إنّ في انتشار المحبة وتطبيقها بين الناس تطبيقاً لرؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في بيانه لصفات المؤمنين، فبدون حبّ يتحول المجتمع إلى غابة، وتضعف أسباب بقائه، وسيكون الواقع مرًّا بلا حب صادق وراقي، ومن آثار المحبة بين الناس نهوض المجتمع ببعضه، ورقي الحياة الاجتماعية، وسبب للتطور، ومؤزرة المجتمع لبعضه بعضاً في أوقات الأزمات والكوارث، فيخفف أفراده عن بعضهم البعض بالمساندة، والتآزر، والعطاء، والإيثار.
إنّ الإحسان إلى الناس يعني الإنعام عليهم، وهناك إحسان بين العبد وربّه، وهذا الإحسان أعلى مراتب الدين، وهي أن يعبد العبد الله كأنّه يراه، ومن الإحسان أن يسعى العبد إلى نفع الناس وكشف كربهم، وهو من صفات الأنبياء عليهم السلام، فيبّر المسلم بالخلق ويحسن إليهم، فيخدمهم، ويسايرهم، وهذا دليل على نقاء السريرة وصفاء القلب، كما أنّ المحسنين إلى الناس هم أول المستفدين من الإحسان، فيجنون ثمرات ذلك في أنفسهم وأخلاقهم، قال تعالى: (وَأَحْسِنُوا ۛإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
موسوعة موضوع