المحتوى

ما علاقة مواقع التواصل في إبراز مشكلة العقلية العربية في التفكير؟

الكاتب: يزن النابلسي -

أصبح الاسم الأنسب لمواقع التّواصل الاجتماعي هو: "التّقاطع الاجتماعي"، لما يؤثر سلبًا في فِكر الإنسان وجسده..

 

فمثًلا كان الإنسان إذا وجد وقتًا فارغًا يعمد إلى البحث عن شيء يقوم به، وفي كلّ مرّة يجد شيئًا مختلفًا، أمّا الآن.. سُرعان ما يتّجه نحو هاتفه، وإن لم يفعل شيئًا سوى تقليب صفحات الفيس بوك، وغيره من المواقع الزّرقاء الأخرى. 
أمّا إن أردنا حصر أثرها في عقليّة الإنسان، العرب تحديدًا.. ستكون أولها الجمود الفكريّ الذي يقوم على أساس أخذ المعلومة بلا تنقيح أو تحليل أو أي شيء من خطوات التفكير المنطقيّ، والأطفال تحديدًا.. لنتخيّل مثلًا طفلاً صغيرًا - لم تتشكّل معجونة فكره- تضعه في عالم إلكترونيّ !
سيكون إنسانًا بعيدًا كلّ البعد عن القواسم الاجتماعية التي هي طبيعة بشريّة، فإذا كان الإنسان البالغ يتأثر سلبًا فيها، فكيف بمن لم يُكوّن طريقة يتّبعها نهجًا لحياته في التّفكير !
وخاصّة إذا لم يتمّ توجيهه نحو مواقع جيّدة المغزى، حينها نكون في سلبيّتين: الانطوائيّة، والجمود الفكريّ.
أمّا فئة البالغين -الشباب تحديدًا-، فقد تؤثر في النّهج المُتّبع في المسارات التي تتعلّق بالأمور الدّينيّة والسّياسيّة، أو أيّ أمرٍ يحتمل الاختلاف.. ويعتمد على درجة التّأثير وقدرة هذه المواقع على جذب الإنسان.. فالإنسان يميل إلى اكتشاف كلّ ما هو جديد عنه، لذلك نرى نسبة لا بأس بها من الشّباب يُنادون باعتقادات وأفكار غير التي كان ينادي بها سابقًا، مع اختلاف كبير في درجتها..
وبرأيي الخاصّ، هذه المواقع تؤثر في تفكير كافةّ الفئات العمريّة 
في جانب الانعزاليّ، وحصر الفِكر في إطار إلكترونيّ، ومُوجّه من الإعلام السلّبيّ خاصّة، بالإضافة إلى جعل النّاس معيارًا أساسيًّا لاتّخاذ القرارات الحياتيّة.
وإن كنّا لا نستطيع إلغاء هذه المواقع، فعلينا أن لا نجعلها تؤثر على النّهج الفكريّ، الذي يُبنى على الدراسة والتّحليل، إنّما تُدَّس المعلومة بشكل ذكيّ في الأدمغة، فيتلقاها الإنسان بلا دراسة لها، وكأنّه تم تلقيمه إيّاها.. بلا أيّ تنبيه سابق..
فيُعجبه المذاق، فيطلبه مرّة أخرى؛ لأنّ اعتاد عليه، وأصبح جزءًا لا ينقسم منه. وهذه هي الآليّة المُتّبعة في غسيل أدمغة العرب.
 
لذلك نجد أنّه يتم استغلال هذه المواقع في إظهار هذا الجمود بطريقة عاديّة، بل وقابل للتداول بشكل بسيط وجميل، دون دِراية الكثيرين ممن يجهلون أهداف هذه المواقع الأساسية، من زراعة أفكار خاطئة. واستحضار القدر الذي  يريده صاحب الموقع.
 
ونرى كيفيّة حصر العرب في دائرة معينة في عدة مواقع،  لكن لا يُمكن تجاهل الكثير من الحالات التي يتم فيها إظهار الاستغلال الصحيح لهذه المواقع بطريقة ذكيّة وبعكس أهدافها التي تسعى لإظهار العرب بصورة نمطيّة وأكثرها وُرودًا أنّهم مأمورون دائمًا، وخاضعون لما يُحصرون به.
 
شارك المقالة:
136 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook