أدوات الزينة للذكور بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
أدوات الزينة للذكور بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

أدوات الزينة للذكور بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
علاوة على ما يحرص عليه الرجال والشباب من اقتناء الجميل من الثياب ولبسه في المناسبات المختلفة، فإنهم يضيفون كثيرًا من أنواع الطيب وأدوات الزينة وبعض الحلي الملائمة لطبيعة الرجل، كما يحملون في أيديهم أو يتقلدون بعض الأسلحة، ويحمل بعضهم عصًا من نوع خاص أو مظلة أثناء سيره أو ذهابه إلى مناسبة معينة، ويتفاوت في هذا الأغنياء والفقراء ومتوسطو الحال، كما يختلف في ذلك رجال المدينة المنورة والحاضرة عن رجال الأرياف والبادية.
 
فعلى سبيل المثال: اشتهر بين أهل المدينة المنورة من العلماء والتجار ومتوسطي الحال أن يعلق أحدهم في أعلى الصديرية سلسلة تنتهي إلى ساعة  توضع في جيب الصديرية الأيسر، أو تدس في الحزام، وإن اختلف نوع الساعة والسلسلة بحسب لابسها، فقد وُجد من التجار من يستعمل الساعة المحلاة بالذهب والمربوطة بسلسلة ذهبية (من الذهب الخالص)، بينما يتورع العلماء عن مثل هذا، وتكون ساعاتهم معدنية عادية خالية من التذهيب بأي شكل، كما تكون السلسلة من الفضة أو مطلية بلون فضي من مادة أخرى، وكذلك يفعل غير القادرين على شراء السلاسل الذهبية والساعات غالية الثمن وإن لم يكونوا من العلماء أو الزهاد، وهذه العادة (تعليق الساعة والسلسلة) تقل بين أهل القرى وتنعدم بين رجال البادية بشكل عام.
 
كما كان الرجال يستعملون الخاتم من الفضة غالبًا، وقد يزين بفصوص الياقوت أو نحوها وإن وجد من الأثرياء من لبس الخواتم الذهبية. أما العلماء فإنهم كانوا يتحاشون ذلك، وكانت الخواتم التي يستعملها عامة الناس مصنوعة محليًا من الفضة وأحيانًا من النحاس أو غيره، إذ كانوا لا يستطيعون شراء الغالي من الخواتم.
 
وكان الرجال يحرصون أيضًا على الإمساك بالسُّبحة  التي كانت تصنع من مواد متعددة، وتستعمل أيضًا لأغراض مختلفة؛ فكان بعضها يصنع من الخرز، وبعضها يصنع من الخشب أو (اليسر)، وبعضها من البلاستك المقوى.. وغير ذلك، وكان بعض الرجال يمسكون بها للتدقيق في عدد التسبيحات والذكر، وبعضهم الآخر يمسك بها للتلهي وتحريكها في اليد لقضاء أوقات الانتظار في الغالب، بينما يحرص عليها آخرون من باب المبالغة في الزينة وإظهار الترف وبخاصةٍ إذا كانت من السبح النفيسة غالية الثمن، ويغلب هذا لدى الأثرياء وكبار الموظفين. وأيضًا كان هذا أقل بين رجال القرى، ويكاد ينعدم عند رجال البادية. وكان من مظاهر الزينة لدى الرجال في المدينة المنورة - وبخاصةٍ المتعلمون والطبقات العليا - وضع الأقلام بصورة بارزة في جيب الصديرية أو الثوب ليراها الآخرون فتدل على شخصية مقتنيها، وكانت مجالاً للمفاخرة؛ إذ نجد الأقلام غالية الثمن حكرًا على الأغنياء والموسرين، وكان مقبضها الخارجي من الذهب، كما كانت ريشة الكتابة من الذهب أيضًا، فيما كانت أقلام المتعلمين من غير الموسرين أقلامًا عادية، ولكن وجودها في جيب الثوب أو الصديرية ذو معنى؛ إذ تشير إلى أن صاحبها ممن يجيد القراءة والكتابة على الأقل، كما كانت الشمسية (المظلة) أيضًا في يد الرجل ذات معنى جمالي، فهي مكملة لزيه وأناقته، فكان العلماء والتجار والموظفون يحرصون على الإمساك بالشمسية عند خروجهم نهارًا أو في الأيام والليالي الممطرة، وكذا كانت العصي لدى بعض الوجهاء والعلماء تعني تمام الهيبة والوقار، فقد يمسك بها الرجل ولو لم يكن محتاجًا للاتكاء عليها، بل كانت من تمام المظهر وإبراز الهيبة أمام الناس.
 
أما رجال القرى والبادية - بشكل عام - فقد كانت الأسلحة هي التي تميزهم عن غيرهم في الغالب، وكانوا يتفاوتون ويتفاضلون بناءً على نوع السلاح الذي يتقلده أو يحمله كلٌّ منهم، فكانت تشاهَد السيوف والخناجر والبنادق وأحزمة الرصاص (الذخيرة) وما تتطلبه هذه الأسلحة من الأغلفة والأجربة المزينة بالذهب أو الفضة أحيانًا والمحلاة بالنقوش المختلفة، وكان أقل أنواع السلاح هو العصا التي يحملها ابن البادية لاحتياجه إليها وليس للتفاخر بها؛ وذلك نظرًا إلى طبيعة العيش في الصحراء وما تتطلبه من الدفاع عن النفس والاستعداد لجميع الاحتمالات، وكان الذي لا يحمل السلاح يوصف بالخور والجبن.
 
وكان الرجال أيضًا يستعملون بعض العطور والبخور ومواد الزينة مثل الكحل وأحيانًا الحناء، ولا سيما في القرى والأرياف وبعض البادية، فكانوا يخضبون أيديهم وأرجلهم بالحناء خصوصًا في المناسبات والأعياد. وقد كان سكان البادية وبعض أهل القرى يطيلون شعورهم، ومنهم من ينسدل شعره إلى كتفيه، ومنهم من يرسله ضفيرتين على جانبي رأسه  .  أما رجال الحضر وشبابه فكانوا أكثر استعمالاً للطيب من بقية مواد الزينة وإن كان الشباب والتجار أكثر استخدامًا للعطور المستوردة من أنواع (الكلونيا) المختلفة، بينما يحرص العلماء على أنواع الدهون العطرية مثل: دهن العود والصندل والمسك والورد، التي يصنع بعضها محليًا (الورد مثلاً). ويستورد بعضها الآخر من الهند وبعض دول جنوب شرق آسيا.
 
شارك المقالة:
41 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook