أنواع الثديات في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
أنواع الثديات في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

أنواع الثديات في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

 
رتبة آكلة الحشرات (Order Insecivora)
 
تشمل هذه الرتبة عائلتين في الجزيرة العربية هما: عائلة القنافذ وتضم ثلاثة أنواع، وعائلة الزبابات وتضم نوعين فقط، ويوجد في منطقة الباحة من هذه الرتبة الأنواع الآتية:
 
أ - القنفذ الإثيوبي (Paraechinus aethiopicus): 
 
هو من عائلة القنافذ، ويعد أحد ثلاثة أنواع منتشرة في الجزيرة العربية وأكثرها انتشارًا. وجسم القنفذ مغطى بأشواك بنية اللون، بينما أطرافها بيضاء؛ ما يعطي الحيوان لونًا رماديًا، أما الناحية البطنية فمغطاة بفراء ناعم. وللقنفذ خطم مستدق أسود وأرجل طويلة.
 
يعيش في المناطق الجبلية والصحارى المفتوحة والسهول الصحراوية. ويعيش كذلك حول المزارع وأحواش الماشية حيث تكثر الحشرات، وهو متكيف مع الصحراء؛ فأذنه الكبيرة قادرة على سماع الأصوات الخافتة، وحاسة الشم القوية تساعده في البحث عن الغذاء  . 
 
ويعد القنفذ ليلي المعيشة، حيث يخرج وقت الغروب بحثًا عن الغذاء، ويمضي فترة النهار في مخبئه في الجحور أو بين الصخور، كما ينشط في الصباح الباكر، ويتغذى على الحشرات بشكل عام، لكنه يأكل عددًا من الحيوانات الأخرى مثل: السحالي، والعلاجيم، والفئران، والثعابين، كما أنه يأكل الجيف والحبوب والثمار.
 
يعيش القنفذ حياة فردية، ولكن الجنسين يلتقيان فترة التكاثر في بداية فصل الربيع، وتستمر فترة الحمل مدة 40 يومًا تقريبًا، وتلد الأنثى من 2 - 7 صغار، وقد تقتل أو تأكل بعض صغارها. وتوضع الصغار في جحور تحت الأرض، وتكون عمياء وعارية، وتعتني الأم بها مدة 6 أسابيع، وتخرج بعدها للبحث عن الغذاء. ويعمد القنفذ إلى البيات الشتوي عندما يحل الشتاء بسبب نقص الغذاء وانخفاض درجة الحرارة. ويعمر من 9 - 10 سنوات.
 
وهو حيوان مسالم، كما أن له دورًا مهمًا في التوازن البيئي؛ حيث يتغذى على عدد من أنواع الحشرات والقوارض والثعابين، ويخلص البيئة من الجيف. وفي بعض مناطق العالم يقبل بعض الناس على أكله. وتشكل الأشواك حماية طبيعية له من المفترسات مثل الثعابين والطيور الجارحة. وتعد الثعالب العدو الرئيس له. كما أنه يتعرض للموت جراء الدهس على الطرقات، ومع ذلك يوجد بأعداد جيدة في بيئاته الطبيعية.
 
ب - القنفذ الأسود (paraochinus hypomelas):
 
ويسمى (قنفذ براندت) من عائلة القنافذ، وهو نوع غير معروف عند كثير من الناس؛ نظرًا لقلة انتشاره، ويمتاز بأشواك الظهر ذات اللون الأسود؛ لذا سمي بـ (القنفذ الأسود)، كما يتميز بأذنين كبيرتين. ويعيش القنفذ الأسود في البيئات الجبلية على امتداد السواحل الغربية للمملكة من شمال المدينة حتى اليمن. ويعتقد أنه قدم من إيران وجنوب روسيا (هاريسون) قبل انفصالها بمياه مضيق هرمز.
 
ج - فويرة البيت (Suncus murinus): 
 
وتسمى (الزبابة المنـزلية) من عائلة الزبابات، وهي حيوان يشبه الفأر، ولكنها أصغر حجمًا، وتتميز بخطم وشوارب طويلة، وحاسة شم قوية، وهي متكيفة للمعيشة في الجحور وبين البنايات، ويساعدها في ذلك صغر حجمها. كما تمتلك استراتيجية دفاعية قوية تتمثل في إفراز رائحة قوية تبعد المفترسات مثـل: القطط، والكلاب.
 
يعيش الزباب معيشة جحرية وبخاصةٍ تحت بقايا النباتات؛ ولذلك فإنه نادرًا ما يُرى. ويُعَدُّ زباب البيت من أكثر أفراد العائلة شيوعًا؛ حيث يعيش في المساكن، وينتشر على امتداد الساحل الغربي من شمال ضباء إلى اليمن.
 
يتغذى الزباب على الحشرات بصورة أساسية مثل: النمل، والصراصير وغيرها من حشرات المساكن. ولا يعد من الحيوانات المستوطنة في المنطقة، ويعتقد أنه انتشر في المملكة بوساطة المواد التجارية (وبخاصة من جنوب شرق آسيا)؛ حيث مواطنه الأصلية. وتضع الإناث عددًا من الصغار قد تصل إلى 10 أفراد، وتولد الصغار عارية مغمضة العيون.
 
رتبة الخفاشيات (Order Chiroptera)
 
تشتمل هذه الرتبة على مجموعتين من الخفافيش هما: تحت رتبة الخفاشيات الكبيرة أو آكلة الثمار، وتضم نوعين فقط في المملكة، والأخرى تحت رتبة الخفاشيات الصغيرة أو خفافيش الحشرات، وتضم نحو (24) نوعًا في المملكة  .  ونظرًا لقلة الدراسات على هذه الرتبة فإن المعلومات المتوافرة عن الأنواع الموجودة في المملكة بشكل عام محدودة جدًا، ومنها:
 
أ - خفاش الفاكهة المصري (Rousettus egyptiacus): 
 
ويسمى (وطواط الفاكهة)، وهو من عائلة خفافيش العالم القديم آكلة الثمار (pteropodidae). ويمتاز هذا النوع بكبر حجمه ورأسه الذي يشبه رأس الكلب أو الثعلب؛ ولذا يلقب بـ (الثعلب الطائر)، ولون جسمه بني يميل إلى الاصفرار، وفراؤه ناعم، وذيله قصير.
 
يعيش هذا النوع قريبًا من المناطق الزراعية في الكهوف والبيوت القديمة، ويغزو البساتين للحصول على الغذاء، حيث يأكل الثمار والتمور، ويعتمد على قوة الإبصار وحاسة الشم؛ ما يساعده في الحصول على الغذاء.
 
وتتزاوج خفافيش الثمار طوال العام، وتلد الأنثى صغيرين بعد فترة حمل تصل إلى 100 يوم، وتولد الصغار عمياء وعارية من الشعر. وقد تؤثر هذه الأنواع على المحصولات الزراعية، لكن قلة أعدادها تجعل أثرها محدودًا.
 
ب - الخفاش غائر الوجه (Nycteris thebaica):
 
من عائلة الخفافيش ذات الوجه الغائر أو المسطح (Nycteridae)، من رتبة الخفاشيات، ويمتاز بوجود شق طولي في الوجه يجعله يشبه الفراشة أو العثة الكبيرة، ولونه رمادي أو برتقالي.
 
وتعد الغابات مناطق انتشاره الأصلية، ولكنه غزا مناطق السافانا، ويصل إلى أطراف المناطق الجافة، ويعيش عادة في الكهوف العميقة، وكذلك في مناطق الجداول المائية حيث الرطوبة. كما يوجد على امتداد الساحل الغربي للمملكة من العقبة حتى اليمن وبخاصة في المناطق العالية.
 
ويتغذى على الحشرات بالتقاطها من فوق النباتات أو في الهواء مباشرة، كما يتغذى على أنواع من الجراد والعقارب، وهو حساس للحرارة، وغالبًا ما يموت من جراء الجفاف.
 
ج - الخفاش طويل الأذن (Plecotus austriacus): 
 
من عائلة الخفافيش الشائعة أو الليلية (vespertilionidae). وينتشر في شمال شرق إفريقية، ويوجد في أوروبا في النمسا؛ ومنه اشتق اسم النوع. كما يوجد في منطقة عسير، ولا يعرف الكثير عن بيولوجية النوع وتكاثره، ويعتقد أنه من الأنواع المشتركة بين المنطقة الإثيوبية (إفريقية) والجزيرة العربية.
 
د - الخفاش ورقي الأنف الأصغر (Hipposideros caffer):
 
من عائلة الخفافيش ذات الأنف الورقي (Hipposideridae). ويعد من عائلات المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية، وينتشر في المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة.
 
رتبة الرئيسيات (Order Primates)
 
- البابون (papio hamadryas): 
 
يسمى (الرباح) من عائلة سعادين العالم القديم (Ceroprthecide)، وهو النوع الوحيد الموجود من هذه الرتبة في الجزيرة العربية، وينتشر في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة وفي اليمن فقط، ويصل انتشاره في المملكة إلى منطقة الطائف شمالاً، ولكنه بدأ في السنوات الأخيرة ينتشر على امتداد جبال الحجاز حتى وصل إلى منطقة وادي الفرع 150كم جنوب المدينة المنورة  
 
ذكور البابون أكبر حجمًا من الإناث، ووجه الحيوان خال من الشعر، وللذكر عُرْف من الشعر يمتد من الرأس على الكتفين. وتكون مؤخرة الحيوان خالية من الشعر ولونها قرمزي قاتم، والذيل طويل، وتوجد خصلة شعرية في نهايته، وعادة ما يكون مرفوعًا أثناء الحركة والجري. يعيش البابون في جماعات كبيرة نسبيًا تصل من 40 - 60 فردًا، وفي الغالب يقودها ذكر مسيطر، ويستوطن البابون البيئات الجبلية والأودية، ويلجأ إلى السفوح الوعرة خلال الليل للمبيت في أمكنة آمنة من المفترسات.
 
ولجماعة البابون تركيب اجتماعي مميز؛ حيث يقود الذكر المسيطر القطيع إلى أمكنة التغذية، وتكون له الأولوية في الحصول على الغذاء إذا توافر، ثم تليه الإناث فالصغار وأخيرًا الذكور. كما يقوم بتحذير القطيع في حالة الخطر، وفي أوقات الراحة يعمل الأفراد على تنظيف بعضهم وتخليص الشعر من القمل والقراد العالق، كما تقوم الصغار باللعب مع بعضها، وهكذا تتكون الروابط الاجتماعية بين أفراد الجماعة.
 
يتكاثر هذا الحيوان طوال العام، وتستمر فترة الحمل نحو ستة أشهر، وتلد الأنثى صغيرًا أو صغيرين بجلد وردي وفراء أسود. وتبلغ الإناث خلال أربع سنوات، والذكور خلال خمس سنوات.
 
يبحث البابون عن الغذاء في الصباح والمساء، ويتغذى على ثمار النباتات مثل: النبق، وثمر السنط، والأزهار البرية، وقد أدى توافر الغذاء حول المدن واهتمام السياح بتغذية البابون في المتنـزهات وغيرها من الأمكنة في منطقة الباحة إلى تغيير كبير في نمط تغذية البابون وفي أمكنة انتشاره؛ حيث ترك مواطنه الأصلية في البيئات البرية البعيدة عن المدن إلى أطراف القرى والمدن؛ حيث توافر الغذاء؛ ما أدى إلى زيادة أعداده فأثر بشكل مباشر على المحصولات الزراعية، ونقل الأمراض، وإزعاج سكان القرى والمدن؛ ما يستوجب العمل على التحكم في طرق التخلص من النفايات والمواد الغذائية، للتحكم في أعداده وتقليل ضرره على السكان.
 
شارك المقالة:
67 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook