قام الصحابي الجليل أبو بكر الصديق بعديدٍ من الأعمال النافعة للمسلمين، وفيما يأتي بيان أهمّها:
يعدّ أبو بكر الصديق عَلَماً من أعلام الأمّة وبطلاً من أبطالها، فهو صحابيٌ جليلٌ من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واسمه عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو القرشي، وقد أجمعت الأمة على تلقيبه بالصدّيق؛ لمبادرته بتصديق الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وُلد بعد عام الفيل بسنتين ونصف، وقد وصفته ابنته عائشة -رضي الله عنها- بأنّه كان أبيض نحيفاً، خفيف العارضين، ومنحني الظهر قليلاً، وورد في فضله العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، وكان من الصحابة الذين شهدوا المشاهد كلّها مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومنها: بدر، وأحد، والخندق، وغيرها، وقد أنفق من ماله بعد إسلامه ما يساوي أربعين ألفاً في الصدقات، وأعتق العبيد من المسلمين.
إنّ لبعض الناس طبيعةً غليظةً جافّةً، ولبعضهم الآخر قلبٌ رقيقٌ رحيمٌ رحمةً فطريةً لا تكلّف فيها، وقد كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- من النوع الثاني، وكانت رقّة قلبه تنعكس على حياته الشخصية، وعلى علاقته بالناس، ومن ذلك أنّه لم يكن يملك عينيه عن البكاء عند قراءة القرآن الكريم، وكان يشفق على المستضعفين من المسلمين في مكة، حيث روى عنه عبد الله بن الزبير فقال: "كان أبو بكر يعتق على الإسلام في مكة"، أي أنّه كان إذا أسلم أحدٌ من الرجال أو النساء بادر بشرائه وإعتاقه، ولمّا استشاره الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في أسرى بدر تحدّث عنهم وكأنّهم صحابته لا أسرى لديه، فأشار على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأخذ الفدية منهم، عسى الله أن يهديهم فيكونوا عوناً للمسلمين.
موسوعة موضوع