الرَّحِم لغةً: من رَحِم المرأة، الذي هو موضع الجنين، ومنه استُعيرت لفظة الرحم كنايةً عن القرابة الناشئة عن التوالد، وكأنه يُراد بذلك أن من كانت بينهم قرابة رحمية فهم خارجون من رحمٍ واحدٍ، والمراد بالرَّحم في هذا الموضع: الأقارب من جهتَي الأم والأب على حدٍ سواء.
تعني صلة الرحم في الاصطلاح: الإحسان إلى الأقارب بالقول والفعل الذين تربطك معهم رحمٌ، ويكون ذلك من خلال زيارتهم، والسؤال عن أحوالهم وتفقّدهم، ومساعدة من يحتاج للمساعدة منهم، والسعي في تيسير مصالحهم وإتمامها إن كان ذلك متوفراً.
ورد في سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث التي تدعو إلى صلة الأرحام وحرمة قطيعتها، وإن دلَّ ذلك على شيءٍ فإنما يدلُّ على أهميّة صلة الرحم في الإسلام وعظمتها، وضرورتها في تكاتف المجتمعات وتماسكها وتعاضدها، ومما جاء من الأحاديث الصحيحة في هذا الموضوع من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يلي:
صلة الرَّحم واجبةٌ شرعاً، وقد ثبت وجوبها بالقرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء، فمن كان له رحمٌ وجب عليه وصلها والإحسان إليها، إلا أن يكون في رحمه من يُجاهر في معصية الله ويعادي أولياءه، ويُظهر العداء للإسلام وأهله فحينها يجب مقاطعته حتى يعود عن ذلك، والرَّحم التي يجب وصلها هي: أصحاب الرَّحم المحرمة من جهة الأم والأب، وهم كل من يحرم التزواج بينهم لو كانوا إناثاً وذكوراً، كالرجل وعمته أو خالته أو أخته أو ابنة أخته أو ابنة أخيه، والرجال الأقارب الذين لو فُرض أحدهم أنثى حرُم التزاوج بينهما؛ كالرجل وعمه أو خاله أو شقيقه أو ابن شقيقه أو ابن شقيقته وهكذا.
موسوعة موضوع