أنواع الحشرات في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
أنواع الحشرات في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

أنواع الحشرات في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

 
تتبوأ منطقة الباحة مكانًا مهمًا بالنسبة إلى التوزيع الجغرافي والحيواني؛ فهي تتوسط منطقة مكة المكرمة الغنية بتنوعها البيئي والحيواني، ومنطقة عسير المجاورة للإقليم الإفريقي (Afrotropical region) الواسع والأكثر ثراءً بأنواعه الحشرية، والزاخر بكل مقومات عناصر البيئة الحياتية (Biota) الأساسية، وهذا يبدو واضحًا في الأنواع التي تم التعرف إليها في المنطقة، ومنها الحشرات المؤذية والضارة، مثل: صرصور الحقل (Gryllus domesticus) الذي يعرف عنه ضرره بالنبات، وإصداره أصوات الصرير المزعجة وكذلك نطاط الورق (Petalocephala turgida) الذي يسمى بـ (البقة القافزة) وهو من الحشرات التي تنتمي إليها مجموعة كبيرة من آكلات النبات، وهي شديدة الضرر بالنباتات والأعشاب والمحصولات الزراعية، ويرجع ذلك إلى ما تسببه من تلف لأنسجة النبات، وذبول في الأوراق، ونقل كثير من الفيروسات المرضية إلى النبات. وهناك أيضًا الخنفساء الزاحفة (Haliplus lineatocollis)، والخنفساء الحارقة (Zonitoschema rubricolor) التي يعدها بعضهم حشرة ضارة؛ بسبب ما تحدثه للإنسان من التهابات جلدية حارقة نتيجة إفرازها لمادة (الكانثارادين) (Cantharadin)، وهي المادة الكيميائية المهيجة التي تستخدمها الحشرة وسيلة للدفاع عن نفسها، في حين يعدها بعض المختصين آخر حشرة مفيدة؛ إذ من الممكن استغلال هذه المادة الكيميائية المهيجة استغلالاً طبيًا في معالجة بعض أمراض الجهاز البولي والتناسلي، أو إدخالها ضمن المركبات التي تساعد في إثارة الشهوة الجنسية لدى الإنسان؛ حيث ثبت بالتجربة أن مركبات (الكانثارادين) تحتوي على المادة المثيرة للشهوة الجنسية، أو إدخالها ضمن مستحضرات الشامبو في غسيل الشعر، بالإضافة إلى أن يرقاتها تتغذى على بيض الجراد وبعض الحشرات الصغيرة الضارة؛ ما يجعلها مفيدة في مكافحة الحشرات الضارة مثل الجراد وغيره من الآفات الحشرية، ولذلك تندرج ضمن قائمة الحشرات النافعة في المكافحة الحيوية (Biological control). كذلك هناك الحشرات المتطفلة، مثل قملة القوارض (Polyplax oxyrrhyncha) التي تصيب الفئران، والجرذان، والأرانب، وتقوم بنقل بكتيريا التلاريميا (Tularemia)، وحمى الأرانب، وحمى التيفوس التي تصيب الفئران، وهذا النوع من القمل الماص لايوجد إلا في المرتفعات الجبلية في منطقة الباحة، وقد تم الحصول عليه من شعر الفأر الجبلي المسمى باسم أكومي ديميدياتس (Acomy dimidiatus) الذي يبدو أنه العائل الأولي لهذه القملة.
 
أما الحشرات النافعة في المنطقة فهناك حصان إبليس (Hierodula viridis) الذي يعد من المفترسات الجيدة والانتهازية التي لاتعتمد في غذائها على نوع واحد بل على عدد من الأنواع المختلفة؛ ما يتيح له فرصة البقاء، وقد استخدم مثل هذا النوع في مكافحة الحشرات الضارة، وهو من الحشرات التي تمتلك تراكيب خاصة تمكنها من اصطياد الحشرات بسرعة فائقة لاتمكنها من الإفلات، بالإضافة إلى هذه الأنواع هناك حشرات الزينة، مثل: فراشة الحشيش الزرقاء (Papilio hylax) واسعة الانتشار، وهي من الفراشات الجميلة ذات الألوان الزاهية، حيث تستخدم في المعارض والمتاحف، وذلك لغرض التسلية والاستمتاع برؤيتها، وكذلك من أجل البحث والدراسة، وفراشة بيتاوي (Lepidochrysops pittawayi) ذات الأجنحة البراقة، وهي من الفراشات البرية الجميلة التي لا تعيش إلا في المرتفعات الجبلية العالية، خصوصًا بين المنحدرات الجبلية الغنية بالنباتات والأعشاب البرية. ومن الفراشات المحلية أيضًا الفراشة الريشية (Megalorhipida defectalis) ذات اللون الزهري الجميل، والأجنحة الريشية الفريدة التي تمتاز بها هذه الفراشة دون غيرها من الفراشات، وتعد الفراشة الريشية من أكثر الفراشات ضررًا، ويزداد ضررها في طريقة معيشتها وسلوكها، فهي من الحشرات لفافات الأوراق (Leaf - rolling Insect) التي تتخذ يرقتها سلوكًا غريبًا؛ حيث تلجأ اليرقات إلى لف نفسها بأوراق النبات إما طوليًا وإما عرضيًا، وتسكن بداخلها، وتستخدم اليرقة خيوطًا حريرية تغزلها حول حافتي الورقة، بحيث تكون هذه الخيوط عمودية على العرق الوسطي الطولي للورقة، وعندما تجف هذه الخيوط يقصر طولها جاذبة نصل الورقة نحو الداخل، ثم تعيد اليرقة العملية نفسها مرة أخرى على النمط السابق نفسه؛ فيزداد التفاف الورقة حول نفسها، وتمكث اليرقة داخلها تتغذى وتنمو حتى تتحول إلى عذراء، ثم إلى حشرة بالغة، وبهذه الطريقة توفر الفراشة لنفسها وسيلة للاختفاء والاحتماء من الأخطار الخارجية؛ ما يزيد في صعوبة مكافحتها بالمبيدات الحشرية، أو مقاومتها بالمكافحة الحيوية. ومن أبرز الأنواع الموجودة في المنطقة ما يأتي:
 
 رتبة مستقيمة الأجنحة (Order Orthoptera)
 
- صرصور الحقل الأليف (Gryllus domesticus L.Cricket): 
 
يتبع صرصور الحقل الأليف رتبة مستقيمة الأجنحة (Orthoptera Order)، وفصيلة صراصير الحقل (Gryllidae Family). وهو كثير الانتشار ولا سيما في المناطق الزراعية؛ حيث تكثر النباتات والأعشاب التي توفر له مخبًا آمنًا. وقد تم تحديد نحو 1200 نوع من صراصير الحقل ما بين مجنح وغير مجنح، وهي موزعة في معظم أنحاء العالم. ويتميز صرصور الحقل الأليف بلونه البني الداكن، وبطول قرن الاستشعار الذي يكون عادة خيطيًا، وكذلك بأجزاء فمه القارضة، وله أجنحة جلدية سميكة بعض الشيء، وأرجل ذات رسغ تتكون من 3 عقل، كما أنه يمتلك عضو سمع مكون من شقين يقعان على قاعدة ساق الرجل الأمامية  ،  أما الأرجل الخلفية فتقع على حافتها أشواك مميزة، والبطن مكون من إحدى عشرة حلقة، وتنتهي الحلقة الخلفية بآلة السفاد في الذكر، وبآلة وضع البيض في الأنثى، وهي إبرية الشكل، كما يوجد في الذكر آلة إحداث الصوت التي تقع على الجناح الأمامي. وهو من الحشرات الليلية، ويعيش في الحقول، والحظائر، وعلى امتداد جوانب الطرقات الزراعية، وأحيانًا داخل المنازل، ولا ينشط إلا ليلاً بحثًا عن غذائه، أما نهارًا فإنه يأوي إلى الأمكنة المختفية كي يتفادى الأعداء، كما أنه يمتلك حاسة سمع حادة ومتطورة؛ لأن التنبيه السمعي في هذه الحشرات مهم جدًا لعمليات الغزل، ولأن الصوت أيضًا وسيلة للتخاطب الذي يتيح لهذه الحاسة أو تلك أن تستقبل الإشارة وتتأثر بها. وصرصور الحقل الأليف من الحشرات الصريرة؛ إذ إن له أصواتًا مميزة تسمع من مسافات بعيدة، وهي وسيلة لجذب الجنسين من النوع نفسه للتزاوج.
 
 رتبة مشبكة الأجنحة (Order Dictyoptera)
 
- حصان إبليس الكبير ذو البقعتين (Hierodula viridis Forsk Mantid): 
 
يتبع حصان إبليس الكبير رتبة مشبكة الأجنحة (Dictyoptera Order)، وفصيلة حصان إبليس (Mantidae Family)، وهو واسع الانتشار في آسيا وإفريقية، ويعد أساسًا من الحشرات الاستوائية (Tropical)، ويوجد منه نوعان في المملكة العربية السعودية هما: حصان إبليس الكبير ذو البقعتين (H.viridis)، وحصان إبليس الكبير عديم البقع (Mantis religiosa)  ،  وتضم فصيلة حصان إبليس نحو 1800 نوع كلها آكلة لحوم، ويمتاز حصان إبليس الكبير ذو البقعتين برأسه الصغير مثلث الشكل، وبطول صفيحة الحلقة الصدرية الأمامية (Prothorax)، وأيضًا بتحور الأرجل الأمامية التي تستطيل فيها كل من الحرقفة والفخذ، بالإضافة إلى وجود أشواك صلبة على جانبي الفخذ والساق؛ ما يجعلها أداة فعالة لاقتناص الحشرات الأخرى؛ ما يعطيها أهمية في المكافحة الحيوية. وحصان إبليس الكبير من الحشرات القليلة التي تمتاز بسهولة حركة الرأس، وبقدرتها على محاكاة الطبيعة، وهي صفة لا توجد إلا عند بعض الحشرات التي تفتقر لتراكيب وقائية؛ لذا فهي تأخذ أشكالاً مشابهة للوسط الذي تعيش فيه، مثل سيقان الشجر وأوراق النبات، وهي بذلك توفر لنفسها أحد مطلبين: إما الحماية من الأعداء، وإما الاختفاء لمهاجمة الفرائس الأخرى. كما يعد حصان إبليس الكبير من المفترسات الشرهة والانتهازية أيضًا؛ حيث لا يقتصر في غذائه على نوع واحد بل على كل ما يصادفه من غذاء، ومعروف عن حصان إبليس بأنه حيوان كسول، ولكنه في الوقت نفسه صبور؛ حيث يبقى ساكنًا دون حراك مدة طويلة محتفظًا بطاقته، ومتربصًا ومنتظرًا بفارغ الصبر قدوم فريسته، مستعينًا على ذلك بحاسة الإبصار البعيدة، وحركة الرأس مع الصدر الأمامي، وكذلك أرجله الأمامية المسننة المعدة للقبض على الفريسة. ويقول العالم رودر (Roeder) سنة 1387هـ/1967م في بحثه أن ضربة مجهزة واحدة من حصان إبليس على فريسته تستغرق من 50 - 70 في الألف من الثانية، عندما صورت بآلة تصوير فوتغرافية ذات سرعة عالية، وإن إمساكه بذبابة يلزمه نحو 45 - 65 في الألف من الثانية من بدء تحركه، وهي مدة لا تمكن الفريسة من الإفلات.
 
أما عملية التكاثر في هذه الحشرة فإنها تبدأ بطقوس زفافية؛ حيث تظهر على الذكور أنماط سلوكية مثل: الغزل، والمداعبة، والتودد إلى الأنثى التي تكبره حجمًا، وهذا يتم تحت تأثير هرمون تطلقه الغدد الفؤادية يسمى (كوربورا كارد ياكا)؛ كي يتحاشى مهاجمتها له عند اقترابه منها. وعندما يتم التزاوج، وتتم عملية التلقيح فإن على الذكر أن يلوذ بالفرار أو أن تلتهمه الأنثى كليًا أو جزئيًا، وبعد ذلك تصبح الأنثى المخصبة مثقلة بالبيض. وفي أثناء وضع البيض تقوم الأنثى ببناء كيس البيض (Otheca)، وهو إسفنجي كروي الشكل، متعدد الطبقات، وذلك من إفرازات رغوية من الغدد الإضافية، ثم تجف هذه الإفرازات وتتصلب مكونة غلافًا واقيًا حول البيض. وتقوم بعض الإناث بحماية الكيس حتى خروج الحوريات التي تشبه أبويها بكل شيء تمامًا، ماعدا الحجم ونضج الأعضاء التناسلية.
ثالثًا: رتبة القمل الماص (Order Anoplura)
 
- قملة القوارض (Polyplax oxyrrhyncha) (Cummings 1915):
 
تتبع قملة القوارض رتبة القمل الماص (Order Anoplura)، وفصيلة قمل القوارض (Family Polyplacidae)، وهي حشرة واسعة الانتشار في شرق إفريقية ومصر.
 
تمتاز قملة القوارض بصغر الحجم؛ إذ لا يزيد طولها على 3مم، وجسمها مفلطح من أعلى إلى أسفل والرأس صغير، وتمتاز بأجزاء فم ثاقبة ماصة تنسحب إلى الداخل عند عدم الاستعمال، ولها أيضًا قرون استشعار قصيرة، ولكن ليس لها أجنحة، وانعدام الأجنحة فيها سببهُ عدم حاجتها إليها نظرًا لطبيعة معيشتها الطفيلية. والأرجل لها رسغ مكون من عقلة واحدة تنتهي بمخلب واحد معكوف؛ وذلك لمساعدة الحشرة في التعلق بشعر العائل، أما البطن فإن الصفائح الظهرية به لا تبدو عليها أي تجعدات واضحة. وتعيش قملة القوارض على القوارض لكونها طفيليات خارجية، وبخاصة الفئران والجرذان، حيث تضع الأنثى بيضًا متطاولاً قاتم اللون تقوم بلصقه بشعر العائل بمادة لزجة، وبعد بضعة أيام يفقس عن حوريات شبيهة بالأم، ثم تنسلخ انسلاخات متعددة لتتحول بعد ذلك إلى حشرة بالغة.
 
يقوم قمل القوارض بنقل بكتيريا التلاريميا (Tularemia)، وهو مسبب لمرض يصيب الإنسان، وقد اكتشف لأول مرة في القوارض بوساطة ماكوي وشابين (McCoy and Chapin) 1912 في مقاطعة تولير بولاية كاليفورنيا؛ ومنها جاءت التسمية (تولاريما)، كما يتسبب قمل القوارض في الإصابة بحمى الأرانب، وحمى التيفوس في الفئران، وقد تم تسجيل قملة القوارض في الباحة من على شعر الفأر الجبلي المسمى (أكومي ديميدياتس) (Acomys dimidiatus)  
 
 
شارك المقالة:
43 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook