آثار وصفات الأنبياء

الكاتب: مروى قويدر -
آثار وصفات الأنبياء

آثار وصفات الأنبياء.

 

 

الأنبياء:

 

الأنبياء هم النجوم التي تزيل الظلمة في كل زمانٍ ومكانٍ، وهُم مَن اختارهم الله عزّ وجلّ؛ لحمل رسالته للنّاس أجمعين، وشرح صدورهم، وإظهار الحق والخير لهم، فالعباد يرون النبي قدوةً لهم فيتّبعونه، ومن أبرز الصفات التي امتاز بها الأنبياء أنّهم أرحم خلق الله بعباده، وكان خاتم الرحمة محمدٌ -صلّى الله عليه وسلّم- الذي اختاره الله عزّ وجلّ؛ لحمل آخر الرسالات السماوية، حيث قالُ الله -عزّ وجلّ- في مُحكم آياته: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- كان رحيماً حتى في أشدّ اللحظات وأصعب الأوقات، فالأنبياء هُم من تجاوزت رحمتهم المدى، فلم يُعرف لهم مثيلٌ في الوجود، فقد كانت رحمتهم كبيرةً حتى شملت المُذنبين، فقد كانوا يُعاملونهم باللطف، ويُرشدونهم بالموعظة الحسنة، ويأخذوا بأيديهم إلى طريق الهداية، ومقياس حب المؤمن الصادق للأنبياء يكون باتّباع أثرهم، واجتناب كلّ ما اجتنبوه وأمروا الناس باجتنابه، وقد أرسل الله -عزّ وجلّ- الرسل والأنبياء للنّاس؛ حتى لا يكون لهم على الله حجّةٌ يوم القيامة، حيث يقول الله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّـهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، أي قد جاءكم النبي؛ ليُرشدكم إلى طريق الهداية، ويبيّن لهم الدين الذي ارتضاه الله -عزّ وجلّ- لعباده؛ وبذلك يتبيّن أنّه على قدر اتباع الإنسان لأمر الله -تعالى- يكون حظّه من الرضا، والسعادة، والاطمئنان.

 

آثار الأنبياء:

 

آثار الأنبياء -عليهم السلام- كثيرةٌ ومتعدّدةٌ، وتوجد في أماكن مختلفةٍ، وفيما يأتي بيان البعض منها:

  • قبر النبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، حيث حُفِر قبره في حُجرة أُم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وكان من التراب بارتفاع لم يتجاوز الشبر، ممّا يعني أنّه دُفن داخل بيته، ولكن عندما قام الوليد بن عبد الملك بتوسيع المسجد النبوي لم يُدخل البيت إلى المسجد، وكان فعله ذاك غير صحيحٍ؛ لأنّه أوهم الناس أنّ القبر داخل المسجد، ودُفن بجوار النبي -صلّى الله عليه وسلّم- صاحبيه؛ أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وتجدر الأإشارة إلى أنّه لا يجوز اتّخاذ قبر النبي -صلّى الله عليه وسلم- للعبادة من دون الله.
  • مقام إبراهيم الخليل عليهِ السلام، فقد قال الله عزّ وجلّ: (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)، فالآيات البيّنات هي مكان قدميّ الخليل إبراهيم عليهِ السلام، وحجم المقام كالمكّعب، بارتفاع عشرون سنتيمتراً، وكان المقام في عهد إبراهيم -عليه السلام- ملاصقاً للبيت الحرام، فيُمكن أن يكون وضعه عند الكعبة عندما فرغ من بناء البيت، أو أنّه انتهى بالبناء عند المقام؛ لذلك أمر الله -تعالى- بالصلاة عند المقام عندما ينتهي المعتمر والحاجّ من الطواف، وبسبب الضيق تم تحويل المقام للشرق، وأجاز العلماء ذلك الفعل للضرورة.
  • قَبر موسى عليهِ الصلاة والسلام، فعندما حضرت الوفاة نبي الله موسى عليه السلام، سأل الله -عزّ وجلّ- أن يُدنيه من الأرض المقَدّسة رمية حجر، بحيث يكون بينه وبين الأرض المقدسة مقدار رمية الحجر، حيث روه أبو هريرو أنّ النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- قال: (فلو كنتُ ثَمَّ لأريتُكُم قبرَهُ، إلى جانبِ الطَّريقِ، عندَ الكَثيبِ الأحمَر)، وورد عن العلماء في تحديد الأرض المقدّسة عدة أقوالٍ، فمنهم من قال بأنّها المسجد الأقصى؛ وسميت بهذا الاسم لأنّها مكانٌ يجتمع فيه الصالحون، حيث استقرّ فيه عدد من الأنبياء والصالحين، وقيل: الطور وما حوله، وقيل: الأرض المقدّسة هي فلسطين، ودمشق، وجزءٌ من الأردن، وبذلك يكون قبر موسى -عليه السلام- قريباً من فلسطين وليس بداخلها.

 

صفات الأنبياء:

 

أراد الله -عزّ وجلّ- أن يكون الأنبياء وحملة الرسالة من البشر؛ أي أن يكون الداعي من جنس المدعو، فالأنبياء والرسل لا يملكون صفاتٍ خارقةٍ أو قُدراتٍ مختلفةٍ عن قدرات باقي البشر، حيث يعتريهم ما يعتري الناس من المرض، و الجوع، والخوف، والحاجة، والنوم، ولا يعلمون من علم الغيب إلّا القدر الذي أراد الله -تَعالى- أن يُطلعهم عليه، ولا يملكون النفع أو الضرّ للناس، ولا حتى لأنفسهم، حيث جعلهم الله -تعالى- من أكمل الناس خُلُقاً، وإيماناً، وعِلماً؛ ليقتدي بهم الناس في خُلُقهم الحسن، وطاعتهم لله عزّ وجلّ، فالنبي إذا قال صدق، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أصابه الخير شكر، وخصّ الله -عزّ وجلّ- أنبياءه ورسله بعدّة أمورٍ؛ منها: العصمة عن الخطأ في أمور الدين؛ فلا يقولون إلّا حقاً، وحرّم الله أن تُنكح زوجاتهم من بعدهم، كما إنّ رسالتهم واحدةٌ؛ وهي التوحيد ونفي الشريك عن الله -عزّ وجلّ- فلا معبودٌ بحقٍّ سوى الله، ومن كمال حكمة الله -تعالى- أن أرسلهم ليعلّموا الناس المنهج الذي يجب عليهم اتّباعه لنيل رضا الله تَعالى، حيث تحمّلوا ألواناً من الأذى والعذاب والسّخرية؛ في سبيل نشر التوحيد، فثبتهم الله حتى أوصلوا الرسالة وفازوا برضوان الله ومحبته، وعلى المؤمن أن يحرص على اتّباعهم في القول والفعل، للوصول الى طريق الهداية، ودخول جنات النعيم مع الأنبياء والمُرسلين في الآخرة، وعلى المؤمنين بالرسالات العمل على نشرها.

شارك المقالة:
71 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook