أشهر المشروبات الشعبية في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
أشهر المشروبات الشعبية في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

أشهر المشروبات الشعبية في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية.

 
الحليب ومشتقاته:
 
وهو الحليب المستخرج بشكل طبيعي من الإبل والأغنام والماعز، فمن المعروف أن الحليب يزداد عند الرعاة وأصحاب المواشي في بعض المواسم؛ ولا سيما في فصل الربيع، والحليب أنواع هي:
 
1 - حليب الإبل:
 
ويفضل بعضهم شربه بعد حلبه مباشرة من الناقة، ويفضلون كذلك رغوته التي تظهر عقب الحلب، ويزداد الإقبال على حليب الإبل في موسم الربيع؛ لأن الإبل التي ترعى في المراعي الطبيعية يكون حليبها حلو المذاق بخلاف حليب الإبل التي تأكل الأعلاف.
 
2 - حليب الأغنام والمعز:
 
تتم الاستفادة منه بعد الحلب بطريقتين:
 
الطريقة الأولى: غلي الحليب ثم شربه.
 
الطريقة الثانية: بعد جمع الحليب يُوضع في القدرة مدة يوم - على الأقل - حتى يصبح رائبًا، ثم تقوم المرأة بوضعه في الصميل (وهو وعاء جلدي)  ، ثم تخضه حتى يظهر كل ما في الحليب من زبدة، ثم تُجمع الزبدة، وتتم عملية الخض السابقة بتعليق الصميل بـ (المرجاجة) ذات الأعمدة أو تقوم المرأة بخضه أرضًا، وتدوم عملية الخض أكثر من ساعة، وبعد استخراج الزبدة يكون اللبن جاهزًا للشرب، ويُترك اللبن في الصميل حتى ينقضي. وفي الوقت الحاضر تطورت طرق تجهيز اللبن باستخدام آلات حديثة من قِبَل ربات البيوت  
 
3 - السمن البري:
 
يصنع السمن بتسخين الزبد، ثم يضاف إليه قليل من طحين القمح، ثم يُعزل الطحين، ويُحصل على السمن، وتُسمى هذه العملية (القشيد)، ولحفظ السمن فإنه يوضع في (العكة) أو (النحي).
 
4 - الأقط أو (المضير): 
 
يصنع الأقط بجمع اللبن وغليه حتى يتخثر، ثم يُترك ليبرد، ويوضع في خريطة (كيس من القماش)؛ لتصفيته من اللبن السائل، وبعدها يُعمل منه الأقط (البقل) على هيئة قطع صغيرة تظهر بها أشكال الأصابع التي عملت بها، وتُترك فترة لتجف.
 
5 - مريس الأقط أو (المضير):
 
شراب الأقط هو لبن الأغنام أو الماعز المجفف؛ حيث يُنقع في الماء، ويُشرب في الصيف أو في الشتاء عندما يقل اللبن.
 
 الأطعمة والمشروبات الأخرى:
 
1 - الفقع (الكمأ): 
 
نبات فطري له نكهته الخاصة يحبها كثير من الناس، يُقشَّر أعلاه - بعد الحصول عليه - لتنظيفه من التراب، ثم يُغسل جيدًا، ويُطبخ سلقًا بالماء، ويُضاف إليه السمن والملح حسب الرغبة، وبعضهم يطبخه مع الكبسة أو مع المرقوق، ومدة طبخه مثل مدة طبخ اللحم.
 
2 - التطماج أو (المطرية) نسبة إلى المطر:
 
تُؤكل في الشتاء، وهي أكلة تُعمل من الكمأ (الفقع) والحمص، واللوبياء، والجريش، إذ تُنقع هذه المواد في الماء لمدة يوم، ثم تُطهى حتى تنضج، ويُرش عليها الطحين (السمح)، ويُصب عليها قليل من السمن البري  
 
3 - الجراد:
 
يفضل بعضهم - خصوصًا كبار السن - أكل الجراد الذي يظهر في مواسم معينة، والسبب أن الجراد يأكل النباتات البرية التي يستشفون بها، ومن هنا يعتقد أن أكله نافع للصحة، لذلك يُقال في الأمثال: (إذا ظهر الجراد انثروا الدواء). وطريقة طبخه تكون إما شيًّا أو سلقًا بالماء، ثم يُترك حتى يجف وييبس، وينـزع بعضهم أطرافه ورأسه، ويأكلون ما تبقى منه  . 
 
4 - اللقيمي:
 
وهي شبيهة بالكبسة، وتتكون مادتها من أرز التمَّن الأحمر ثم الأبيض، وكان يأتي من العراق، ونظرًا إلى ندرة اللحم سابقًا فإنه بعد أن ينضج التمن يُوضع في وسطه السمن البلدي أو دبس التمر  
 
5 - المليحي:
 
وهو أيضًا أرز التمَّن مضافًا إليه مريس البقل الممزوج بالسمن البلدي.
 
6 - المرقوق: 
 
هو قطع من عجين البُر تُفرد بعصا أسطوانية تُسمَّى (المرقَّ) أو (المرقاق)، ثم تُوضع هذه الرقائق في المرق الذي سبق طهوه، والمكون من الخضراوات، مثل: الباذنجان، واللوبياء، والقرع، واللحم الطري أو المجفف (الوشيق) أو الفقع الطري أو المجفف.
 
7 - المطازيز: 
 
تتكون من عجين البُر الذي يُكوَّّر كرات صغيرة ثم يُفرد على راحة اليد ويُوضع في القدر الذي طُهي به مرق مكون من الخضراوات.
 
8 - المرق:
 
وهو إدام الخضراوات المطبوخة، وغالبًا تتكون الخضراوات من البصل، والطماطم، والباذنجان، واللوبياء.
 
9 - المنغطة:
 
هي تمر (الحلوة) الممزوج بالسمن مسخنًا على النار، وتؤكل ساخنة.
 
و (الحلوة) هي أهم أصناف النخيل بمنطقة الجوف، وقد اقترن اسمها باسم المنطقة إذ يُقال: (حلوة الجوف)، وهي لذيذة الطعم، قابلة لأن تُخزن، وقد وُصف تمر (حلوة الجوف) بأنه أفضل ما يُؤكل، إذ عبَّر أحد الشعراء عن جودته وأفضليته وقوة إغرائه للآكلين حينما وضعه في مستوى المفاضلة مع حبوب القمح البلقاوي، معبرًا عن أن النفس الغاضبة لا تقبل الأكل، حتى لو كان من أفضل المأكولات:
 
لـو  حنطـة البلقـاء وحـلوة الجوف     مـا  تقبلـه نفسٍ عليهـا الطنـا زام  
 
10 - الوشيق:
 
هو شرائح اللحم الجاف المملح، وطريقة عمله تتلخص في أنه عند توافر كميات من لحم الأغنام أو الغزلان تُشرَّح هذه اللحوم، وتُملَّح، وتُنشر على حبال حتى تجف.
 
11 - الحميس:
 
هو قطع الشحم واللحم تُحمس في قدر وتُحفظ، ثم يؤخذ منها للطعام عند الطهو.
 
12 - الجبرق: 
 
وهو ملفوف ورق العنب محشوًا بالأرز وقطع اللحم الصغيرة. ويكون الجبرق إما بشكل أصابع أو قطع مربعة.
 
13 - القهوة (الشبة):
 
هذه التسمية آتية من (شبّ النار)؛ حيث يجتمع الناس حول النار المشبوبة بوساطة الحطب لإعداد القهوة والشاي، قال الشاعر:
 
يـا  زيـن  شب الضو في ربعة البيت     بريـة  تحـمس وتبهـر مـن الهيـل
ودلال  رســلان  عليهــا تجـريت     شــقرا تسـاق بصافيـات الفنـاجيل
ونجـرٍ  علـى سامة يلالي كما الصيت     يطرب  وتطـرب له قلوب الرجاجيل  
وتُعد القهوة مهمة في الحياة اليومية، وتشكل عنصرًا ثقافيًا موروثًا لا يُستغنى عنه على الرغم من التطورات الحضارية والتغيرات الثقافية التي طرأت على المجتمع، فالقهوة تتصدر المجالس باستمرار، وتشكل نسقًا ثقافيًا مشتركًا، ولها وظائف اجتماعية عدة.
 
مظاهر الثبات والتغير
 
إن خطط التنمية التي تبنتها المملكة، وعملت على تنفيذها، أدت إلى تغير كبير في معظم مظاهر الحياة في المجتمع السعودي، بالإضافة إلى احتكاك هذا المجتمع بعدد من الثقافات المختلفة، وكذلك سفر عدد من أفراد المجتمع إلى مختلف أنحاء العالم، وزيادة الوعي بالتغذية والصحة لدى المجتمع، ووجود أنواع المأكولات المتنوعة من خضراوات، وفاكهة، ولحوم وغيرها في السوق السعودية، كل ذلك أدى إلى تغير كبير في المأكولات، والمشروبات، وعادات الطعام، ودخلت على المائدة في هذا المجتمع المأكولات المتنوعة من بيئات وثقافات مختلفة، وظهرت محال الوجبات السريعة، والمطاعم المختلفة التي تقدم أنواعًا متنوعة من الأطعمة من البلدان كلها؛ الأمر الذي أوجد عددًا من المأكولات الشرقية والغربية والمحلية جنبًا إلى جنب في مجتمع المنطقة، كما أدى ذلك إلى تغيير طريقة الطهو، وأساليب التقديم، وأنواع الأواني التي تُقدَّم بها الوجبات داخل المنـزل، بالإضافة إلى ظهور أجهزة الطهو الحديثة والثلاجات وغيرها، حيث أصبحت الأواني مختلفة عن الأواني المستخدمة في السابق، كما اختلفت طريقة الطهو، وأنواع الأطعمة تبعًا لاختلاف الزمان، وأصبحت المائدة تضم عددًا من الأكلات الشرقية والغربية، بالإضافة إلى الأكلات الشعبية القديمة، كما ظهر فيها عدد من أنواع السلطات، والمقبلات، والمشويات، والحلويات، والمشروبات الساخنة والباردة التي لم تكن موجودة في السابق.
 
أما المشروبات القديمة، مثل: القهوة والشاي فما زالت مستمرة، يحافظ عليها أفراد المجتمع، ويقدمونها للضيوف بصورة مستمرة، إذ يُستقبل الضيوف- عادة -عند قدومهم بالقهوة والشاي اللذَين ما زالا من أهم المشروبات المفضلة في المنطقة، إلا أنه طرأ نوع من التغيير والتطوير - عند بعضهم - على الأدوات التي يقدمان بها، كما أن الأكلات الشعبية القديمة ما زالت موجودة في المجتمع، حيثُ يتمسك بها - أحيانًا - كبار السن، وبعضها أصبح يُقدَّم في المناسبات مثل الأعياد، وبعض الاحتفالات الخاصة، ولا يزال بعضها موجودًا إلا أن وجودها ينحصر في نطاق ضيق بالمنطقة.
 
شارك المقالة:
75 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook