أقدم الأحماض الأمينية و مصادره الغذائية الجيدة هي اللحوم و الأسماك و الجبن و البيض و المكسرات و البذور( لا سيما بذر زهرة الشمس) و جنين القمح و الحبوب الكاملة و الكينوا( نوع من الحبوب يطهى كالأرز).

و الميثيونين يمكنه أن يخفف الألم، إذ إنه يدخل في تركيب الإندورفينات المختلفة( و هي كيميائيات ينتجها الجسم للقضاء على الألم و إعطاء الشعور بالصحة). و الميثيونين ضروري لتكوين جهاز المناعة في الجنين و الأجهزة المناعية في الأطفال و هو أمر من المهم ملاحظته في حالة الأطفال الذين يخضعون لنظم غذائية تقوم على فول الصويا أو ألبان الأطفال المصنعة من الصويا و لا يتناولون اللبن الطبيعي و لا اللحم، إذ إن فول الصويا فقير جداً في الميثيونين و قد لا تنسى ملاحظة نقص الميثيونين إلى أن يكبر الطفل الرضيع حتى يصير طفلاً أكبر سناً؛ و لكنه أكثر مرضاً و وهنا ً. لذا يحتاج الأطفال و الأمهات الحوامل بصفة خاصة إلى أطعمة تحتوي على ما يكفي من الميثيونين.

السيستيين و الجلوتاثيون


السيستيين مهم جداً لجهاز المناعة، و هذا أساساً لأنه يتحول إلى الجلوتاثيون في الجسم و الذي يتم تركيزه بدرجة عالية في الغدة الثيموسية.

و كذلك فإن الجوتاثيون يحمينا من السموم فإننا نتعرض لكميات كبيرة من المواد السامة في الهواء و الطعام و الماء. و طالما توافر للجسم ما يكفي من السيستيين فيمكنه أن يرفع مستوياته من الجلوتاثيون لكي يزيل سمية بعض السموم مثل الكحول و أدخنة المصانع و المبيدات و المواد المسرطنة في الجسم و ترتبط المستويات العالية من السيستيين بالصحة و طول البقاء و انخفاض أخطار السرطان و في حالات العدوى المزمنة مثل الإيدز يكون فقدان الجلوتاثيون أحد الهموم الرئيسية التي يخشى ضررها.
و الجلوتاثيون هو مضاد للأكسدة يساعد على حمايتنا من الأشكال السامة من الأكسجين خاصة التي تنتج من الدهون التالفة في الأطعمة المقلية و هو في واقع الأمر مضاد للأكسدة أولي و واسع الانتشار لدرجة أن العلماء فكروا في إضافته إلى البحيرات الميتة( أي الخالية من مظاهر الحياة) لاستعادة الحياة فيها! و الجلوتاثيون حيوي للخلايا البلعمية لكي تصنع الكيميائيات التي تحتاجها لقتل الميكروبات و حيوي لإنتاج الخلايا الليمفية و لجدر خلايا الدم الحمراء.

و يتوافق الجوتاثيون في عمله مع المركبات الأنثوسيانية، و هي مجموعة قوية من مضادات الأكسدة التي توجد في الخضروات و الفواكه و الثمار اللبية ( خاصة العنب و عنب الأحراج" البلييري") و تتميز بالقدرة على إعادة تدوير الجلوتاثيون و لهذا السبب فإن إعطاء مكمل من " الجلوتاثيون" المختزل جنباً إلى جنب مع مصدر للمركبات الأنثوسيانية يشكل وسيلة فعالة جداً لتحسين الوظائف المناعية هذا و يجب تغطية أي تغليف مكملات الجلوتاثيون أي تكون على هيئة أقراص أو كبسولات كل منها مغلف بغلاف خاص يسمى" غلافاً معويا ً" و إلا فإن الجلوتاثيون يمكن أن يتحلل في المعدة. و ثمة أسلوب بديل و هو بأن نضمن الحصول على ما يكفي من السيستيين في الغذاء. و هذا أيضاً يمكن الحصول عليه كمكمل في صورة إن &ndash أسيتيل &ndash سيستيين NAC و أفضل مصادر السيستيين من الأطعمة هي اللحوم و البيض و الصويا و الكينوا و البذور و المكسرات و البصل و الثوم.

الجلوتامين


الجلوتامين هو حمض أميني آخر مهم لجهاز المناعة. و هو شبه ضروري، مما يعني أن الجسم يمكن أن يصنعه و لكنه يؤدي وظائفه بصورة أفضل إذا تناولنا بعضاً منه عن طريق الغذاء و الجلوتامين ضروري للخلايا المناعية لكي تنضج و تتكاثر و يساعدها على البقاء لائقة للقتال و يستخدم الجسم الجلوتامين أثناء حالات العدوى و الإصابات أو الجروح( مثل الحروق و العمليات الجراحية) بمعدل أسرع. و تناول المزيد من هذا الحمض الأميني يفيد في تنشيط الاستجابة المناعية للجسم. و لهذا السبب فإنه يعطي في الوقت الحاضر للمصابين بالحروق و لغيرهم ممن يعانون تثبيطاً أو ضعفاً في جهاز المناعة مثل مرضى الإيدز و مرضى المناعة الذاتية و يمكن أيضاً أن يستخدمه الجسم في صنع الجلوتاثيون.

و هذا و لا توجد وسيلة سهلة لزيادة ما تناوله من الجلوتامين في الطعام إلا إذا كنت ممن يحبون تناول اللحم النيئ أو السمك النيئ أو البيض النيئ( فالجلوتامين يوجد بكميات كبيرة في العضلات بصفة خاصة و يمكن أن تضيع قيمته الغذائية عند طهي الطعام). لذا فإن الإكثار من تناول السوشي و هو السمك النيئ على الطريقة اليابانية يكاد يكون الطريقة الوحيدة لكي تزيد حصيلتك من الجلوتامين بدرجة كبيرة و مع ذلك فإن الجوتامين يمكن الحصول عليه كمكمل في صورة مسحوق عديم الطعم. و إن تناول ملء ملعقة صغيرة هرمية 5 جم يومياً يمكن أن يشكل فارقاً كبيراً بالنسبة لجهاز المناعة. و أما في حالات التثبيط أو الضعف المناعي الشديد مثل مرضى الإيدز فقد يحتاج الأمر إلى تناول ما يصل إلى 40 جم يومياً للحصول على الفائدة القصوى.

"
شارك المقالة:
104 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook