غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق، كانت من أعظم وأحسم المعارك والغزوات بالنسبة للمسلمين، حيث كانت مرحلةً فاصلةً بين مرحلتين من مراحل الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وكان الدافع إليها خروج وفدٍ من اليهود إلى كفار مكة؛ ليحرضوهم على المسلمين في المدينة المنورة، والقضاء عليهم وعلى رسالتهم، وتمت المعاهدة على ذلك، ثمّ خرج وفد اليهود إلى غطفان إتماماً لتشكيل الأحزاب على المسلمين، وخرجت الأحزاب لقتال المسلمين في المدنية، وبلغت عشرة آلاف مقاتل، تحت قيادة أبي سفيان، وكان المسلمون يعانون الجوع والبرد والعدد القليل، وحين علم النبي -عليه الصلاة والسلام- بتوجّه الأحزاب إلى المدينة المنورة؛ جمع الصحابة واستشارهم بالأمر، فأشاروا عليه بالبقاء في المدينة والتحصّن فيها، وأشار الصحابي سلمان الفارسي -رضي الله عنه- بحفر خندقٍ حول المدينة، فأقرّه النبي على رأيه، وبدأ المسلمون في حفر الخندق، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين رغم الظروف التي حلّت بهم، ورجع الأحزاب خائبين منهزمين.
أنعم الله -سبحانه- على المسلمين بالنصر في غزوة الخندق، وعلّمهم أنّ النصر والفلاح لا يتحقّق دائماً بالقضاء على العدو وقتاله، فمن أهمّ أسباب النصر الثبات على الدين والمبادئ، كما أيد الله المسلمين بالريح التي اقتلعت خيام عدوهم، وكفأت قدورهم، وقذفت الرعب في قلوبهم، ولم يستطيعوا اختراق الخندق، فعادوا خائبين منهزمين.
تضمنت غزوة الأحزاب العديد من الدروس والعِبر، يُذكر منها: