آثار فترة الممالك العربية في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
آثار فترة الممالك العربية في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

آثار فترة الممالك العربية في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.

 
تشتمل آثار فترة الممالك العربية على شواهد أثرية متنوعة، أبرزها: المواقع الأثرية، والنقوش، والرسوم الصخرية، والأبنية السكنية، والمنشآت الدينية، والآبار، وما تشتمل عليه هذه العناصر عدد من الآثار المنقولة. والواقع أن منطقة القصيم تفتقر إلى الدراسات الأثرية والمسوحات الميدانية التي تميط اللثام عن آثار الفترة السابقة للإسلام. ويعد موقع زبيدة الذي أجرت فيه وكالة الآثار والمتاحف عدة مجسات اختبارية بين عامي 1397 و 1398هـ / 1976 و 1977م الموقع الوحيد الذي درس جزئيًا حتى الوقت الراهن. وهو يقع على الضفة الشمالية من وادي الرُّمة بين مدينتي بريدة وعنيزة، على الجهة اليمنى لسالك الطريق الأسفلتي من بريدة إلى عنيزة، على بعد نحو 800م من الجسر المقام فوق وادي الرّمة  .  ويتميز الموقع بخصوبة تربته وكثرة مائه؛ وذلك لقربه من بطن الوادي الذي يجتمع فيه الطمي والرمال التي يحملها الوادي معه وقت جريانه  .  وتشير الدلائل إلى أنها قديمة العمارة، وعثر فيها على آثار مدنية؛ وهذه تدل على أنها كانت مدينة معمورة في وقت سابق لظهور الإسلام  ،  ومن ذلك عدد من الأسوار المعمارية يحتوي بعضها على أحجار متوسطة الحجم، وبعضها الآخر يحتوي على قوالب جصية مربعة الشكل طول ضلعها 35سم  ،  وربما كانت إحدى القريتين اللتين كانتا لطسم وجديس، حيث ذكر أنهما كانتا في تلك المنطقة، ثم استمرت فيهما العمارة مزدهرة إلى ما بعد ذلك، وكانت إحداهما تسمى (ذات أبواب)  
 
ونظرًا لأهمية الموقع من الناحيتين التاريخية والأثرية، فقد أدرج في قائمة المسح الشامل للمملكة تحت رقم 206 - 7 ابتداءً من عام 1397هـ / 1976م، وقد دلت النتائج الأولية للمسوحات الأثرية على أن الموقع يرجع إلى فترة قد تكون هلنستية  وبعد إجراء بعض المجسات الأثرية في عامي 1398 و 1399هـ / 1977 و 1978م تبينت معلومات ذات قيمة كبيرة، من حيث معرفة التسلسل الطبقي للموقع، حيث وجد أنه مرّ بمرحلتي استيطان رئيستين: أقدمهما تمثلها طبقتان من التربة الرمادية اللون، وتحتوي على كِسَر قليلة من الفخار الخشن الذي يعود إلى الفترة الهلنستية، أما المرحلة الأحدث فتمثلها خطوط حجرية تشبه المقابر مصحوبة بكسر فخارية. كما مكنت تلك المجسات الاختبارية من معاينة الظواهر المعمارية المكونة من الجدران المبنية من الأحجار  ،  ويمكن القول إن هذا الموقع (يشكل إحدى المحطات التجارية القديمة على الطريق الذي يصل وسط الجزيرة ببلاد الرافدين وفارس)  
 
ولقد كشفت الدراسة المبدئية لفخار الموقع عن ثلاثة أنواع رئيسة: أكثرها نوع ممزوج بالقش، ويبدو ضعيف الاحتراق وعجينته سميكة وذات لون أسود أو رمادي داكن، في حين اكتسب السطح لونًا أحمر أو أصفر برتقاليًا بفعل التأكسد، والنوع الثاني الأقل شيوعًا هو الفخار الممزوج بحبيبات خشنة، وهو كسابقه بالدرجات المختلفة نفسها من الاحتراق، وأما النوع الثالث من الفخار فيتمثل في تلك الكسر التي تبدو عجينتها ممزوجة بالقش والحبيبات الخشنة معًا  .  ومما يلاحظ أن النمط السائد في زخرفة فخار زبيدة، هو الزخرفة المحزوزة، في حين تعد الزخرفة بالألوان نادرة للغاية، ويبدو أن معظم فخار درب زبيدة كان مطليًا، ولا سيما تلك الكسر المطلية بطبقة حمراء لامعة، والتي ربما تنتمي إلى زبديات متنوعة. على أن أبرز ما يميز المعثورات الفخارية التي عثر عليها في موقع زبيدة مجموعة من ثلاث قطع ذات زخارف أو رسومات سوداء يحتمل أنها تمثل بعض العملات الرمزية أو القطع النقدية   
 
وبالإضافة إلى كسر الأواني الفخارية تم العثور على عدد محدود من المعثورات الأخرى كعظام الحيوانات، وخبث المعادن، ورأس سهم من النحاس أو البرونـز لا يزال في حالة جيدة، ومجموعة من شظايا النحاس أو البرونـز الصغيرة. إلى جانب شظية معكوفة لأنبوب نفخ مصنوع يدويًا من فخار أسود خشن، سطحه ذو لون أصفر برتقالي  . 
 
شارك المقالة:
40 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook