أسماء الله الحسنى

الكاتب: مروى قويدر -
أسماء الله الحسنى

أسماء الله الحسنى.

 

 

جاءت آياتٌ كثيرةٌ في القرآن الكريم على ذكر الله -عزّ وجلّ- بأسماءٍ عدّةٍ له تعالى، وذلك في مختلف السور الكريمة، بغضّ النظر عن الموضوع الخاص بالسورة وآياتها، وذلك يدلّ على عظمة الله تعالى، كما أنّ في ذلك تعريفاً للإنسان بخالقه، وانسجاماً مع مهمة الإنسان التي خُلق لأجلها، في عبادة الله تعالى، واتباع نهجه في جميع السلوكات والأفعال، حيث قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، إلا أنّ عبوديّة الله تعالى تتضمّن ثلاثة أصولٍ متعلّقةً بالمعرفة والسلوك والتشريع، أمّا الأصل المتعلّق بالمعرفة فهو؛ توحيد الله تعالى بالكيفيّة التي يريدها، وأمّا السلوك فيعني عبادته كما يريد، وأمّا التشريع فيراد به اتباع الشريعة كما يريد الله تعالى، وذلك يؤدي إلى وقاية الإنسان وتنقية عقله وضميره من الأهواء والخرافات المنحرفة، كما أن معرفة العبد بأسماء الله تحقّق المعرفة به، كما أنّ معرفتها ركنٌ من أركان التوحيد، وهبي من أجلّ العلوم التي يمكن للعبد تعلّمها، وفي ذلك يقول ابن العربي: "شرف العلم بشرف المعلوم والباري أشرف المعلومات، فالعلم بأسمائه أشرف العلوم".

 

كلّ أسماء الله الحسنى:

 

لا أحد يعلم عدد أسماء الله الحسنى إلا هو، حيث ورد عن الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (للهِ تسعةٌ وتسعون اسمًا، من حفِظها دخل الجنَّةَ، وإنَّ اللهَ وِترٌ يحبُّ الوِترَ)، لكنّ العلماء اختلفوا في شرح الحديث السابق، حيث قال ابن حجر العسقلاني: إنّ المقصود من الحديث التسمية وليس المقصود العدد، والله تعالى له أسماءٌ كثيرةٌ، والإحصاء الوارد في الحديث يعني الحفظ، إلا أنّ الأصيلي قال: إنّ الإحصاء للأسماء يعني العمل بها، وقال ابن بطّال: إنّ الإحصاء يكون بالقول والعمل، والأسماء التسعة والتسعون كما وردت عن الإمام الترمذي، هي: الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزّاق، الفتّاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعزّ، المذلّ، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الجميل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحي، القيوم، الواجد، الماجد، الواحد، الأحد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدّم، المؤخّر، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرؤوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغني، المغني، المعطي، المانع، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور.

ومن أسماء الله تعالى من غير التسعة وتسعين: اسم السبوح، ودليل ذلك ما ورد في السنّة النبويّة من حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (سبوحٌ قدوسٌ ربُّ الملائكةِ والروحِ)، ومن الأسماء أيضاً اسم الشافي، ودليله قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (أذهِبِ الباسَ، ربَّ الناسِ، واشفِ أنتَ الشافي)، ومن الأسماء الواردة لجلال الله تعالى: أرحم الراحمين، خير الغافرين، رب العالمين، مالك يوم الدين، أحسن الخالقين، جامع الناس ليوم لا ريب فيه، مقلب القلوب، وغيرها من الأسماء الثابتة في القرآن والسنة النبوية، وأجمع العلماء عليها.

 

الإيمان بالله تعالى:

 

إنّ الإيمان بالله تعالى يتضمّن توحيد ربوبيّته، وتوحيد ألوهيته، وتوحيد أسمائه وصفاته، أما توحيد الربوبيّة، والمقصود به: الاعتقاد بأنّ الله تعالى ربّ كلّ شيءٍ، ولا ربّ غيره، أيّ أنّه المتفرّد بخلق الخلائق والمتفرّد بملكهم، وبتدبير شؤونهم، وحده دون أن يشاركه في ذلك أحدٌ، حيث قال الله تعالى: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)، وقال العلماء في تفسير الآية الكريمة: إنّ خلق السماوات والأرض تمّ في ستّة أيامٍ، وقد دلّت على ذلك عدّة آياتٍ من القرآن الكريم، والأيام الستّة، هي: الأحد، والاثنين، والثلاثاء، والأربعاء، والخميس، والجمعة، كما أنّ خلق آدم -عليه السّلام- كان في تلك الستة أيام، وقد بيّن القرآن الكريم توحيد الربوبيّة بشكلٍ واضحٍ، حيث إنّه لا أحد يستحقّ الربوبيّة إلا الله تعالى، فهو الذي خلق ورزق، وأمات وأحيا، ومن الجدير بالذكر أنّ أهل الكفر أقرّوا واعترفوا بتوحيد الربوبيّة، ولكنّهم استكبروا عن ذلك، أمّا توحيد الألوهية فيعني الاعتقاد بأنّ الله تعالى هو الإله الحقّ، والاعتقاد بعدم الألوهية لغيره، وإفراد الله تعالى بالعبودية، وما يصاحب ذلك من محبته، والخوف والرجاء منه، والدعاء، والتوكل عليه، والتذلل والخضوع له، وتوحيد الألوهية هو الذي يميّز بين أهل التوحيد وأهل الشرك، ويترتب على ذلك الثواب والعقاب، كما بيّن ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، كما أن الشهادة؛ أي قول "لا إله إلا الله"، تقوم على توحيد الألوهية، وذلك مقرّرٌ في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: (وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ)، وأمّا توحيد الأسماء والصفات؛ فيعني الاعتقاد الكامل بأنّ الله تعالى متّصفٌ بجميع صفات الكمال، ومنزّهٌ عن جميع صفات النقص، ومتفرّدٌ عن جميع الكائنات والمخلوقات، مع ضرورة إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه، وإثبات ما أثبته الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لله تعالى، دون أن يصاحب ذلك تشبيهاً بصفات الخلائق، ودون تعطيل تلك الصفات بالنفي أو بالعمل، أو تكييفٍ بتحديد مكانها أو جهتها، ودون تمثيلٍ أيضاً، ويترتب على ذلك عدّة فوائد وثمرات؛ منها:

  • تحقيق الراحة النفسيّة والطمأنينة والسكون والرضا؛ إذ إنّ الله تعالى لا يريد إلا تحقيق الخير والبر لعباده، ولا يأمرهم إلا بذلك، ولا ينهى إلا عن الفحشاء والمنكر.
  • يجب أن يكون المؤمن شديد الحب لله تعالى، حيث قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ)، فالمؤمن تتدفّق منه الطاعات والقربات مع شعوره بالتلذّذ بها، وغير المؤمنين محرومون من ذلك.
  • تحقيق العزّة والرفعة والإباء للمؤمنين، وتحقيق العدل.
  • علوّ منزلة العب ومكانته عند الله سبحانه، فمنزلة العبد عن ربه بقدر معرفته به
شارك المقالة:
59 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook