أنواع المهن والحرف في القرى والبادية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
أنواع المهن والحرف في القرى والبادية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

أنواع المهن والحرف في القرى والبادية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
رغم بساطة الحياة وغلبة الطابع الزراعي والرعوي على حياة الناس فيما يحيط بالمدينة المنورة من القرى والبادية، إلا أن أهلها قد مارسوا - بالإضافة إلى الزراعة والرعي، وصيد الأسماك بالنسبة لأهل السواحل - أنواعًا من المهن التي توفرها لهم تلك البيئات من التصنيع والتخزين والتسويق لكثير من منتجاتهم المحلية، شارك في ذلك الرجال والنساء والكبار والصغار بأدوار مختلفة كلٌّ حسب قدرته وخبرته، ومن تلك المهن:
 
1 - الصناعات الخشبية:
 
ومنها صناعة السفن الشراعية الكبيرة والصغيرة  وما تقرب حمولتها من أربعمئة وخمسين طنًا، أما اليوم فقد اقتصرت هذه الصناعة على صناعة القوارب الصغيرة، وهي قوارب صيد الأسماك التي تتحرك بوساطة (الماكينات)، كما يصنع أهالي ينبع النخل مصاريع الأبواب الخاصة بالدور والسُّرر من أجزاء النخيل والجريد، كما يقومون بصناعة الأقفاص التي تُربَّى فيها الدواجن.
 
2 - الصناعات الحديدية:
 
وتعمل في هذه المهنة فئة من الناس يُسَمّون (الحدّادة) يصنعون المسامير التي تسمى الشبرى والفترى المستعملة في صناعة السفن، كما يصنعون الأدوات الزراعية ومنها: المحراث، والمحش،  والمسحاة، والمرزبة، والعتلة، وبعض الأدوات الحديدية لكسر الصخور، وبعض الأدوات المستعملة في الطبخ مثل الملاعق الكبيرة، ومنها المجرفة، ومحمصة البن (المحماس)، والكانون الذي يوضع عليه قدر الطبخ، والصاج الذي يقلى فيه السمك.
 
3 - الصناعات الجلدية:
 
هناك عدد من الصناعات الجلدية التي تعتمد على جلود الحيوانات تستخدم في حياتهم العامة والخاصة بوصفها وسيلة من أفضل الوسائل للاعتماد على النفس، ومن أهم تلك الصناعات صناعة الجاعد الذي يصنع من جلود الضأن والماعز، ويستخدم الجاعد للجلوس عليه خصوصًا في فصل الشتاء فهو يضفي الحرارة على الجسم لكونه من الصوف، وصناعة القِرَب التي تصنع من الجلد وتحمل فيها المياه من العيون والآبار إلى المنازل، والعكاك (جمع عكة؛ وهي القربة الصغيرة)، وتستخدم لحفظ العسل والسمن لأطول فترة ممكنة.
 
4 - صناعة الخوص: 
 
ويصنع أهالي ينبع النخل وغيرهم الحُصُر و (القفف) و (المدبات) والسلال التي تستخدم لتخزين التمور مدة طويلة من خوص النخل، كما كانوا يصنعون من الخوص المراوح اليدوية والمكانس  . 
 
ومن الخوص أيضًا تصنع (الشنشورة) التي تقوم عليها عدة صناعات، والشنشورة هي الخوص الذي يجفف ثم يقشر (يجزأ إلى أجزاء) ثم يشبك بعضه في بعض حتى يتكون منه شريط طويل، ويختلف عرض هذا الشريط (السير) من شنشورة إلى أخرى حسب نوع الاستخدام. والشنشورة هذه تدخل بدورها في عدد من الصناعات مثل صناعة (المكاتل) و (القفف) و (المناسف) و (النفيات) و (المهاف) و (التفي) و (المباحر؛ جمع مبحر وهو زنبيل صغير من الخوص) و (الخصف) و (المجاليد) و (الفرع) و (المعالف) و (الدوارات)... إلخ.
 
وفي العلا تتفنن النساء في صنع الشنشورة، إذ يصبغن الخوص بألوان جميلة زاهية، ثم يمزجن الخوص الملون بالخوص العادي، فتبدو الشنشورة موشاة بزخارف فنية رائعة. وصنع الشنشورة وخياطتها للأغراض المختلفة عمل نسائي محض  . 
 
5 - صناعة المنسوجات:
 
يتم جز شعر الضأن والماعز وهي حية للحصول على كمية من الصوف، تقوم النسوة بغزله ثم نسجه على أعواد في الأرض بعد صبغه بالألوان المختلفة، ويصنعن منه الفُرُش الصوفية الجميلة، كما يصنعون منه بيوت الشعر التي يستخدمها الرعاة أثناء تنقلهم بين المراعي بحثًا عن الماء والكلأ، وهي أشبه بالخيام، وهي في العادة قسمان: قسم للرجال وآخر للنساء.
 
6 - صناعة الحلي (الذهب والفضة): 
 
وكانت الحلي تصنع من الذهب والفضة صناعة يدوية من قِبَل الصاغة المنتشرين في أسواق ينبع النخل وينبع البحر، إذ كانوا يصنعون من الذهب والفضة الحلي المتداولة بين النساء والتي منها القديم والحديث مثل الحجول والخلخال والحقو والأساور والبناجر والخشفة والقروط والسلاسل وغيرها  . 
 
7 - المهنة الزراعية:
 
ويتم توزيع فترة اليوم والليلة إلى وجبات (واحدتها وجبة، وقد يجمعها الأهالي أحيانًا على أوجاب) تبدأ من طلعة الشمس، ثم ربع الضحى، ثم النص (النصف) وهذه الوجبات لما قبل الزوال، ثم بعد ذلك ربع العصر، ثم الصفيراء، ثم الغيبة أي غيبة الشمس، وتكون هذه الوجبات الست جميعها في فترة النهار، أما وجبات الليل فهي ربع الليل، نصف الليل، السدة، وبعدها طلعة الشمس مرة أخرى. ويتم توقيت هذه الوجبات خلال النهار عن طريق قياس الظل بالأقدام، وهذا القياس دقيق نوعًا ما، ويكون التحكم في الوقت ليلاً عن طريق النجوم، وتلعب الخبرة دورها في هذا المجال، وكل وجبة من الوجبات المذكورة آنفًا تكون إما في ثمانية (أي ثمانية أيام) أو في خمسة عشر أي أسبوعين، أو اثنين وعشرين، أو تسعة وعشرين، ومعنى هذا أن الدور في السقي يعود إلى المزارع في اليوم نفسه إما بعد أسبوع أو أسبوعين، وهذا الغالب. وفي بعض الخيوف بعد ثلاثة أسابيع، وتصل في النادر إلى أربعة، وهذه الوجبة - حسب موعدها - مُلك يكون التصرف فيه بالكامل حقًا من حقوق صاحب الماء.
 
ويقوم بعض مُلاك المياه - أحيانًا - بالسماح لبعض من لا تكفي وجباتهم بالسقي لفترة قد تطول أو تقصر حسب الحاجة وحسب ما يراه مالك الوجبة، بل إن بعض المُلاك يبيع الوجبة لشخص آخر وتتم المكاتبة بذلك فتكون العين في الساعة المحددة في اليوم المحدد ملكًا للمشتري لا يحق لأحد منازعته فيها  .  وقد كان القائمون على توزيع المياه ومراقبة الحصص (الوجبات) الخاصة بالمزارعين يتقاضون أجورهم من المُلاك ويتمتعون بتقدير الجميع وثقتهم.
 
تجدر الإشارة إلى أن طبيعة المنطقة ونوعية مصادر المياه - كما سبق - أفرزت نظامًا خاصًا في كيفية الاستفادة من تلك المياه، ووفرت مجال عمل امتهنه بعض الأهالي، حيث إن المجموعة الواحدة من مزارع النخيل تسمى (خيفًا)، والخيف يمتد أحيانًا إلى عدة كيلومترات، ويسقى نخيل الخيف الواحد من عين واحدة أو أكثر حتى يضمن كل مالك وصول الماء إليه في الوقت المحدد.
 
شارك المقالة:
68 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook