أعمال عمر بن الخطاب

الكاتب: مروى قويدر -
أعمال عمر بن الخطاب

أعمال عمر بن الخطاب.

 

 

عمر بن الخطاب..

 

هو عمر بن الخطاب بن نُفيل عبد العزّى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، وأمّه خثمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب، وكنيته أبو حفص، وُلد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في مكة المكرمة، في عام أربعين قبل الهجرة، ثمّ ترعرع في كنف والده الخطاب الذي كان شديداً في معاملته؛ حيث كان يكلّفه بالأعمال الشّاقة، ويضربه ضرباً مُبرحاً في حال تقصيره في أدائها، وقد تركت بيئة قريش فيه الأثر الكبير؛ فكان من المُدافعين عن عبادة الأصنام، وتعلّم القتال والفروسيّة حتى أصبح أحد أمهر فرسان قريش، ومن أكثر فتيانها مهابةً، وقد تعلّم الخطابة، والكتابة، والقراءة، وكان يُجيد الشعر، ممّا جعله صاحب مكانةٍ رفيعةٍ بين القرشيين في الجاهلية، بالإضافة إلى انتماء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى عشيرة بني عديّ، التي كانت تُعتبر من أوسط قريش قوةً وجاهاً، والتي كانت دون بني هاشم، وبني أمية، وبني مخزوم في الثروة والمال، ولكنّها كانت تُنافس بني عبد شمس على الشرف، فشغل أفرادها منصب السفارة والحكم في المُنافرات، فكانوا المتحدثين باسم قريش في المفاوضات التي تجري مع القبائل الأخرى، ومن الجدير بالذكر أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد خصّ عمر بن الخطاب قبل إسلامه بالدعاء، حيث قال: (اللهم أعزّ الإسلام بأحبّ هذين الرجلين إليك؛ بأبي جهلٍ أو بعمر بن الخطاب)، فكان عمر بن الخطاب أحبّ إلى الله تعالى، فأسلم وكان إسلامه فتحاً وعزّاً للإسلام.

 

أهم أعمال عمر بن الخطاب

 

إنشاء الدواوين

 

يعود أصل كلمة ديوان إلى اللغة الفارسيّة، ويُقصد به السّجل أو الجدول، وقد أُطلقت كلمة ديوان في بداية الأمر على أجهزة الدولة الإدارية التي تتكفّل بالقيام بالأعمال العسكريّة، والماليّة، والإداريّة، وقد أُطلق أيضاً مصطلح الديوان على المكان الذي يتمّ فيه حفظ سجلات الدولة، وأمّا في الوقت اللاحق فقد تمّ إطلاق كلمة ديوان على المكان الذي يجتمع فيه الأشخاص الذين يُشكّلون الجهاز الإداريّ، ويجدر بيان أنّ كلمة ديوان قد اقتصر معناها في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على معنى السجل الذي يُحفظ فيه أسماء أفراد الجيش الذين فُرض لهم العطاء، ومقدار العطاء لكلّ واحدٍ منهم، ومن الدواوين التي تمّ إنشاؤها في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ديوان العطاء، وديوان الجباية، وبيت المال، ومن الأسباب التي دفعت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى وضع الدواوين: التوسّع في الغزوات والفتوحات الإسلامية في أراضي الفرس والبيزنطيين، ممّا أدى إلى تنامي الأموال العائدة إلى الدولة من الغنائم، فقد كان نصيب الدولة من الغنائم الخُمس، كما ذكر الجاحظ أنّه عندما وضع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الديوان، قام إليه أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام -رضي الله عنهما- فقالا: (يا أمير المؤمنين، أديوانٌ كديوان بني الأصفر، إنّك إن فعلت ذلك اتّكل الناس على الديوان وتركوا التجارات والمعاش)، فقال عمر بن الخطاب: (قد كثر الفيءُ والمسلمون).

 

فتوحات بلاد فارس

 

كانت فتوحات بلاد فارس من الأعمال العظيمة التي قام بها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، على الرغم من عدم نية فتح تلك البلاد في بداية الأمر، وإنّما كان الهدف من الصدامات والمعارك؛ حماية إنجازات الدولة الإسلامية والمحافظة على أراضيها، وكان ذلك واضحاً من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (وددتُ لو أنّ بيننا وبين فارس جبلاً من نار لا يصلون إلينا منه، ولا نصل إليهم)، ولكنّ الفرس لم يهدؤوا، بل استمرّت محاولاتهم للتمرّد في البلاد المفتوحة، وتجهيزهم للجيوش استعداداً للحرب، فاستشار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعض الصحابة -رضي الله عنهم- بالأمر، وكان في ذلك الوقت ملك الفرس يزدجرد يجمع فلول الفرس ويعيد تنظيمهم في منطقة نهاوند، وكان الهرمزان يُعيد تجييش الفرس في الأهواز بعد أن فرّ من القادسية، فلمّا وصلت الأخبار إلى خليفة المسلمين أصدر مجموعة من الأوامر إلى قادة الجيوش الإسلامية في بلاد فارس، ففتح أبو موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- الأهواز، وحاصر النعمان بن المقرن وسهيل بن عدي رضي الله عنهم أسوار حصن تستر، ولكنّهم لم يستطيعوا فتحها إلّا بعد وصول الإمداد من البصرة بقيادة أبي موسى الأشعريّ، ومن الكوفة بقيادة عمار بن ياسر رضي الله عنهما، ففتحوا تستر وأسلم الهرمزان قائد الفرس فيها، وفي الوقت نفسه كان يزدجرد قد جمع 150 ألف فارسي في نهاوند لقتال المسلمين، فوصلت الأخبار للخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وتبيّن له أنّ الفرس لن يتوقفوا عن القتال ما دام ملِكهم على قيد الحياة، فهمّ بالخروج على رأس جيش قوامه 30 ألف مقاتل إلى نهاوند، ولكنّ الصحابة -رضي الله عنهم- نصحوه بالبقاء وعدم الخروج، فأرسل النعمان بن المقرن على رأس الجيش، والتقى الجيشان في نهاوند فكان النصر حليف المسلمين في تلك المعركة وقُتل الفيرزان، واستشهد النعمان بن المقرن رضي الله عنه، وفُتحت نهاوند في شهر محرّم من العام الواحد والعشرين للهجرة، وسمي هذا الفتح بفتح الفتوح؛ إذ لم تقم للفرس بعده قائمة.

شارك المقالة:
86 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook