تشمل هذه الفترة المراحل الحضارية الواقعة بين نهاية فترة العصر الحجري الحديث وبداية الاستيطان البشري ومعرفة الإنسان للكتابة وفترة ظهور الإسلام في الجزيرة العربية، ولعل من أبرز المظاهر الحضارية التي تعود إلى هذه الفترة في المنطقة المواقع الآثارية التي لم يتم الكشف عنها بعد، ولكن المساحة الجغرافية التي تحتلها وطبيعة الملتقطات السطحية التي عثر عليها في بعض هذه المواقع، والتي منها موقع زبيدة، تؤكد ذلك.

 

كما أن هناك العشرات، بل المئات، من المواقع الآثارية التي هي مواقع مطمورة تحت سطح الأرض، وأخرى واضحة المعالم، مثل: المنشآت الحجرية المختلفة، ومواقع التعدين، واستخلاص المواد الطبيعية الخام؛ لاستعمالها في أمور الحياة اليومية   

 

كما أن من أبرز المعالم الحضارية الموجودة في المنطقة التي يرجع بعضها إلى هذه الفترة الحضارية، مواقع الرسوم الصخرية  التي صورت فيها المجتمعات البشرية مناظر عدة من واقع حياتها المعيشية، والتي منها مناظر الصيد، ومطاردة الحيوانات، وركوب الجمال، وكذلك رسم عدد من أنواع الحيوانات الموجودة في ذلك الوقت ونحتها: كالغزلان، والجمال، والنعام، والذئاب، والكلاب  

 

وقد عرفت المجتمعات البشرية في هذه الفترة صناعة الفخار وصهر المعادن لصناعة الأدوات المعدنية التي يمكن استخدامها في جوانب الحياة المختلفة، والتي دلت عليها عشرات مواقع التعدين التي استخرج منها الحديد، والذهب، والنحاس، والقصدير، وغيرها؛ بل إن أعمال البحث والتنقيب عن المعادن في الوقت الحاضر غالبًا ما تسترشد بمواقع التعدين القديمة للوصول إلى المناطق التي تتوافر فيها كميات كبيرة من المواد الخام.