أبو ذرّ الغفاري

الكاتب: مروى قويدر -
أبو ذرّ الغفاري

أبو ذرّ الغفاري.

 

كان الصحابيّ أبو ذرّ الغفاريّ -رضي الله عنه- من السابقين إلى الإسلام، فقد قيل إنّه خامس من أسلم، واسمه في المشهور من كتب التاريخ جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن عفان، كان -رضي الله عنه- أسمر البشرة ضخم البنية كثّ اللحية، هاجر إلى المدينة المنوّرة بعد هجرة الرسول وجاهد معه، كان من أصحاب الفتوى في خلافة أبو بكر وعمر وعثمان، توفي -رحمه الله- في السنة الحادية والثلاثين من الهجرة، وقيل في الثانية والثلاثين، وصلّى عليه عبد الله بن مسعود.

 

إسلام أبي ذر

 

ورد في إسلام أبي ذر أكثر من روايةٍ، بيد أنّ هذه الروايات تجتمع في سعيه باحثاً عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، ومحاولاً الاستماع له، ومن هذه الروايات أنه عندما سمع بقصة الرسول طلب من أخيه أن يذهب إلى مكة، ويأتيه بالأخبار عن القول في مبعث النبيّ، فلمّا عاد أخوه إليه أعلمه أنّه رجلٌ يأمر بمكارم الأخلاق وكلامه ليس من الشعر، فلم يكتفِ أبو ذر من خبر أخيه، فانطلق إلى مكّة باحثاً عن الرسول بلا معرفةٍ له بشكله، ولم يُرد أن يسأل أحداً عنه لعلمه بموقف قريش منه، فبقي على ذلك ثلاثة أيامٍ حتى أتاه علي بن أبي طالبٍ واستفسر منه عمّا يُريد وقد عرف أنّه غريبٌ، فسأله عن النبيّ، فردّ علي أنّه حقٌّ، وأنهّ رسول الله، فسار به إلى النبيّ، فما لبث أن سمع من الرسول حتى أسلم في مكانه، ثمّ خرج في الجمع وصرخ عالياً بالشهادة، فضربوه القوم حتى سقط، وأنقذه العباس، ثمّ رجع في اليوم التالي وأعاد الكرّة، فأنقذه كذلك العباس وهو يقول إنّه من غفار وهي على طريق تجارتكم إلى الشام.

 

فضل أبي ذر وشهادة الرسول له

 

تُعتبر شهادة الرسول في شخصٍ ما، شهادة حقٍّ لا يأتيها باطلٌ، كيف لا وهو الصادق الأمين والإنسان الكامل الذي لا يُحابي، إنّه الرسول الذي لا ينطق عن الهوى، وقد كان أبا ذر ممّن نالوا هذا الشرف العظيم، حيث قال الرسول: (ما أظلَّتِ الخضراءُ، ولا أقلَّتِ الغبراءُ، من ذي لهجَةِ أصدَقُ، ولا أوْفَى، من أبي ذرٍّ شِبْهُ عيسى بنِ مريمَ)، إضافةً إلى ما سبق فقد امتلك أبو ذر العديد من الفضائل والتي جعلت له منزلةً عظيمةً في الإسلام، كحرصه على متابعة رسول الله وعدم مخالفته ومُبايعته على ألّا يخاف في الله لومة لائمٍ، كما عُرف عنه الزهد في الدنيا والصدق في القول والعمل، وقد بلغ من العلم مبلغاً كبيراً.

شارك المقالة:
84 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook