هو البعد عن الشيء، وهو أصعب ما يكون في حياة الإنسان، ففراق الحبيب أو الصديق أو الأخ أو الوالدين ليس بالشيء السهل، حيث إنّه يترك وجع عميق في قلوبنا؛ لأن الفراق ليس بأيدينا فهو خارج عن طاقتنا، ويحدث نتيجة خلاف أو ظروف خارجة عن سيطرتنا، ويُعدّ الفراق سنة من سنن الحياة فالموت فراق أبدي وفراق الأشخاص بسبب الظروف الخاصة كل هذا يسبب الألم في قلوبنا ويجعلنا نعيش بحزن وألم شديد.
ولد الشاعر إبراهيم ناجي في القاهرة، وكان أبوه مثقفاً ممّا ساعده على تنمية موهبته وصقل ثقافته وقد اشتهر بشعره الوجداني وكان رئيساً لرابطة الأدباء في مصر، ويقول في قصيدته:
يا ساعة الحسرات والعبرات
ما مهربي ملأالجحيممسالكي
من أي حصن قد نزعت كوامنا
حطمت من جبروتهن فقلن لي
أأموت ظمآناًوثغرك جدولي
جفت على شفتي الحياة وحلمها
قد هدني جزعي عليك وادعي
وأريد أشبع ناظري فأنثني
هان الردى لو أن قلبك دار
يا من رفعت بناء نفسي شاهقاً
اليوم لي روح كظل شاحب
لو في الضلوع أجلت عينك أبصرت
لا تسألي عن ليل أمس وخطبه
طالت مسافته علي كأنها
وكأنني طفل بها وخواطري
عانيتها والليل لعنة كافر