من هو بن علي يلدرم ؟

بن علي يلدرم هو سياسي تركي و مهندس في نفس الوقت و من أقرب المقربين من الرئيس رجب طيب أردوغان ، وهو أيضاً الرئيس الثالث لحزب العدالة و التنمية الحاكم في تركيا ، كما أنه الرئيس رقم 28 للبرلمان التركي ، و قد بدأ خدمته في رئاسة حزب العدالة و التنمية في عام 2016 ، هو رجل إنجاز المشاريع في تركيا ، كان وزير النقل و البحرية و الاتصالات لأكثر من مرة.

نشأته و دراسته

ولد بن علي يلدرم في 20 ديسمبر من عام 1955 ، أبوه اسمه دورسون و أمه اسمها باهار ، و هو ثاني مولود من أصل سبعة لوالديه ، و قد ولد في مدينة أرزينجان في منطقة رفاهيي و حي باغلي كايي ، فقد أمه عندما كان في عمر 16 سنة حيث توفيت و هي بعمر 38 سنة.

بعد إنهاء تعليمه الاعدادي في مدرسة بيري ريس في عام 1970 ، و أيضا تعليمه الثانوي في ثانوية قاسم باشا في عام 1973 ، درس و تخرج من جامعة اسطنبول التقنية من كلية بناء السفن و العلوم البحرية و فيها أيضاً أجرى الدراسات العليا.

بعد ذلك و بين عامي 1978 و 1993 عمل بإدارة المديرية العامة التركية للسفن و حوض بناء جاميالتي للسفن.

يلدرم الذي تدرب في الجامعة البحرية العالمية WMU للمنظمة البحرية الدولية IMO في السويد بين عامي 1990 و 1991 هو في نفس الوقت متخصص في إدارة الحياة و أمن الممتلكات في البحر ، وخلال هذا التدريب أمضى ما مجموعه 6 أشهر في الدول الاسكندنافية وعدة بلدان في أوروبا مع خبراء الإدارة البحرية في الموانئ.

ما هي انجازات بن علي يلدرم المهنية؟

إدارة المديرية العامة للنقل البحري

بعد تخرجه ، كان بن علي يلدرم المدير العام لحافلات اسطنبول البحرية (IDO) بين عامي 1994 و 2000 ، و خلال هذه المهمة قام بالتوقيع على مشاريع مهمة في اسطنبول تخص وسائل النقل العام البحري.

قام لمصلحة اسطنبول و ضمن الخطوط البحرية لاسطنبول-يلوا و باندرما و خطوط عدنان مندريس للنقل البحري السريع بتأسيس و تشغيل 29 مرفأ ، 22 باص بحري ، 4 سفن نقل ركاب IDO ، و أيضاً معهد نقل بحري.

نال جائزة الجودة التي منحها نادي SKAL الدولي بسبب مساهمات النقل البحري والسياحة في عام 1999 التي كان له الدور الرئيسي فيها.

منصبه كنائب

في الفترة التي كان فيها مدير عام شركة النقل البحري IDO و في انتخابات تركيا المحلية لعام 1994 أقام علاقة وثيقة و أصبح من المقربين من رجب طيب أردوغان حيث انتخب رئيساً لبلدية اسطنبول حتى انتهاء مهمته في عام 1998.

انضم إلى حزب العدالة والتنمية المحافظ الذي تأسس في 14 أغسطس 2001 ، وأصبح أحد الأعضاء المؤسسين فيه ، و في الانتخابات العامة لعام 2002 نجح في دخول البرلمان التركي كنائب مرشح عن حزب العدالة و التنمية و كان ذلك نصراً له و للحزب.

دخل البرلمان التركي مرة أخرى كنائب ممثل عن مسقط رأسه أرزينجان و ممثلا عن حزب العدالة و التنمية هنالك ، و في عام 2011 دخل البرلمان للمرة الثالثة كممثل رئيسي عن ولاية إزمير التركية .

وزارة النقل و البحرية و الاتصالات

لقب يلدريم باسم وزير النقل الثابت التابع لحزب العدالة والتنمية لأنه شغل منصب وزير النقل والمواصلات البحرية والاتصالات لمدة تقرب من 11 عامًا دون انقطاع. وهو أيضا الشخص الذي دام الأطول في هذه الوزارة.

شغل يلدرم منصب وزير النقل من نوفمبر 2002 إلى نوفمبر 2011. اضطر لمغادرة هذا المنصب لمدة 3 أشهر بسبب أنه بقي في نفس المنصب لثلاث مرات و هذا ما كان يتنافى مع القانون المطبق.

من عام 2011 وبعد شغل منصبه في وزارة النقل و الاتصالات البحرية - في الحكومات التي أسست من قبل رجب طيب أردوغان و أحمد داوود أوغلو- صرح يلدرم على موقعه الشخصي أنه خلال فترة تواجده في الوزارة قد تم إنشاء 17500 كيلومتر من الطرق الرئيسية ، 29 مطار و 1213 كيلومتر من خطوط القطار عالي السرعة ، خلال وجوده في وزارة النقل بلغت قيمة الاستثمارات التي أنشأها حوالي 225 مليار ليرة تركية.

و في المجمل فإن هذا الرجل قد أكسب تركيا 24 ألف و 280 كيلومتر من الطرقات العادية و من أعمال الطرق السريعة.

دراسات البنية التحتية وتوسيع شبكات السكك الحديدية

في نهاية عام 2003 ، بلغ طول الطرق المقسمة بين الولايات والطرق الإقليمية في البلد 4387 كيلومترا ، وطول الطرق السريعة 1714 كيلومتراً ، وبحلول عام 2013 بلغت هذه الأطوال 20807 كيلومتر و 2244 كيلومتر على التوالي و هذا مع إنشاء طريق بطول 16420 كيلومتر و 530 كم على التوالي.

في عام 2007 ، أتم بن علي يلدرم مشروع قناة جبل بولو الذي كان قد بدأ في عام 1993 ، وأيضاً تم الانتهاء من مشروع نفق نفيسة أكشيليك الذي كان قد بدأ العمل به في عام 2000 .

في عام 2011 تم تأسيس القواعد لبناء نفق أوراسيا و نفق كوناك التي لا تزال قيد الانشاء حتى الآن.

بين عامي 2003 و 2014 ، تم تشييد 84 نفق أحادي بطول 41.2 كم على الطرق الحكومية والإقليمية ، و 46 أنفاق مزدوجة بطول 86.9 كم ، نفق أحادي بطول 1 كم على الطرق السريعة و 12 أنفاق مزدوجة بطول 21.1 كم ، ، كما تم انجاز 151 نفق أحادي بطول إجمالي 64.3 كلم و 75 نفق مزدوج بطول 135.8 كم.

بين عامي 2003 و 2013 أشرف يلدرم على بناء 1608 جسراً يبلغ طولها الإجمالي 114.2 كيلومتراً ، في حين تم الانتهاء من أعمال صيانة وإصلاح لجسور بلغ عددها 609.

في عام 2003 قامت الحكومة البدء بوضع أول خط قطار فائق السرعة قيد الخدمة و قد كان يلدرم بنفسه موجوداً خلال أول تجربة للقطار في تاريخ 4 يناير من عام 2004 .

تم الانتهاء من أعمال الترميم لطرق السكك الحديدية الحكومية في المرحلة الأولى من المشروع لتسريع الطريق بين أنقرة واسطنبول ، و لدى تجديد السكك و العربات و المقصات تم صرف مبلغ قيمته 7 ترليونات و 500 مليار ليرة تركية ضمن هذه الخطوة ، و لدى العمل لزيادة السرعة القصوى للمركبات التي تعمل بالكهرباء تمت زيادة السرعة القصوى للقطارات التي تعمل مع العربات الممتازة إلى 150 كيلومتر في الساعة.

في عام 2014 بدأ خط اسطنبول-أنقرة للسكك الحديدية عالية السرعة خدمته. أما بالنسبة للخط عالي السرعة بين أنقرة و كونيا فقد بدأ العمل به في عام 2006 و انتهى انجازه في عام 2011 .

مشروع مرمرة وصل بين طرفي آسيا و أوربا ضمن مدينة اسطنبول عن طريق سكة حديدية تمر من تحت البحر. جسر يافوز سلطان سليم ، قناة أوراسيا ، جسر عثمان غازي أيضاً أنجزت بإشرافه إضافة إلى العديد من مشاريع الأنفاق.

بن علي يلدرم و قطاع الطيران

قال بن علي يلدرم أن """" مطارات تركيا لن تبقى عاطلة عن العمل ، سنفتح المطارات لخدمة الناس """" و مع كلماته هذه بدأت الدراسات للتقدم في هذا المجال.

خلال كونه وزيراً زاد عدد المطارات من 26 مطاراً عاملا ً إلى 55 مطار ، كما زاد عدد المسافرين بواسطة الطيران من 34.4 مليون إلى 182 مليون مسافر ، مما سبب رفع ترتيب قطاع الطيران التركي إلى المرتبة الخامسة عالمياً ، بلغت نسبة النمو في الاقتصاد التركي 15 بالمئة أيضاً بفضله.

قام يلدرم أيضاً بفتح مطارات كل من توكات ، كهرمان مرعش ، سيفاس ، غازي عينتاب بعد أن كانت مغلقة. و في عام 2006 قام بافتتاح مطار دولي في ازمير سماه مطار عدنان مندريس الدولي ، بالإضافة إلى ذلك و في عام 2014 أشرف يلدرم على إنجاز قسم الطيران الداخلي في نفس مطار ازمير الدولي.

خلال فترة توليه منصبه تم فتح العديد من المطارات في تركيا ، و علاوة على ذلك ففي عام 2018 سيتم انجاز مشروع أكبر مطار في العالم و هو مطار اسطنبول الجديد الذي يتم انجازه و العمل عليه حالياً. و تبعاً لهذا الانفتاح و التطور في قطاع الطيران فقد قامت العديد من شركات الطيران الخاصة بدخول السوق و العمل في هذا القطاع.

المشاريع البحرية

إن مشروع قناة اسطنبول الذي سيربط البحر الأسود ببحر إيجه هو واحد من أهم مشاريع حزب العدالة و التنمية و الهدف منه تخفيف حركة السفن التي تمر في مضيق البوسفور ، و إن موقع و بيانات المشروع غير واضحة حتى الآن.

بداية المشروع كانت في عام 2009 حيث طرحت فكرة يلدرم الخاصة بانشاء هذه القناة ، و في عام 2011 أعلن عن المشروع بشكل رسمي من قبل رجب طيب أردوغان.

في عام 2016 أفاد يلدرم أن التحضيرات للمشروع قد انتهت و أن هنالك 5 طرق يمكن للمشروع أن ينفذ وفقاً لها.

قال يلدرم بهذا الخصوص """" هنالك عدة طرق للتنفيذ و من المؤكد أنه واحدة منها ستتم"""" ، و أفاد بأنه يوصي المواطنين ألا يقامروا بخصوص هذه المسألة.

بعيداً عن مشروع قناة اسطنبول أشرف على الطرق المائية وزيادة عدد خدمة العبارات في تركيا ، ففي عامي 2013 و 2014 بدأت عبارة الخليج الجديدة للسيارات العمل بالنقل من اسطنبول إلى إزمير وذلك على خط بستانلي المائي ، تم افتتاح ميناء العبارات الجديد التابع لشركة IDO في يالوفا في عام 2016 أيضاً.

في عام 2015 افتتح برنامجاً من أجل تدريب الطلاب على العلوم البحرية و خاصة للنساء في خطوة يفترض أن تنعكس بإيجاد فرص أكبر لهن في هذا المجال.

مهامه السياسية اللاحقة

دور يلدرم كمستشار لأردوغان

بتاريخ 5 يونيو من عام 2014 تم تعيين بن علي يلدرم كمستشار خاص لرجب طيب أردوغان الذي كان في وقتها زعيم حزب العدالة و التنمية و رئيساً لوزراء تركيا ، و هذا بعد أن كان توقف عن مهامه في وزارة النقل و البحرية والاتصالات في عام 2013.

خلال الانتخابات الرئاسية في عام 2014 التي نجح فيها أردوغان بنسبة 51.79% كان ليلدرم دور مهم ، و تابع دوره كمستشار غير رسمي لأردوغان حتى حزيران من عام 2015 ، و نوفمبر من عام 2015 انتخب عضواً رسمياً في البرلمان التركي ، و في هذه الفترات أظهر دعمه اللامتناهي و كان من أقرب المقربين من أردوغان.

ترشيحه لرئاسة بلدية إزمير

في الانتخابات المحلية التركية لعام 2014 رشح بن علي يلدرم نفسه لمنصب عمدة بلدية إزمير كنائب عن حزب العدالة و التنمية ، و كان ينظر عندها لإزمير على أنها حصن حزب الشعب الجمهوري المعارض CHP بسبب عدد المؤيدين لهذا الحزب هنالك ، و في تلك الانتخابات وعد يلدرم الناخبين بأنه و في حال انتخابه سيقوم بعدد من المشاريع في إزميريساوي رقم لوحة تسجيل السيارات المخصص لإزمير و هو 35 ، ومن بين هذه المشاريع مشروع الخليج الانتقالي الذي سيربط بين جانبي إزمير ويبلغ متوسط الكلفة المتوقعة له حوالي 3.5 مليار ليرة تركية.

بعض الاستبيانات التي أجريت في عام 2013 أظهرت أن يلدرم قد يتغلب على حزب الشعب الجمهوري بفارق نقطة واحدة ، و مع ذلك احتل يلدرم المرتبة الثانية بنسبة 35.9% من الأصوات و ربح خصمه عزيز كوجا أوغلو بنسبة 49.6% من الأصوات.

و في الانتخابات التركية المحلية لعام 2009 رفع يلدرم نسبة التصويت لصالح حزب العدالة و التنمية من 30% إلى 36%.

وبعد الانتخابات ، أعرب يلدرم عن تقديره للمقاطعات الست التي انتخب فيها حزبه في المقام الأول وذكر أن الخدمات المقدمة إلى هذه المقاطعات ستزداد ، و في أعقاب استقالة أحمد داوود أوغلو في عام 2016 ، صرح محافظ إزمير كوجا أوغلو بأن رئيس الوزراء من بعد داود أوغلو يفضل أن يكون يلدرم نفسه.

توقعات ترؤسه لحزب العدالة و التنمية

خلال الفترة التي كان فيها أحمد داوود أوغلو رئيساً لمجلس الوزراء ، ظهرت مزاعم تقول بأن الرئيس التالي لحزب العدالة و التنمية سيكون بن علي يلدرم ، على وجه الخصوص في المؤتمر الاعتيادي الخامس لحزب العدالة و التنمية الذي عقد في 12 سبتمبر من عام 2015 حيث ازدادت مطالبات يلدريم بالتنافس مع داود أوغلو للرئاسة العامة لحزب العدالة والتنمية.

نفى ذلك المتحدث باسم العدالة و التنمية بشير أتالاي و قل بأن المرشح الوحيد للحزب هو أحمد داوود أوغلو.

رئاسة حزب العدالة والتنمية و منصب رئيس الوزراء 2016-2017

تم انتخاب بن علي يلدرم رئيساً لحزب العدالة والتنمية في المؤتمر الثاني لحزب العدالة والتنمية المنعقد في 22 مايو 2016 بعد قرار أحمد داود أوغلو بترك منصبه ، وكلفه رجب طيب أردوغان بتشكيل الحكومة في 24 مايو من عام 2016 و عليه بدأ يلدرم دوره في تشكيل الحكومة رقم 65 في تركيا ، و من بعد المهندس نجم الدين أربكان الذي شغل منصب رئيس وزراء تركيا بين عامي 1996-1997 يعتبر يلدرم أول مهندس يستلم نفس المنصب في الحكومة التركية رقم 65 و ذلك عندما نال 315 صوتاً لصالحه في مجلس الشعب التركي TBMM .