أنواع النباتات السائدة في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
أنواع النباتات السائدة في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

أنواع النباتات السائدة في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.
 

شجيرة البشام (Commiphora gileadensis):  
 
من العائلة البقولية (Leguminosae)، وتعد من شجيرات المراعي المتميزة واسعة الانتشار على سفوح الجبال منخفضة الارتفاع بهذه المنطقة، وهي ذات خصائص طبية، واللبن الذي تدره حيوانات المرعى التي تتغذى عليها ذو قيمة غذائية عالية.
 
أشجار الجميز (Ficus sycomorus):  
 
من العائلة التوتية (Moraceae)، وتقبل الأغنام وقطعان الماشية على أكل ثمارها التي تسقط على الأرض، كما أن بعض الرعاة يخلطون أوراقها الغضة مع أعلاف مواشيهم لتسمينها ولأغراض صحية.
 
وتعد الأنواع الآتية ضمن النباتات الرعوية النامية في المواقع المختلفة من المنطقة، وهي:
 
 الإذخر (Cymbopogon schoenanthus): 
 
نبات نجيلي معمر وكثيف، ورائحته عطرية زكية تشبه - في الغالب - رائحة الورد، وتنطلق من قاعدته سيقان قائمة كثيرة جدًا، وكل مجموعة منها تكون خصلة، وجميعها تتجه إلى الأعلى بشكل شعاعي بارتفاع 30 - 60سم، أوراق النبات شريطية خشنة حادة الأطراف، وأكثف ما تكون عند قاعدة السيقان  . 
 
الإذخر نجيلة واسعة الانتشار في المملكة العربية السعودية؛ حيث تنتشر في نجد، والنفود، والربع الخالي، وفي المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية من المملكة. وتكون أكثر كثافة في الجزء الشمالي من جبال السروات وجبال الحجاز، وتنتشر على السفوح الرعوية بمنطقة الباحة بشكل جيد، وتشكل مع بعضها مجتمعًا شبه متكامل.
 
يتكاثر هذا النبات بالبذور، وينمو سريعًا على شكل خصل، وتتجمع بذوره لتكوِّن المجموع الخضري للنبات، وتظل هذه الخصل تزداد، ويجف بعضها لتحل أخريات مكانها لمواسم متعددة، فهذا النبات معمر، وتنتقل بذوره بسهولة عن طريق تشبثها بفرو حيوانات المرعى وأجسادها، وبالرياح والمياه المنسابة على السفح.
 
والأثر البيئي لهذا النبات واضحٌ، ومن ذلك قدرته الفائقة على تجميع التربة بسماكة كبيرة، والمحافظة عليها من الانجراف على سفوح تصل درجة انحدارها إلى 60 ْ وأكثر، وبذلك يهيئ الفرصة لنمو أنواع نباتية شتى؛ ما يثري الغطاء النباتي على هذه السفوح  .  ويعد الإذخر بيئة سكن ملائمة لعدد من الطيور في المنطقة، مثل: الحجل، والصعو، والبرقاء، والسمان، واليمام، كما يعد مرعى لكثير من الحيوانات مثل: الأرانب، والوبر البري، والأغنام، والأبقار. وقد اهتم الإنسان به قديمًا؛ حيث وجد في مقابر الفراعنة بمصر، واستثناه النبي - صلى الله عليه وسلم - من بين نباتات الحرم بمكة المكرمة بإباحة قطعه لأهميته في حياة الناس. ويجمعه أهالي المنطقة بعد جفاف أعواده، ويخزنونه علفًا لحيواناتهم وقت الشتاء، كما يصنعون من أوراقه - التي تبرز من قاعدة النبات - مشروبًا مثل الشاي، ويعتقدون أنه يشفي - بإذن الله - عددًا من الأمراض، مثل: أمراض الفم، والحلق، والصدر، كما أنه يدر البول والطمث، ويفتت الحصى، ويعالج أمراض الجهاز الهضمي، ويسكن الغثيان، وينقي الدم، ويطرد السموم، ويكافح الحمى، ويذهب الإعياء، وينشط القلب، كما يضمدون لسعات الهوام بأوراقه الغضة.
 
 الرند (صفيرة) (Cleome chrysantha):
 
عشب عطري شجيري حولي، أوراقه رمحية شبه بيضوية وناعمة، وتنتشر عليها الغدد، وساقه مغطاة بالزغب، ويصل ارتفاعه إلى نحو 20سم، وأزهاره صفراء براقة، وعرض الواحدة منها يبلغ 1سم  وفي منطقة الباحة يصل ارتفاع الرند إلى 30سم، وتكون ساقه متموجة.
 
يعد الرند واسع الانتشار نسبيًا عند الارتفاعات من 300 - 400م فوق سطح البحر، في وسط المملكة العربية السعودية الغربي وغربها، ويكون أكثر انتشارًا بالأجزاء الجنوبية من القطاع الغربي للمملكة، وينتشر بمنطقة الباحة عند هذه الارتفاعات في عدد من سفوح أقدام الجبال، وفي المزارع المهجورة. وتناسبه عادة البيئة ذات الطبيعة الحصوية الصخرية مستفيدًا من التربة الطميية الرملية التي تحتجز في فراغات هذه الصخور وشقوقها.
 
ويتكاثر الرند بالبذور التي ينتج منها الكثير، ونموه سريع، وعادة ما يكون في مستعمرات يكون فيها النبات الأغلب - إن لم يكن الوحيد -، وبعد أن يزهر ويعطي ثماره المعنقة الملتوية يجف، فتكمن بذوره في التربة تنتظر العام المقبل.
 
عقب هطلان الأمطار وبعد أيام قليلة تجد نبات الرند ينشر عبقه الجميل في المكان، ويبهجه بلونه الأخضر الفاتح والمزين بالأزهار الإبطية الصفراء البراقة؛ فيجذب أشكالاً من الحشرات والطيور، ويبني بيئة رائعة طوال فترة نموه في الربيع والصيف، وقد اهتم العرب منذ القدم بالرند فورد في أشعارهم ومن ذلك قول ابن الدمينة:
ألا يـا صبـا نجد متى هجت من نجدِ     لقـد  زادنـي مسراك وجدًا على وجد
أَإن  هتفـت ورقاء في رونق الضحى     علـى  فنـن غض القضيب من الرند
بكـيت  كمـا يبكـي الوليـد ولم أكن     جزوعًـا وأبـديت الذي كنت لا أبدي
يستخدم أهل الباحة أجزاء النبات كلها تقريبًا، فهم يستخدمونه معطرًا لأبدانهم وملابسهم ومنازلهم، كما يستخدمون مسحوق البذور مساعدًا على الهضم وطاردًا للغازات، ويستخدمون عصارة الأوراق الطازجة قطرةً لمعالجة آلام الأذن، ولتضميد الجروح والقروح والبثور، ويشرب لمعالجة أمراض الصدر. ولا يُعرف تهديدًا على هذا النبات في الوقت الحالي في المنطقة سوى فترات الجفاف؛ فهو لا ينمو إلا بعد هطلان الأمطار، وفي تربة تستمر رطوبتها بضعة أسابيع.
 
 الأثبة (الأثاب، الأثب) (Ficus salicifolia):  
 
شجرة معمرة كبيرة الحجم وكثيفة، يصل ارتفاعها من 6 - 10م، وتقوم على جذع أبيض رمادي أملس، وورقتها مستطيلة مجدولة وسميكة، في وسطها عرق أصفر، وإذا قطع منها جزء أفرزت سائلاً لبنيًا، وثمارها بحجم ثمرة السدر العربي، وتصبح حمراء مسودة عند النضج. وهي واسعة الانتشار على طول مرتفعات القطاع الغربي من الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية، من جبال اليمن جنوبًا حتى جبال مدين شمال المملكة، وتنبت في بطون الأودية وعلى ضفافها، كما تنبت في الشقوق الصخرية على السفوح عند الارتفاعات من 700 - 1900م فوق سطح البحر.
 
تتكاثر بالبذور، وتنمو بسرعة متوسطة، وعندما تكون الظروف صعبة فإنها تكاد تتوقف عن النمو، لكنها تظل محافظة على حيويتها حتى تتحسن الظروف. وهي خضراء داكنة وزاهية، وعملاقة طولاً وعرضًا، وتسمو على ما حولها من أشجار، وتُكْسِبُ الوسط الذي تعيش فيه منظرًا خلابًا، وظلها وارف، وأغصانها كثيفة الأوراق، وتشكل بما عليها من ثمار مسكنًا ومصدر غذاء لعدد من الطيور البرية والقرود، ويأكل الإنسان ثمارها وقت الجدب، وتقبل على أكلها الأغنام، وتعد خطرة على الجمال، وتأوي إليها النمور العربية؛ فتقيها هجير الشمس، أو بسبب كثافتها تواريها عن الطرائد حتى تنقض عليها دون أن تراها  
 
كان الناس في منطقة الباحة، وبني مالك، والمناطق جنوبهما يلوكون بأسنانهم لحاء الأغصان الحديثة للأثبة، ويسمونها (الشغاميم)؛ ويبرمون منها الجدائل والحبال الصغيرة، وفتائل البنادق القديمة (بندقية أبو فتيل)؛ وذلك لجودتها وهدوء اشتعالها. كان مضغ اللحاء هذا دواء عندهم للكحة، والتهاب الحلق، وخشونة الصدر، وكانوا ولا يزالون يفرشون أغصانها المورقة للفواكه المنتجة محليًا عند جلبها إلى السوق ويغطونها بها، وكانت أغصانها الغضة وأوراقها تستخدم في دباغة الجلود.
 
ولجمال هذه الشجرة، وظلها الوارف، ومساهمتها الفعالة في إثراء التنوع الأحيائي، فالواجب حمايتها وحماية مواطنها الطبيعية. كما يمكن زراعتها للزينة في الحدائق العامة والخاصة، وخصوصًا الحدائق الصخرية، لأنها لا تكلف ماءً كثيرًا ولا صيانة مضنية.
 
الأثل (العرين) (Tamarix aphylla T. nilotica): 
 
هو شجر الأثل الأخضر الفضي الذي يتطاول في السماء؛ حيث يصل ارتفاعه إلى 10م، وهو متعدد السيقان، وكثير التفرع، وأزهاره الربيعية العنقودية البيضاء المشوبة بالحمرة تزين أطراف أغصانه الهدبية المنسابة فتُكْسِبُها جمالاً خاصًا.
 
أشجار الأثل واسعة الانتشار في المناطق شبه المدارية، وهي واسعة الانتشار في المملكة العربية السعودية، ومعروف أنها تتحمل الظروف البيئية القاسية؛ فتتحمل جفاف التربة وملوحتها بشكل كبير، ومداها الجغرافي واسع، وتكثر في مجاري الأودية في الأرجاء المرتفعة من منطقة الباحة.
 
يتكاثر الأثل عادة بالبذور، ويمكن أن يتكاثر بالعقل، ونموه سريع، ويكون بجذع واحد أو جذوع متعددة. وهو نبات معمر، والسكان يعدون بعض هذه الأشجار التي عمرت عبر أجيال بشرية متعددة معالم تاريخية وجغرافية، تدور حولها قصصهم ورواياتهم. ولعل ما يجعلها تستمر لمئات السنين قدرتها الفائقة على التجديد؛ حيث تحل باستمرار أشجار جديدة محل تلك التي جفت. ولهذه الشجرة قدرة خارقة على التشبث بالأرض فلا يسهل اقتلاعها بفضل جذرها الوتدي القوي الذي يضرب في الأرض لأعماق بعيدة، وتتفرع عنه جذور تسري في التربة في كل الاتجاهات؛ ما يجعله يصمد لأقوى العواصف وأعتى السيول، وهو بأغصانه المتشابكة والقوية يهدئ سرعة السيول، فلا تكون جارفة.
 
ولهذه المواصفات أثر على طبيعة الاستفادة من هذا النبات، ولطالما كان مكونًا أساسيًا من المشهد البيئي والزراعي والحضاري في سائر أنحاء المملكة بشكل عام، وفي منطقة الباحة بشكل خاص. وكثيرًا ما زين به الناس حدائق منازلهم، وسيَّجوا به مزارعهم، واستخدموا جذوعه وفروعه في بناء مساكنهم وصناعة أدواتهم المنـزلية والصناعية والزراعية، كما استخدم المزارعون ومربو الماشية الأغصان الغضة بما عليها من أوراق مكانس لتنظيف بيوتهم وحظائر ماشيتهم، كما تستخدم في منطقة الباحة لإزالة الأشواك عن ثمار التين الشوكي، وتغطى بها عند جلبها إلى السوق، كما تبطن بها حظائر الماشية، واستخدموها في دباغة الجلود كما أنها تعمل على تثبيت التربة. وتستخدم بوصفها مصدات للرياح.
 
سم الفأر (العبب) (Withania somnifera): 
 
هي شجيرة معمرة ومتفرعة، وسريعة النمو، ويصل ارتفاعها إلى نحو متر تقريبًا في وقت وجيز، وأوراقها الرمحية العريضة داكنة الخضرة خصوصًا بداية الموسم، وتبرز من بين الأوراق عند النهايات العلوية من الأفرع كتل من الأزهار ذات اللون الأخضر الفاتح، وقطرها نحو 4مم، وتظهر هذه الأزهار في بداية الصيف، ولا تلبث أن تتكشف عن ثمار حمراء أرجوانية تلفت الانتباه ببريقها، عند سطوع الضوء عليها. وجذورها جانبية ودرنية.
 
وهي نبتة واسعة الانتشار في المناطق الحارة ومعتدلة الحرارة، كما أنها واسعة الانتشار في المملكة العربية السعودية بشكل عام، وفي منطقة الباحة بشكل خاص. وتنتشر في الترب الطميية والرملية، وبالقرب من المزارع. وتحتوي ثمارها الحمراء الأرجوانية على عدد كبير من البذور صغيرة الحجم، وبها تتكاثر هذه الشجيرة في الربيع والصيف. وتتحمل الجفاف وملوحة الأرض بدرجة متوسطة. وتعمر عشرات السنين، وتظل تثمر وتعطي فروعًا وأشجارًا جديدة كل عام.
 
ولهذه النبتة أهمية بيئية خاصة؛ لأنها تجذب عددًا من الطيور والحيوانات بثمارها التي لا تقاوم، وشوهد طائر النغري مرات متعددة وهو يأكل من هذه الثمار بشراهة، ويعاود ذلك مرات ومرات وفي أيام متتابعة، تمتاز جذور هذه النبتة الجانبية والدرنية بأنها تساعد على تثبيت التربة؛ وتعمل المادة العضوية التي تسقطها هذه الشجيرة على تخصيب التربة، ولجمالها يمكن أن تستخدم للزينة في الحدائق العامة والخاصة، كما أن هذه الثمار تجذب الطيور فتكسب الحدائق بهجة على بهجة.
 
وقد عرف السكان المحليون بعض استخدامات طبية لأجزاء مختلفة من هذه الشجيرة، حيث يعتقدون أن منقوع الجذور الدرنية - بتخفيف معين - يعد مقويًا جنسيًا ومدرًا للبول، ومستخلص أوراقها طاردًا للديدان من البطن، وملطفًا لحرارة الجسم المرتفعة، كما يذكر عن مستخلص النبات أن له تأثير المضادات الحيوية  .  وتحتاج هذه الشجيرة إلى مزيدٍ من الدراسة، وتعد في حال جيدة حاليًا، لكن تهديد بيئاتها بالتوسع العمراني وانتشار التلوث يعد مصدر قلق، ولكن ليس في المستقبل القريب.
 
 شجرة العرعر (Juniperus procera) (J.excelsa):  
 
تمثل أحد نوعين من أنواع الصنوبريات التي تنمو في المملكة. وهي دائمة الخضرة، وأفرادها وحيدة الجنس، وتعد شجرة كثيرة التفرع، وتشكل فروعها المتشابكة والمحملة بكثافة كبيرة من الأوراق الإبرية المتزاحمة لونًا أخضر داكنًا براقًا، وتزدان أطراف هذه الفروع بكتل من المخاريط المدمجة ذات الشكل الكروي، وذات اللون الرمادي اللامع. وتعد من أطول الأنواع التابعة لهذا الجنس في العالم؛ يصل طولها في بعض غاباتها في أريتيرية نحو 45م، ويصل محيط جذعها إلى 3م، ويصل ارتفاعها في المرتفعات الجنوبية الغربية من المملكة العربية السعودية إلى 8م، والأشجار النامية بمنطقة الباحة يزيد ارتفاعها على 15م، ومحيط جذعها يزيد على متر، وخصوصًا التي يقوم الإنسان بتشذيبها وصيانتها.
 
تنتشر هذه الشجرة بشكل مكثف في أنحاء متفرقة من الإقليم الإريتيري الإثيوبي العربي؛ حيث يسود المناخ الرطب والبارد أثناء الشتاء والمعتدل أثناء الصيف. وتنتشر في المملكة العربية السعودية على السفوح العليا، وعلى قمم مرتفعات السروات وعسير، التي يبلغ ارتفاعها 1500 - 3000م فوق سطح البحر؛ حيث الرطوبة النسبية العالية، والضباب الكثيف الذي يستمر عدة أشهر أحيانًا، وفي منطقة الباحة على معظم سفوح وقمم جبالها، وخصوصًا في مناطق الشفا، ومن أشهر هذه الغابات: غابة رغدان، وغابة خيرة، وغابة عويرة، وغابة الزرايب، وغابة مرارة، وغابة الرهوة، وغابة جبل أثرب. وتتكاثر هذه الأشجار بالبذور الصالحة التي يمكنها التحرر من المخاريط الكروية المدمجة، والإنبات في هذه الأشجار بالغ الصعوبة. وتعمر هذه الشجرة مئات السنين، لكن نموها بطيء، وقد لوحظ أن أفرادًا منها لم تصل أطوالها إلى أكثر من مترين في عشرين سنة على الرغم من توافر التربة المناسبة سمكًا ورطوبة. وتشكل هذه الشجرة العمود الفقري للغابات التي تكسو السفوح العالية وقمم جبال السروات وعسير، كما تمثل تجمعاتها الغابة الصنوبرية بمنطقة الباحة؛ وهذا يُكْسِبُها أهمية سياحية وبيئية كبيرة جدًا، فتجمعاتها على منظومة الشفيان تكثف كميات كبيرة من المياه التي تعلق بأغصانها عندما يتخللها الضباب والسحب المنخفضة تفوق في كثير من الأحيان تلك التي تكتسبها التربة عن طريق الأمطار؛ فتكتسب الأراضي الموجودة في أكناف هذه الأشجار والقريبة منها خضرة رائعة الجمال ترصع في الغالب بأزاهير ذات ألوان شتى، كما يسهم هذا التكثيف في وفرة المياه الجوفية، ويمد الينابيع بالماء. كما أن لهذه الشجرة أهمية اقتصادية كبيرة؛ فمنذ القدم تستغل أخشابها في أعمال البناء، وصناعة الأثاث، كما استخدمها القدماء في طي الآبار التقليدية بسبب صلابتها ومقاومتها العجيبة للآفات والمياه. ويعتقد أن لثمارها العطرية أهمية صحية وغذائية؛ حيث تدخل في صناعة الدواء، كما تستخدم نكهة طبيعية لبعض أنواع الأغذية.
 
وتشكل غابات العرعر في الوقت الحاضر غطاء أخضر لمساحات لا بأس بها من أعالي سفوح جبال منطقة الباحة وقممها، لكن المؤسف أن هذه الغابات تتعرض حاليًا للموت التراجعي  ،  ولم يتمكن العلماء والباحثون من حل هذه المعضلة حتى الآن. كما أن الزحف العمراني وشبكات الطرق المتزايدين يشكلان تهديدًا حقيقيًا لهذه الغابات.
 
شارك المقالة:
41 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook