هو عبد الله بن عامر اليحصبي، من بطون اليمن، يكنّى بأبي عمران، ويُقال بأبي نعيم، وهو من الطبقة الثانية من التابعين، روى عن عددٍ من الصحابة رضي الله عنهم؛ كمعاية بن أبي سفيان، وأبو الدرداء، وغيرهم، وُلد عبد الله بن عامر سنة إحدى وعشرين من الهجرة، بيد أنّ ما ورد على لسانه أنّ ولادته كانت في السنة الثامنة هجرية، في ضيعةٍ يُقال لها رحاب، تقع في منطقة البلقا، أمّا وفاته فكانت في دمشق سنة مئةٍ وثمان عشرة للهجرة.
عبد الله بن عامر هو أحد القرّاء السبعة، كما أنّه إمام أهل الشام في القراءة، وإليه وصلت مشيخة الإقراء، كان رئيس المسجد الأموي، وممّن أشرف على بنائه، كما تولّى القضاء في دمشق، عُرف عنه الإمامة والعلم، كان حافظاً ومتقناً، فاضلاً وصادقاً في النقل، لا يُطعن في أمانته وروايته، صاحب فصاحةٍ في اللسان مقترنةً بفهمٍ عميقٍ، لم يُعرف عنه تجاوزاً عمّا ذهب إليه الأثر، ولا رأي خالف به الخبر، فكان من خيار التابعين وأجلّهم، كان له تلاميذ كُثر؛ برز منهم: هشام بن عمار السلمي الدمشقي، وابن ذكوان عبد الله بن أحمد القرشي الدمشقي.
لا شكّ أنّ القرآن الكريم نُقل بالتواتر، إلّا أنّه نُقل أيضاً بعدّة رواياتٍ، ممّا أوجب على العلماء إيجاد علمٍ خاصٍ بقراءته، والذي سُمّي بعلم القراءات القرآنية، ويقوم على معرفة كيفيّة أداء ألفاظ القرآن، واختلافها، وإعادة نسبتها إلى ناقلها، كما تمّ التمييز بين القراءات الصحيحة عن غيرها من القراءات الشاذة، بوجود ثلاث شروطٍ وأركان؛ تعتمد على توافقها مع وجه من وجوه اللغة العربية، إضافةً إلى توافقها مع رسم مصحف عثمان رضي الله عنه، وأن تكون منقولةً بتواترٍ، أو بسندٍ مشهورٍ صحيحٍ، وقد وصلت العديد من القراءات التي نُقلت بتواترٍ ودقّةٍ، ومنها قراءة ابن عامر الشامي.
موسوعة موضوع