ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- العديد من الأحاديث الشريفة التي تخصّ بالذكر فضل أياّم شهر ذي الحجّة على سواها من الأيّام، وكذلك فقد ذكر الله -تعالى- أيّام العشر الأولى من ذي الحجّة في القرآن الكريم لفضلها، وقد قال ابن القيّم -رحمه الله-: إنّ ليال العشر الأخيرة من رمضان هي خير الليالي على الإطلاق، وبالمقابل فإنّ أفضل أياّم السنة هي الأيام العشرة الأولى من ذي الحجّة.
جاء اختيار هذه الأيّام على أنّها خير أيّام الدنيا من الله سبحانه، وجعل الله من ضمنها يوم عرفة ويوم النحر ويوم القرّ،وهو يوم مكوث الحجاج في مِنى لإكمال المناسك، وهذه الأيّام الثلاثة هي أخصّ بالعظمة من سائر الأيّام أيضاً، ثمّ خصّص النبيّ الفضل في يومين من هذه الأيّام الثلاثة، بقوله: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ) ويليهما في الفضل يوم عرفة؛ وهو اليوم التاسع من ذي الحجّة، إذ تتحقّق فيها خصالٌ عظيمةٌ ورد ذكرها في أحاديث نبويّةٍ عديدةٍ، قال ابن القيّم: ويوم عرفة ويوم النحر أفضل أياّم العام، ثمّ قال: ويوم عرفة مُقدّمةٌ ليوم النحر بين يديه؛ فإنّ فيه يكون الوقوف، والتضرُّع، والتوبة، والابتهال، والاستقالة، ثمّ يوم النحر تكون الوفادة والزيارة؛ يقصد زيارة بيت الله الحرام
العربية
