تظهر أعراض الصدفية على شكل نوبات اشتداد تحدث لفترات زمنية مختلفة، تفصل بين النوبة والثانية عادةً فترات من الهدوء وتراجع في حدّة الأعراض والتي يمكن أن تتراوح بين شهر و12 شهرًا، وتجدر الإشارة إلى اختلاف طريقة ظهور الأعراض وحدّتها تبعاً لنوع الصدفية الذي يؤثر في الفرد.وفيما يأتي بيان لأهم أنواع الصدفية والأعراض التي قد تظهر على المصابين بها:
ولمعرفة المزيد عن أنواع الصدفية يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع الصدفية).
ولمعرفة المزيد عن أعراض الصدفية يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض الصدفية).
لفهم أسباب الصدفية لا بُدّ من بيان أنّ الجسم يُنتج في الوضع الطبيعي خلايا جلدية جديدة من أعمقطبقات الجلد، ثم تنتقل هذه الخلايا تدريجياً خلال طبقات الجلد حتى تصل إلى الطبقة العلوية، وحينها تموت الخلايا القديمة للجلد وتتقشر وتُزال بشكل طبيعي، وعادةً تستغرق هذه العملية من 3 إلى 4 أسابيع، ولكن في حالة الإصابة بالصدفية فإن عملية استبدال خلايا الجلد تتم بسرعة أكبر، حيث تستغرق هذه العملية عدة أيام تتراوح ما بين 3 إلى 7 أيام فقط، مما يؤدي إلى التراكم السريع للخلايا الجلدية غير مكتملة النضوج على سطح الجلد، وهذا بدوره يسبب ظهور بقع حمراء متقشرة، وتجدر الإشارة إلى أنّ السبب الحقيقي لحدوث هذه المشكلة ما زال غير معروف، ولكن تشير الأبحاث إلى أنّالجهاز المناعيله دور رئيسي في الإصابة بالصدفية.
ولفهم علاقة الجهاز المناعي بمرض الصدفية تجدر الإشارة إلى أنّ وظيفة الجهاز المناعي تكمن في الدفاع عن الجسم ضدّ الأمراض كما يساهم في مقاومة الجسم للعدوى، ويتكون من العديد من أنواع الخلايا ومنها؛ خلايا الدم البيضاء التائية (بالإنجليزية: T cells)؛ حيث تعمل هذه الخلايا بالوضع الطبيعي كوسيلة دفاع عن الجسم، حيث تتصدى للجراثيم والأجسام الغريبة التي تدخل إليه، مثل:البكتيرياوالفيروسات، وتتخلص منها، ولكن عند الإصابة بالصدفية فإنّ الخلايا التائية تُهاجم خلايا الجلد السليمة عن طريق الخطأ، بدلاً من مهاجمتها للأجسام الغريبة، كما تُحفّز الخلايا التائية مفرطة النشاط الجلد لإنتاج خلايا جلدية سليمة أسرع من المعتاد، بالإضافة إلى تحفيزها الجهاز المناعيّ لإنتاج المزيد من خلايا الدم البيضاء التائيةوخلايا الدم البيضاءالمتعادلة، وعندما تنتقل هذه الخلايا إلى سطح الجلد فإنها تُسبّب احمراره وخروج القيح، كما يُسبّب اتّساع الأوعية الدموية في المناطق المتأثرة بالصدفية احمرار الجلد والشعور بالدفء بالمنطقة المصابة، ومع تسارع هذه العملية تتراكم الخلايا الجلدية وتظهر البقع المتقشّرة على سطح الجلد.
وتجدر الإشارة إلى أنّ السبب وراء هذا الخلل الحاصل في عمل الخلايا التائية غير واضح بشكل كامل، ولكن يُعتقد أنّ هناك دور لكلّ منالعوامل الوراثية، والعوامل البيئية في ذلك،وقد وجد العلماء بأنّ هناك جينات معيّنة تجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالصدفية؛ حيث يمكن أن تنتقل هذه الجينات ضمن أفراد العائلة الواحدة، ولكن لا يُعدّ الرابط بين الجينات والإصابة بالصدفية من الأمور الواضحة بشكل تامّ؛ إذ إنّ بعض المصابين بالصدفية لا يحملون هذه الجينات، وفي المقابل توجد هذه الجينات لدى بعض الأشخاص الذين لا يتطور لديهم مرض الصدفية.
ولمعرفة المزيد عن أسباب الصدفية يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب مرض الصدفية).
توجد العديد من المحفّزات التي يمكن أن تتوفّر في محيط الأفراد بشكل يوميّ وتؤدي إلى ظهور الصدفية لأول مرّة أو قد تزيد الأعراض سوءًا، ومنها؛ الضغط النفسي والتوتر، والتعرّض لإصابات الجلد كالجروح أوحروق الجلدالقوية، والإصابة بالعدوى كالتهاب الحلق البكتيري، وشرب الكحول بكميات كبيرة، وتدخين منتجات التبغ، والطقس لاسيّما الطقس البارد والجافّ، وتناول بعض الأدوية مثل؛ الليثيوم، وبريدنيزون (بالإنجليزيّة: Prednisone)، وهيدروكسي كلوروكوين (بالإنجليزيّة: Hydroxychloroquine)
يُشخص الطبيب مرض الصدفية من خلال فحص الأعراض الظاهرة على المناطق الجلدية المتأثرة بالمرض، والسؤال عن التاريخ الطبي للمريض وعائلته، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا توجد فحوصات دم مخبرية تؤكّد أو تنفي الإصابة بالصدفية، وقد يلجأ الطبيب المختص في بعض الحالات إلى أخذ خزعة من الجلد لاستبعاد الإصابة بحالات مرضية أخرى مثل:الأكزيما، ومن الجدير بالذكر أنه يتوجب مراجعة الطبيب في حال ظهور طفح جلدي ولم تتمكن العلاجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية من السيطرة عليه، وفي الحقيقة يمكن من خلال التشخيص والعلاج المبكّر للمرض تحسين النتائج طويلة المدى للصدفية.
ولمعرفة المزيد عن تشخيص الصدفية يمكن قراءة المقال الآتي: (تشخيص مرض الصدفية).
تختلف العلاجات المستخدمة للصدفية باختلاف نوعها، وشدتها، ومكان ظهورها، وكما ذكر سابقاً لا يوجد علاج شافٍ لمرض الصدفية، ولكن يمكن للعلاجات المستخدمة أن تخفف من حدة الأعراض وتحسن نوعية الحياة،حيث يمكن علاج الحالات البسيطة باستخدام العلاجات الموضعية التي يتم تطبيقها على المنطقة المصابة فقط، كما يمكن اللجوء لاستخدام الكريمات المرطبة للبشرة التي تساعد على التخفيف من الحكة وتقشير الجلد، وتجدر الإشارة إلى أنّه بالرغم من فعالية العلاجات الموضعية لبعض حالات الصدفية إلى إنها تحتاج لفترة من الوقت حتى تظهر نتائجها قد تصل إلى 6 أسابيع، ومن الأمثلة على العلاجات الموضعية المستخدمة:
بينما يُلجأ إلى العلاجات الجهازية والضوئية بالإضافة إلى العلاجات الموضعية في الحالات المتوسطة والشديدة، وعندما تغطّي الصدفية من الجسم ما نسبته 5% إلى 10%، أو إن لم تستجب الحالة للعلاجات الأخرى، ومن الجدير بالذكر أنه لا ينصح بتاتاً باستخدام هذه الأدوية إن لم يوصي بها الطبيب، وذلك لما لها من آثار جانبية، ومن العلاجات الجهازية التي تستخدم في حالة الإصابة بالصدفية:
كما تخفف العلاجات الضوئية (بالإنجليزية: phototherapy) من شدة الأعراض المرافقة للإصابة بالصدفية، حيث تبطئ هذه العلاجات من نمو خلايا الجلد، بالإضافة إلى قدرتها على الحد من إنتاجها عن طريق التأثير في الحمض النووي (بالإنجليزية: Deoxyribonucleic acid) واختصاراً DNA، وذلك من خلال تسليط نوعًا معينًا من الأشعة فوق البنفسيجة على المنطقة المصابة.