حثّ الإسلام على إخراج الصدقات للفقراء والمساكين، ورغّب بكلّ عملٍ يقضي فيه العبد حاجة أخيه؛ ومن ذلك صدقات المال، ورُوي عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حديثٌ يذكر فيه فضل الصدقة، وأن تكون يوميةً يؤدّيها المؤمن، إذ قال: (ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً)،
ممّا يُستعان به على الصدقة اليومية أن يجعل المرء له حصالةً أو صندوقاً للتبرع به، ثمّ وضع شيءٍ من المال فيه كلّ يومٍ، وقال أهل العلم في نيل المتصدّق أجر ذلك العمل أنّه يأتي على وجهين؛ أولاهما أن يكون الصندوق مشتركاً لكلّ أفراد العائلة، فيضعون فيه تبرعاتهم، وبالتالي لا يرجع المتصدّق ليأخذ شيئاً من ماله، أو مال غيره الذي خرج لوجه الله تعالى، فبذلك ينال المتصدّق الأجر بمجرّد وضع ماله في الصندوق، أمّا إذا كان الصندوق مخصّصاً لشخصٍ واحدٍ، ويضع فيه شيئاً من التبرعات كلّ يومٍ فذلك ممّا رأى العلماء أنّه لا يقع أجر المتصدّق بمجرّد وضع ماله في الصندق، إذ إنّ الصندوق مخصّصٌ له وحده، وقد يعاود فتحه لأخذ شيءٍ من المال منه لحاجةٍ شخصيّةٍ سوى التبرّع، ويقع أجر المتصدّق إذا أخرج المال للمحتاج.