أسباب النهضة الثقافية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
أسباب النهضة الثقافية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

أسباب النهضة الثقافية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 

الهجرة إلى تبوك

 
ويمكن أن نضيف إلى أسباب النهضة الثقافية سببًا مهمًا آخر؛ ألا وهو الوفود إلى تبوك والهجرة إليها من مناطق الوطن الأخرى. فقد أصبحت مدينة تبوك الناشئة مقصدًا للباحثين عن العمل، وجذبت إليها الآلاف من أبناء المملكة واستقطبتهم، وخصوصًا من مناطق جنوب المملكة حيث موئل الإبداع الأدبي. وكذلك استوطنها أبناء مدينة العلا التي تعد امتدادًا طبيعيًا لمنطقة تبوك نحو الجنوب، وقد قدمت الآلاف من المواطنين بسبب وظائفهم وأعمالهم، وذلك بعد بدء المشروعات التنموية فيها، خصوصًا بعد إقامة المنشآت العسكرية الضخمة فيها.
 
وغالبية الذين وفدوا إليها كانوا من الفئات المتعلمة والمثقفة، وكان منهم الشعراء والأدباء الذين أجروا ماء الحياة الثقافية في عروق المنطقة، وأسهموا في نشوء الحركة الأدبية وازدهارها فيها. وبرز من بين أبنائهم الذين وُلدوا وترعرعوا في تبوك أدباء أثروا الحياة الأدبية فيها. وفي بعض الأحيان كانت تبوك تمثل (مرحلة عبور مؤقتة) في حياة بعض الأدباء السعوديين الذين قُدر لهم أن يقيموا فيها فترة من الزمن، ثم رحلوا عنها، وبرزوا في مناطق أخرى  
 
ومن هؤلاء يمكن ذكر الشاعر الأستاذ عبدالله بن حمد الصيخان الذي وُلد في تبوك عام 1375هـ / 1956م  ،  وذَكَر في شعره لمحات ترمز إلى أيامه فيها، وبعضًا من معالمها، مثل: جبل (رايس).
 
ويمكن أيضًا ذكر الشاعرة خديجة العمري التي درست في معهد المعلمات في تبوك  وهناك كاتبة أخرى كانت تكتب في الصحف باسم مستعار هي بديعة الحربي  
 
وتزامن ذلك كله مع قدوم عشرات من الأساتذة العرب الذين عملوا في التعليم والتدريس، وأغنوا المنطقة بعلمهم، وأثروا الساحة الثقافية بقرائحهم، وأثّروا بنشاطهم الأدبي في مجموعة لا بأس بها من الشباب المتعلقين بأهداب الأدب، واحتضنوهم وأرشدوهم في انطلاقتهم الأدبية، ويُذكر من بين هؤلاء: د.محمد صالح الشنطي الناقد المعروف الذي كان يعمل مدرسًا بالمدرسة الثانوية في تبوك قبل حصوله على شهادة الدكتوراه، ومن ثَمَّ انتقاله إلى كلية المعلمين في حائل، ولقد تولى رعاية أصحاب المواهب الأدبية من طلابه، ووجههم إلى حب الأدب والتعلق به  .
 
ومن هؤلاء أيضًا: الأستاذ محمد أمين قرة علي الذي كان مدرسًا في المعهد العلمي بتبوك، وكان يقرض الشعر، فتأثر به طلابه وتلاميذه، وعلّمهم أصول نظم الشعر، وبذلك أسهم في قيام الحركة الأدبية في المنطقة  .
 
وكذلك الأستاذ أحمد مكي الجيلي؛ وهو شاعر من خريجي الأزهر، كان يعمل مدرسًا في تبوك، وكان ينظم أبياتًا ويطلب من طلابه معارضتها، واهتم بتنمية المواهب الأدبية عندهم  .  ومنهم الدكتور عبدالجبار الزيدي وهو شاعر من سورية أنشد القصائد في وصف تبوك، وتغنى بطبيعتها   
 
ونذكر أيضًا الدكتور الناقد محمود الحسيني الذي عمل أستاذًا في كلية المعلمين بتبوك منذ عام 1408هـ / 1988م، وكتب عددًا من الدراسات النقدية عن أدباء المنطقة. وإلى جانب قيام هؤلاء الأساتذة الأفاضل بالتدريس ونشر العلم، ورعاية شداة الأدب من طلابهم وتوجيههم، فقد شاركوا بأشعارهم في مناسبات كثيرة عاشتها تبوك، وخلدوا ذكرى أيامهم في تلك المدينة الجميلة.
 
 
شارك المقالة:
84 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
3

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook