مرض الصَّرع عبارة عن حالة مرضيَّة عصبيَّة يتعرَّض فيها الشَّخص لنوبات (Seizures) متكرِّرة نتيجة نشاط كهربائي زائد في المخ. عادةً تظهر النَّوبة على شكل حركات لا إراديَّة لجزء من أو كامل الجسم لكن يمكن أن تُسفر عن عوارض عديدة مغايرة.
هناك فرق بين النوبة الواحدة ومرض الصَّرع, فمن أجل أن يُشخَّص إنسان بمرض الصَّرع عليه أن يعاني من نوبات متكرِّرة, لذلك يمكن الفصل بين أسباب كلٍّ من الحالتين :
ألأسباب لإصابة شخص بمرض الصَّرع غير معروفة عند غالبيَّة المرضى, لكن في بعض الحالات يمكن الإشارة إلى مُسبِّب مباشر أو عوامل خطر معيَّنة قد تزيد من فرص الإصابة بالمرض مثل :
أمَّا أهم أسباب النَّوبات التي قد تحصل عند مرضى الصَّرع أو عند أشخاص معافينأش :
يمكن تقسيم النَّوبات إلى مجموعتين رئيسيَّتين : نوبة شاملة (Generalized Seizure) وهي الحالة التي ينتشر فيها الكهرباء في جميع أجزاء المخ, ونوبة جزئيَّة (Partial Seizure) وهي الحالة التي تنتشر فيها الكهرباء في منطقة معيَّنة من المخ.
كل مجموعة من المجموعتين تضم عدَّة أنواع من النَّوبات :
- ألنوبة شاملة :
- نوبة جزئيَّة : يُطلق عليها نوبة بسيطة (Simple) إذا حافظ المريض على وعيه, وتُسمى بالمعقَّدة (Complex) إذا كان هناك تغيُّر في حالة الوعي. أنواعها :
تختلف أعراض الصَّرع بحسب نوع المرض أو النَّوبة.
صرع شامل (Generalized seizure) :بالإضافة للتحرك اللاإرادي لكافَّة الأطراف فإنَّ هذا النوع من النَّوبات يمتاز ب :
صرع جزئي (Focal or partial seizure) :كما ذكر سابقًا فإنها تحدث عندما يقتصر النشاط الكهربائي الزائد على جزء من المخ فقط. تختلف العوارض بإختلاف وظيفة هذا الجزء, فمثلاً إذا حدث النشاط الكهربائي في القشرة المسؤولة عن حركة اليد اليمنى فما نراه في النَّوبة هو التحرك اللا إرادي لهذه اليد.
ألعوارض قد تكون :
صرع غيابي (Absence seizure) :ويُطلق عليه أيضًا Petit mal. وهي شائعة عند الأطفال.
هناك مرحلتين أساسيَّتين للتَّشخيص :
في المرحلة الأولى على الطَّبيب التَّأكد من أنَّ الحالة هي فعلاً نوبة صرع وليس مجرد رجفة، إرتعاش أو غياب عن الوعي ومن ثمَّ البحث عن أسباب حدوث هذه النَّوبة سواء كانت أو لم تكن جزءًا من مرض الصَّرع. يتم ذلك غالبًا بواسطة جني المعلومات من المريض أو ممن كان برفقته أثناء النوبة، وأحيانًا قد تحدث النَّوبة لعيني الطَّبيب. جني تفاصيل النوبة بدقَّة غاية في الأهميَّة، مثل وصف حركات المريض، ألظروف التي أتت إلى حدوث النَّوبة، غيابه عن الوعي، وصف شعوره قبل وبعد النَّوبة، مدَّة إستمرار النَّوبة، وجود حالة صرع في الخلفيَّة، وغيرها.
ألفحوصات التي يتم إجراءها عادةً :
في المرحلة الثانيَّة يتحتم على الطَّبيب التفريق بين نوبة عابرة وبين نوبة التي تكون جزءًا من مرض صرع. فمثلاً عند البالغين نادرًا ما يظهر مرض الصَّرع كظهور أوَّلي وعادةً هناك سبب للنَّوبات. بالإضافة لنوع الحركات التي فإنَّ نمط النَّشاط الكهربائي للمخ الذي يُسجَّل بواسطة ال EEG يُساعد في كثير من الأحيان تحديد نوع الصَّرع بدقّة.
في البداية يجب معالجة سبب النَّوبة وإجتناب حدوثها مستقبلاً مثلاً إذا كانت منوطة بتغيُّر في نسبة الأملاح في الدَّم، معالجة إلتهاب أيًّا كان، إستئصال ورم في الدِّماغ، وغيرها من الأسباب.
إذا كانت النَّوبة جزءًا من مرض صرع يُعاني منه المريض فغالبًا ما يكون المرض مدى الحياة لأنَّ الصرع يُعتبر مرضًا مزمنًا في أغلب الحالات لا يمكن التعافي منه. يتكوَّن العلاج من :
Carbamezpine : ألإختيار الأول لنوبات من نوع الصَّرع الرَّمعي التَّوتري العام أو الجزئي.
Phenytoin : قد يُستعمل كسابقة ولكن قد يُستعمل أيضًا كعلاج فوري لإيقاف نوبة.
Valporic acid : فعَّال ضد العديد من أنواع النَّوبات مثل الرَّمعيَّة التَّوتريَّة سواء كانت جزئيَّة، أو كليَّة، والنَّوبات الغيابيَّة.
Gabapentin : عادةً يُضاف لإحدى الأدوية الأخرى.
Pregabalin : لعلاج الصَّرع الجزئي.
Ethosuxamide : مُفضَّل في النَّوبات الغيابيَّة.
Topiramate : عادةً يُضاف لإحدى الأدوية الأخرى.
Lamotrigine : لمعالجة الصَّرع الجزئي والقسم من الصَّرع العام.
Leviteracitam : عادةً يُضاف لإحدى الأدوية الأخرى.
Oxacarbazepine : لعلاج الصَّرع الجزئي.
Benzodiazepine : مثل Diazepam لمعالجة نوبة صرع في حالات الطوارئ. مفعولها سريع لكنه قصير.
ألكثير من هذه الأدوية تسبب العوارض الجانبيَّة وتتفاعل مع أدوية أخرى لذلك من المهم جدًّا أن يكون الطبيب مضطلعًا على حالة المريض الصحيَّة وعلى جميع الأدوية التي يتناولها.
في كثير من الحالات يطلب الطَّبيب فحوصات دم دوريَّة للتخفيف من الأعراض الجانبيَّة، كما وأحيانًا يقوم بفحص نسبة الأدوية في الدَّم للتأكد أنَّ المريض يتناول الجرعة الكافية وغير الضَّارة في ذات الوقت.
Lesionectomy : إستئصال جزء محدَّد من الدَّماغ المسؤول عن نوبات الصَّرع مثل ورم أو تشوُّه في مبنى الأوعية الدَّمويَّة.
Lobe resection : وهو عبارة عن إستئصال إحدى الفصوص الأربعة التي تكوِّن كل نصف من الدِّماغ. ألعمليَّة الأكثر شيوعًا هي إستئصال الفص الصُّدغي (Temporal lobe).
Corpus callostomy : وهي عبارة عن إستئصال جزئي أو كامل للمبنى الذي يُوصل نصفي الدِّماغ ويُسمّى ب Corpus callosum. هدف العمليَّة منع إنتشار الكهرباء من بؤرة الصَّرع إلى النِّصف الثاني من الدِّماغ.
Functional Hemispherectomy : فصل نصف الدِّماغ عن الأعصاب وإستئصال جزء منه إلى خارج الجمجمة. نادرًا ما يتم اللجوء إلى هذا النوع من العمليَّات الجراحيَّة نظرًا للعوارض الجانبيَّة الناتجة.
Multiple subpial transaction : وهي عبارة عن قص ناعم للأعصاب في منطقة لا نتستطيع إستئصالها لأهميَّتها الوظيفيَّة على أمل أن نقطع المسالك التي توصل كهرباء الصَّرع دون إصابة الوظائف العصبيَّة.
"