أنواع التربة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
أنواع التربة في المملكة العربية السعودية

أنواع التربة في المملكة العربية السعودية.

 
 
تختلف أنواع الترب في المملكة وفقًا لظروف تكوينها، وتوزيعها الجغرافي، ومدى ملاءمتها للزراعة:
 

 الظروف المؤثرة في تكوين التربة

 
 
أ) المواد الأصلية:
 
يتكون قطاع التربة نتيجةً لتحلل الصخور وتفككها في مواضعها الأساسية، أو نتيجة انتقالها من مناطق أخرى بوساطة المياه أو الرياح أو الجاذبية الأرضية.
وتتعدد مصادر الترب؛ ففي نطاق الدرع العربي توجد التربة المتكونة من صخور الجرانيت والنيس والحجر الرملي، أما في نطاق الرف العربي أو النطاق الرسوبي فيرجع تكوين التربة إلى مواد قديمة منقولة متكونة من الأحجار الرملية والطينية والجيرية، وتتكون التربة على السواحل من رواسب بحرية وشعاب مرجانية.
 
ب) المناخ:
 
للمناخ المداري الجاف دور مهم في تحديد نوع الترب؛ فقلة الأمطار أدت إلى ضعف نمو الغطاء النباتي وكثافته، ومن ثَمَّ إلى ضعف تراكم المواد العضوية في التربة. كما يعمل الجفاف وقلة النباتات على تعرض التربة للتعرية بوساطة الرياح، وغالبًا ما أدى ذلك إلى تكوُّن بحار الرمال العظمى من تراكم حبيبات الرمال، وتكوُّن الأرصفة الصحراوية من تراكم الحصى والحجارة، كما تنقل العواصف الترابية الأملاح والجبس وترسِّبهما في التربة.
 
ج) التضاريس:
 
تتحكم التضاريس في تكوين التربة من حيث تفصيلات السطح من جبال وسهول، ووديان وقيعان وسفوح، ودرجة الانحدارات وشكلها، ويؤثر كل ذلك في كمية المياه التي تتخلل التربة؛ فيزداد الصرف السطحي بزيادة انحدار الأرض ما لم تكن التربة سريعة النفاذية، في حين تتجمع المياه في المنخفضات، ويؤدي جريان الماء على المنحدرات الحادة إلى زيادة انجراف التربة.
 
د) الزمن:
 
ويتوقف الزمن اللازم لتكوين التربة على عدد من الظروف، منها: قابلية مادة الأصل للتحلُّل، وتضاريس سطح الأرض، ويستغرق تكوين تربة قطاع كاملة أو تكوين أفق طيني من 5 آلاف إلى 10 آلاف سنة. وقد كان تكوين التربة في البداية بطيئًا حتى تمت إزالة الأملاح الذائبة من التربة؛ ولذلك فمعظم أنواع الترب إما ضعيف التكوين أي غير ناضج، وإما حديث التكوين، إذ تنقل الرياح الأملاح والجبس وكربونات الكالسيوم إلى التربة بسرعة تفوق سرعة إزالة هذه المواد منها.
 
 

تصنيف الترب في السعودية

 
 
تُصنَّف التربة في المملكة بالاعتماد على الخواص الطبيعية والكيمائية للتربة، إلى جانب حرارة التربة ورطوبتها؛ كما توضح (خريطة 23) . وينتظم تصنيف التربة وفق الرتب وتحت الرتب الآتية:
 
أ) رتبة إنتي سولز (Entisols):
 
وهي تربة قوامها من الطين والرمل، وتوجد في المنحدرات الحادة المعرَّضة لتعرية نشطة؛ مثل جبال عسير، وفي الرواسب المنقولة بالرياح في الربع الخالي والنفود وغيرها، وكذلك في الرواسب الفيضية للأودية المتقطعة. وتشمل أراضي رتبة الإنتي سولز تحت رتب: سامنتس، وفلوفنتس، وأورثنتس:
 
1) مجموعة التوري سامنتس (Torripsamments): 
 
تتكون هذه التربة من الرمال في السهول وشرفات الأودية، ومعظمها غير ملحي. وتوجد هذه التربة بمساحات واسعة في صحراء الربع الخالي وصحراء النفود وصحراء الدهناء.
 
2) مجموعة اليودي سامنتس:
 
وهي تربة عميقة غالبًا وشديدة الملوحة، توجد في الأراضي المنخفضة القريبة من الساحل، وانتشارها محدود.
 
3) مجموعة التوري فلوفنتس (Torrifluvents):
 
وهي رواسب فيضية بمجاري أودية متقطعة، معظمها ترسبَ على هيئة طبقات قوامها الطمي والرمل الحصوي، وهذه التربة لا تغطي مساحات واسعة، وتتركز في السهول الفيضية في إقليم تهامة.
 
4) مجموعة التوري أورثنتس (Torriorthents):
 
تتكون من الرمل والطين في شرفات الأودية، كما توجد في المنكشفات الصخرية، لكنها تكون فيها ضحلة العمق، وتنتشر في الجبال والتلال حادة الانحدار في منطقة الدرع العربي.
 
ب) رتبة أنسبتي سولز:
 
وهي تربة طميية عميقة مبتلة، تنحدر انحدارًا خفيفًا، وتوجد في الأراضي المزروعة التي تكثر فيها العيون الطبيعية في المنطقة الشرقية، ويغطي هذا النوع من التربة مساحة محدودة.
 
ج) رتبة أريدي سولز (Aridisols):
 
تشمل هذه التربة الأراضي الجافة التي لا تحتفظ برطوبة كافية لفترة طويلة للنباتات ذات الاحتياجات المائية المتوسطة، وتنتشر ترب هذه الرتبة على مساحات واسعة من المملكة، وتضم المجموعات الآتية:
 
1) مجموعة كالسي أورثيدز (Calciorthids):
 
تتألف ترب هذه المجموعة من الرمل والطمي، وفي بعض المواقع يكون قوامها رمليًا وحصويًا، وتراوح درجة ملوحتها بين خفيفة وشديدة. وهذه المجموعة هي الأكثر انتشارًا في المملكة، وتوجد في الرف العربي، حيث يتوافر الحجر الجيري والحجر الرملي اللذان يمثلان المصدر الشائع لكربونات الكالسيوم.
 
2) مجموعة كامب أورثيدز (Camborthids):
 
وهي تربة عميقة طميية وطميية حصوية، ودرجة ملوحتها متفاوتة من مكان إلى آخر، وترب هذه المجموعة لا تشغل مساحات واسعة، لكنها تمثل الجانب الأكبر من أراضي سهل تهامة، كما توجد في مساحات ضيقة أسفل حافة طويق.
 
3) مجموعة جبسي أورثيدز (Gypsiorthids):
 
وهي ترب طميية وطميية حصوية، متفاوتة الملوحة، وتنتشر في المنطقة الشرقية.
 
4) مجموعة سال أورثيدز (Salorthids):
 
وهي ترب صحراوية عميقة، توجد في جميع أنحاء المملكة، ولكن أكبر مساحة لها تقع في الجنوب الشرقي، حيث تسود السباخ نتيجةً لارتفاع مستوى المياه الجوفية بعد سقوط الأمطار، ما يؤدي إلى تركز الأملاح في الطبقات السطحية منها، وعندما تجف المياه بفعل عملية التبخر تخلِّف قشورًا ملحية على السطح. - صلاحية التربة للزراعة:
تؤثر في مدى صلاحية الأراضي للزراعة عوامل وظروف لها تأثيرها في التربة، مثل: عمق التربة فوق المهد الصخري، ونسبة الحصى فيها، ووجود الأحجار الكبيرة والبروزات الصخرية، والجفاف، وسفي الرمال، ووجود الكثبان، وزيادة الأملاح، وانحدار السطح، وصعوبة الصرف.
واستنادًا إلى ذلك يمكن تقسيم أراضي المملكة إلى: أراضٍ صالحة للزراعة، وأراضٍ قابلة للاستصلاح، وأراضٍ غير قابلة للاستصلاح، على النحو الآتي:
 
أ) الأراضي الصالحة للزراعة:
 
تبلغ مساحة هذه المجموعة من الأراضي نحو 27 مليون هكتار، وتتفاوت جودة الأراضي داخل هذه المجموعة عبر أربع درجات:
 
1) أراضي الدرجة الأولى:
 
تغطي مساحة محدودة لا تتجاوز نسبتها 0.58% من إجمالي الأراضي الصالحة للزراعة، وهي أراضٍ شبه مستوية، ذات ترب عميقة متوسطة القوام جيدة البنية، وتخترقها جذور النبات بسهولة، وتتحرك فيها المواد والمياه بيسر، وصرفها جيد، كما أن سعتها للماء كبيرة، ولا تحوي تركيزات ملحية، وتعطي إنتاجًا عاليًا من جميع المحصولات التي تناسب مناخها.
 
2) أراضي الدرجة الثانية:
 
تستحوذ على نحو ثلث الأراضي الصالحة للزراعة بنسبة 32.67%، وتأتي في المرتبة الثانية لاحتوائها على بعض الأملاح القابلة للغسيل، كما أن سطحها يتعرض للغمر في بعض المواقع؛ ولذلك فهي أقل إنتاجية من الفئة الأولى.
 
3) أراضي الدرجة الثالثة:
 
تقرب حصتها من عُشر الأراضي بنسبة 9.85%، وتعاني مشكلات كثيرة؛ مثل احتوائها على نسبة عالية من الحصى، وانخفاض سعتها للماء، وحاجة سطحها إلى التسوية، وحاجتها إلى معدلات عالية من الأسمدة وعمليات تحسين التربة؛ ولذا فإن تربتها تناسب عددًا محدودًا من المحصولات.
 
4) أراضي الدرجة الرابعة:
 
تغطي أكثر من نصف مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بنسبة 56.90%، وهي أراضٍ صالحة للزراعة المروية، لكنها تحتاج إلى جهود كبيرة لاستصلاحها؛ لعدم كفاءة الصرف فيها، وانخفاض سعتها للماء، وتعرُّضها للغمر المتكرر بسبب موقعها أو طبيعة سطحها المحتوي على نسبة عالية من الحصى.
 
ب) أراضٍ قابلة للاستصلاح الزراعي:
 
تزيد مساحتها قليلاً على 5.5 ملايين هكتار، وتُصنَّف بأنها أراضٍ من الدرجة الخامسة، وهي أراضٍ شديدة الملوحة تحتاج إلى إنشاء شبكة مصارف وإلى غسيل الأملاح من منطقة الجذور قبل زراعتها.
 
ج) أراضٍ غير صالحة للزراعة:
 
تزيد مساحتها قليلاً على 160 مليون هكتار، وتُصنَّف بأنها أراضٍ من الدرجة السادسة، وهي غير صالحة للزراعة؛ إما لوعورة سطحها، أو لخشونة تربتها وضحالتها، أو لارتفاع نسبة أملاحها بدرجة يتعذر معها غسلها، وتشمل: الأراضي الصخرية شديدة الانحدار، والسبخات الملحية، والتكوينات الرملية  . 
شارك المقالة:
487 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook