أنواع طوائف الحرف بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
أنواع طوائف الحرف بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

أنواع طوائف الحرف بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
 طائفة الكندرجية: 
 
يصنعون الأحذية العادية والأحذية (أم رقبة؛ اللابشين) وغير ذلك من جلود الإبل والأبقار، ويحصلون عليها من الدباغين أو من الجلود المستوردة، إضافة إلى إصلاح الأحذية المستعملة من تركيب كعوب لها أو خياطتها أو وضع تلبيسة داخلية لها أو صبغها بـ (البوية) حسب اللون.
 
علمًا بأن جميع الأدوات التي يستعملها الكندرجي يصنعها له الحداد حسب الطلب، كما أن الكندرجي يقوم بالخياطة يدويًا لعدم وجود ماكينات خياطة إلا نادرًا، فكثير من أصحاب المهنة لا يستطيعون شراء ماكينة لارتفاع أسعارها أو عدم وجودها، وكان المنتج المحلي الفردي من النوع الجيد الذي يدوم سنوات.
 
طائفة الخرازين:
 
ويصنعون المداعس والأحزمة و (الكمرات)، وبعض أنواع الحقائب التي يحملها الحجاج على أكتافهم لوضع نقودهم والأوراق المهمة فيها، وجميعها تصنع من جلود الأبقار أو الجمال أو الأغنام، ويحصلون عليها من الدبَّاغة ويقومون بخرزها وتزيينها بسيور من الجلود ذات الألوان الزاهية، وتظهر فيها براعة المعلم صاحب الحرفة. ولم يطرأ عليها أي تغير على هذه الطائفة إلا من حيث التصنيع؛ فجميع المصنوعات مستوردة من عدد من المدن داخل المملكة أو خارجها، ولم يبق لصاحب الحرفة إلا إصلاح التالف منها ماعدا بعض المعلمين المحتفظين بأعمالهم وبراعتهم، ولهم عملاء مخصوصون يقدِّرون جودة عملهم خصوصًا بالنسبة إلى المداعس. أما الأحزمة و (الكمرات) والحقائب، فقد أصبح لها معلمون مخصوصون يقومون بصنعها وخياطتها على الماكينات الخاصة بهم التي أصبحت متوافرة لدى الجميع.
 
طائفة مجلدي الكتب: 
 
يقومون بتجليد الكتب والسجلات الحكومية ذات الأهمية مثل سجلات المحاكم والدوائر الشرعية الأخرى المحتوية على الوثائق الشرعية المختلفة... وغير ذلك من الأوراق أو الكتب ذات الأهمية. ونظرًا إلى عدم وجود الخامات والأدوات الحديثة في التجليد، فقد كان التجليد بدائيًا، إذ يستخدم فيه الكرتون والجلد والقماش بعد القيام بخياطة الورق بالخيط والإبرة ومن ثم تغطيته بالكرتون وتلبيسه بالقماش ووضعه تحت قطع من الرخام أو وضعه في الملازم الخشبية. أما الصمغ المستعمل فهو الدقيق المصنوع بطريقة خاصة لا يعرفها إلا ذوو الخبرة.
 
طائفة القطّانة: 
 
ويقومون بعمل الفُرُش العربية من طراريح ومساند وسكامج (مراكي؛ وهي الأرائك) من القطن أو الطرف حسب الرغبة، ومن ثم تلبيسها بالقماش المرغوب والمختار من قِبل العميل، وكذلك عمل اللحف من القطن وتزيينها بأشكال هندسية وزخارف منوعة حسب رغبة العميل، كما يقومون بإصلاح التالف من أنواع الفُرُش أو تغيير تلبيسها... وغير ذلك من الأعمال.
 
طائفة الخياطين: 
 
يقومون بحياكة الثياب الرجالية وكل ما يتعلق بها، كما يقومون بإصلاح بعض الثياب القديمة، ويزداد العمل عندهم في مواسم الأعياد؛ إذ إن جميع الرجال يقومون بإعداد ثياب العيد وكل ما يلزم لها.
 
طائفة المطرزين:
 
يقومون بتطريز الأقمشة أغطية نعوش الأموات والستائر وغيرها؛ وذلك لعدم توافرها في المنطقة، ويكون التطريز بالحرير الملون، كما يقوم بعضهم بأعمال التطريز بالقصب الأبيض أو الأصفر حسب الطلب، وهذه المهنة لم يبق لها وجود إلا نادرًا؛ فجميع المصنوعات التي كانوا يصنعونها أصبحت تستورد من الخارج وبأقل تكلفة.
 
طائفة العُقُلجية:
 
ويصنعون العُقُل السوداء والمقصبة والمحلاة بالفصوص التي تتدلى منها كتل جميلة،  إذ إن العقال المقصب لا يلبسه إلا أشخاص مخصوصون، كما يقتني الحجاج هذه العُقُل، ويلبسها الأطفال في الأعياد. أما العُقُل السوداء فهي لبس أغلب الرجال - وبخاصة الموظفون منهم - وقد ازداد الطلب عليها الآن أكثر من ذي قبل.
 
طائفة بائعي السُّبَح والأحجار الكريمة: 
 
لا بد لزائر المدينة المنورة أو مكة المكرمة قبل عودته إلى بلاده من شراء بعض الهدايا التذكارية من هاتين المدينتين المقدستين مثل السُّبَح والأحجار الكريمة وغيرها؛ لذا فإن هاتين المدينتين يكثر فيهما بائعو هذه الهدايا بمختلف أنواعها وأحجامها وعلى الزائر اختيار ما يريد منها، وقد كان تجار السُّبَح والأحجار الكريمة حريصين على توفير الأنواع الجيدة غالية الثمن إلى جانب الأنواع الرخيصة، وأفضل السُّبَح التي كانت تباع في الأسواق هي: (اليسر)، (الكوك)، (بن زهير)، (الصدف)، (العنبر)، (الصندل)، (الكهرمان)... وغيرها، وأفضل أنواع الأحجار الكريمة الألماس والياقوت الأحمر (الروبي) والمرجان، والعقيق والفيروز والمحلب والزمرد.. وغير ذلك.
 
طائفة الحمَّالة (الشيالين):
 
يقومون بتحميل أو تنـزيل البضائع الواردة إلى التجار، أو نقلها من مستودعات التجار إلى منازل المواطنين أو أصحاب الحرف بجميع أنواعها، وذلك على العربات أو السيارات - مؤخرًا - أو على ظهورهم في حال المسافات القصيرة.
 
وكذا يقومون بنقل موجودات المنازل من منـزل إلى منـزل في حال الانتقال، كما يقومون بنقل جهاز العروس من منـزلها إلى منـزل العريس، وذلك بأن يُطلب من شيخ الطائفة إحضار العدد الكافي من أفراد الطائفة إلى دار العروس، ثم يقوم الشيخ بوضع المصحف الشريف على رأسه ويتقدم، فيتبعه جميع الأفراد كلٌّ منهم يحمل جزءًا من الجهاز، ويسيرون على أقدامهم من منـزل العروس إلى منـزل العريس، ويردد الشيخ الذي يقود المجموعة العبارة الآتية: (عاشق جمال النبي يصلي عليه) ويرد عليه الجميع: (صلى الله عليه وسلم) وهكذا حتى يصلوا إلى منـزل العريس، فيتقدم والد العريس أو من ينوب عنه لاستقبالهم وإتاحة الفرصة لهم حتى يضعوا الجهاز الوارد معهم في أمكنة محددة، ثم توزع على الجميع العصائر في الصيف أو الحليب في الشتاء، ثم ينصرفون بعد أخذ أجورهم التي يحددها الشيخ وهي أجور رمزية. كما أن هناك من أفراد الطائفة الأقوياء متخصصين في نقل الخزائن الحديدية وغيرها من الأشياء الثقيلة.
 
طائفة العربجية (أصحاب العربات): 
 
ويقومون بنقل المواطنين من جهة إلى جهة وبخاصةٍ كبار السن أو المرضى؛ وذلك لعدم وجود سيارات للقيام بهذه المهمة، كما يقومون بنقل المواطنين أو الزوار إلى بعض الأمكنة التاريخية للزيارة وبخاصة أيام الموسم، وكذا نقلهم إلى البساتين أو إلى أي ناحية يرغبونها وذلك في عربات مخصصة للركوب تجرها الخيول أو البغال. أما العربات المخصصة لنقل الأغراض من جهة إلى جهة أو من مستودع إلى مستودع أو إنـزال الخضار أو الفاكهة من البساتين إلى سوق الخضار والفاكهة فتجرها الحمير في الغالب.
طائفة القهوجية:
 
يقومون بإعداد القهوة التركية والعربية والشاي وجميع احتياجاتها من أباريق الشاي بمختلف أحجامها (أبوأربعة) و (أبوستة) و (أبوثمانية) و (أبو اثني عشر) وغير ذلك من المقاسات، وكذلك أواني القهوة التركية (القهوة بالسكر) ولها فناجين خاصة، كما أنهم يقومون بإعداد الكراسي الشريط أو الكراسي العادية والطربيزات (الطاولات) وذلك لاستقبال الزبائن.
 
ويقوم القهوجية كذلك بإعداد فُرُش للنوم لمن يريد النوم بالمقهى وهي طراحة وسادة وغطاء، كما يجب على القهوجي تأمين عدد لا بأس به من أباريق الماء وذلك لغرض الوضوء أو قضاء الحاجة.
 
طائفة السقائين: 
 
يقومون بنقل الماء من العيون والحنفيات إلى المنازل بوساطة قِرَب أو (تنك) يسمونها (الزفة) وهي صفيحتان تُربط كل واحدة بسلسلة ويصل بين السلسلتين حامل خشبي، وتحمل على الكتف.
 
وقد كانت مناهل العين الزرقاء هي المصدر الرئيس للشرب في المدينة المنورة مع قليل من الآبار العذبة التي كانت موجودة في بعض نواحيها، إذ إن في كل بيت بئرًا يُستخرج منها الماء المالح للغسيل والاستحمام وغير ذلك، وأما بالنسبة إلى الشرب والطبخ فإن الساكن يحتاج إلى الماء العذب، ومن أجل ذلك يتم الاتفاق مع أحد السقائين لإحضار حاجة كل بيت من الماء العذب يوميًا على أن يتمّ دفع ثمنه في نهاية كل أسبوع أو كل شهر حسب الاتفاق.
 
كما أن لكل فرع من فروع العين شيخًا ونائب شيخ ونقيبًا، إذ إن ذلك هو النظام المتّبع لدى جميع الطوائف، ويتم عن طريق الشيخ أو نائبه توزيع صنابير الماء على السقائين فيكون لكل مجموعة صنبور معين يملؤون منه إذ ينادي (السقَّا) عند عودته على اسم الصنبور فيُحجز له دور، فمثلاً تراه منذ وصوله من مشواره إلى أعلى درجات العين وهو ينادي (غربًا) أي الصنبور الغربي، أو (وسط) أي الصنبور الأوسط، أو (زاويا) أي الصنبور الذي في الزاوية، وهي اصطلاحات يتمُّ التعامل بها فيما بينهم.
 
كما يتم توزيع أدوار غسل سلالم العين يوميًا في المساء لكي تكون نظيفة صباحًا. ولا تستعمل العين في الليل إلا عند الضرورة مثل حدوث حريق إذ يتسابق السقاؤون على نقل الماء لإطفائه مجانًا، وغير ذلك من الأمور الطارئة التي قد تحدث في أي وقت، فيبادر السقاؤون بالمشاركة لإنهاء ذلك الحدث على أحسن وجه.
 
 طائفة السرّاجين:
 
وهم الذين يُعدُّون الفوانيس أو الأتاريك أو كليهما معًا، وذلك بتنظيفها وملئها بالجاز وتهيئتها للعمل، ومن ثم إسراجها وحملها على الأكتاف وتوزيعها على الأمكنة المخصصة لها في الأزقة والأحواش والسقائف (مداخل الأحواش المغطاة) داخل المدينة المنورة، وذلك لإضاءتها ومن ثم متابعتها بين الحين والآخر حتى طلوع الفجر، ومن ثم تجميعها وإعادتها إلى أمكنتها لإعدادها لليوم التالي.
 
وهذه المهمة هي إحدى مسؤوليات قسم الإنارة بالبلدية التي تعلن - عندما يتطلب الأمر - عن حاجتها إلى من يقوم بهذه المهمة، وذلك بعد تقسيم مناطق المدينة المنورة إلى أقسام، فيتولى كل مقاول أو متعهد بهذه المهمة المنطقة التي يريدها، فيتقدم كل من لديه القدرة والاستعداد للقيام بمهامها ويحدد القسم المراد القيام بإضاءته، وعند تثبيت المهمة يعلَن عنها ويبلغ صاحبها بها، ويتولَّى القسم المختص بالبلدية مسؤولية المراقبة والمتابعة. وقد انتهت حاليًا هذه المهمة بعد أن عمّت الإضاءة الكهربائية جميع الشوارع والأحواش والأزقة داخل المدينة المنورة وخارجها.
 
طائفة أصحاب طواحين الحبوب: 
 
لقد كان الدقيق من المواد الغذائية الرئيسة في حياة الناس، فلا يكاد يوجد منـزل إلا ويحتاج إلى الدقيق في صنع كثير من احتياجاته، وأهمها الخبز الذي كان يعد في المنـزل ويقرص من الصباح ثم يخمر ويهيأ للخَبز بعد الظهر عند عودة أولاد الأسرة من المدارس أو العمل الحرفي، إذ يكلف أحدهم بأخذ العجين إلى الفرن ليخبز ثم إعادته إلى المنـزل.
 
ولعدم وجود دقيق في الأسواق - إلا نادرًا - فقد كان لا بد من شراء الحبوب والذهاب بها إلى المطاحن لطحنها، لذا فقد كانت توجد طواحين للحبوب الغذائية، وأشهر هذه الطواحين طاحونة السيد محمود أحمد وطاحونة الشيخ عبدالحميد حجار وأبنائه وغيرهما. وما زالت الطواحين موجودة إلى يومنا هذا، ولكن أصبح الاعتماد عليها أضعف مما كان عليه في السابق.
 
طائفة ممتهني الطب العربي:
 
ولم يكن يقوم بالتطبيب العربي إلا من كانت لديهم خبرة ومعرفة ودراية بالكي، والتجبير، والفصد، والتمريخ... وغير ذلك من الأمور التي لا يعرفها غيرهم. ولقلة الأطباء والمستشفيات في تلك الآونة في المدينة المنورة - وغيرها من مدن المملكة العربية السعودية - فقد كان المرضى يلجؤون - بعد الله تعالى - إلى هؤلاء الأطباء، فيقوم الطبيب العربي بالفحص، ومن ثم يحدد ما يجب عمله للمريض، ومن الطبيعي أن يوافق المريض على ما يشير به الطبيب الذي يقوم بالكي أو الفصد أو التمريخ بالطريقة التي يراها، ثم يمنع المريض من أكل أو شرب أشياء يرى أنها تزيد من آلامه أو تتعارض مع عمله، وفي كثير من الأحوال كان يتم الشفاء.
 
طائفة العطارين: 
 
ويقومون ببيع جميع مواد العطارة مثل الأعشاب والتوابل، وقد كان لهم في السابق دور كبير - وبخاصة كبار السن منهم - في معالجة كثير من الأمراض، إذ يقصدهم الناس ويعرضون عليهم شكوى مريضهم، فيقوم العطار بتجميع بعض العقاقير ويطلب منهم طحنها أو دقها ومن ثم استعمالها بالقَدْر الذي يوضحه لهم، كما كان بعض العطارين يقومون بالسهر طوال الليل بدافع إنساني ودون أي مقابل خدمةً لمن يحتاجهم، وذلك قبل توافر الأطباء والمستشفيات والصيدليات.
 
طائفة مركبي الأسنان:
 
من المعلوم أنه لا تخلو أي مدينة من مدن المملكة العربية السعودية - ولا غيرها من البلدان - من هذه الطائفة لأهميتها ولحاجة المواطنين إليها، والمدينة المنورة من المدن التي كانت تحظى بوجود عدد من أصحاب هذه المهنة، ويتلخص عمل هذه الطائفة في عملية الخلع وأخذ مقاسات أطقم الأسنان وتصنيعها حسب رغبة العميل. ثم أخذ أطباء الأسنان المختصون يعملون في المستشفيات الحكومية مثل غيرهم من الأطباء المختصين، وصار الناس يفدون إليهم للمعالجة، بينما انحصر عمل مركبي الأسنان في عمل أطقم الأسنان، والتنظيف.. وغير ذلك.
 
 طائفة الصيارفة:
 
يقومون بتحويل النقود من عملة إلى أخرى - حسب الطلب - وبخاصة أيام الحج والزيارة والمواسم، إذ يصل إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة كثير من المسلمين من جميع أقطار العالم الإسلامي لأداء والحج والعمرة والزيارة، ومن الطبيعي أن تكون معهم عملات غير سعودية فيقومون بتبديلها بالعملة السعودية والعملات التي يحتاجونها، كما يقومون بشراء العملات الزائدة من أصحابها.. وغير ذلك من الخدمات المصرفية.
 
طائفة المهرجية: 
 
يقومون بعمل الأختام بمختلف أنواعها وأحجامها للجهات الرسمية وللأفراد الذين لا يجيدون القراءة الكتابة، وهم يحصلون عليها من صناع وسباكي الصفر، وما على المهرجي إلا تنظيف الختم الذي يتم اختياره من قِبل الزبون بالمبارد ومن ثم الكتابة عليه بالأقلام الخاصة بذلك المصنوعة من الحديد الصلب، وذلك بعد وضع الختم داخل المقبض المخصص له، وهو مصنوع من الخشب القوي يشبه في منظره مساكة الملابس عند نشرها، إلا أن حجمه يكون أكبر بحيث يمكن مسكه بكامل اليد.
 
طائفة الدلالين:
 
ويقومون بدور الوساطة بيعًا وشراءً في سوق الحراج، إذ يلعب الدلال دور الوسيط بين البائع والمشتري لأي سلعة، كما يقومون بالتدليل على التركات بأمر من بيت المال للأشخاص المتوفين ممن ليس لهم ورثة أو الذين يكون ورثتهم غائبين، فتحجز التركة عندئذ لفترة معينة ثم تباع أخيرًا خوفًا من تلفها، وتحفظ قيمتها في صندوق بيت المال إلى حين وصول الورثة. والدلالة من الحرف التي تحتاج إلى الخبرة الطويلة والممارسة.
 
شارك المقالة:
70 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook