خصائص عناصر المناخ بالرياض في المملكة العربية السعودية.
الضغط الجوي
على الرغم من اتساع منطقة الرياض إلا أنه لا يوجد تباين واضح في معدلات الضغط الجوي بين أجزائها خلال فصول السنة، ويراوح معدل الضغط الجوي السطحي في المنطقة خلال شهر يناير بين 1016 مليبارًا في شمالها و 1014 مليبارًا في جنوبها، كما أن معدل الضغط الجوي في فصل الصيف يراوح بين 1005 مليبارات في شمال المنطقة و 1003 مليبارات في جنوبها. ولا توجد اختلافات واضحة في الضغط الجوي بين أجزاء المنطقة خلال فصلي الخريف والربيع الانتقاليين؛ لأن المنطقة تتعرض خلال فصل الشتاء ومعظم فصلي الربيع والخريف لتأثير أنظمة ضغط جوية مرتفعة، أهمها: الضغط الجوي المرتفع شبه المداري، حيث تؤدي هذه الأنظمة إلى سيطرة حالة من الاستقرار الجوي ناجمة من هبوط هوائي علوي يحد من نشوء حالات عدم الاستقرار الجوي . وفي فصل الصيف تسيطر على المنطقة أنظمة ضغط جوي منخفضة حراريًا متشابهة في خصائصها، أهمها: منخفض الهند الموسمي الحراري، والمنخفضات الحرارية المحلية التي تؤدي إلى ارتفاع واضح في درجة الحرارة بسبب جلبها رياحًا قادمة من مصادر حارة وجافة، ومع ذلك تظهر في بعض أيام فصل الشتاء وفصلي الربيع والخريف اختلافات في الضغط الجوي بين أجزاء المنطقة الشمالية والجنوبية؛ ويرجع ذلك إلى أن الأجزاء الشمالية والوسطى تتعرض خلال بعض أيام فصل الشتاء وبعض أيام فصلي الربيع والخريف إلى المنخفضات الجوية الحركية المسماة منخفضات البحر المتوسط في الربيع والخريف، في حين يكون تأثير تلك المنخفضات الحركية محدودًا جدًا على الجزء الجنوبي منها، وعمومًا يمتاز فصلا الربيع والخريف بالتذبذب في أنظمة الضغط الجوي المسيطرة على المنطقة؛ بسبب ضعف أنظمة الضغط المنخفض الحرارية في فصل الخريف؛ ما يسمح لأنظمة الضغط المرتفع وأنظمة الضغط المنخفض الحركية بالتقدم إلى المنطقة في كثير من أيام ذلك الفصل، أما في فصل الربيع فتبدأ أنظمة الضغط المرتفع بالضعف؛ ما يسمح بتكرار أكبر لأنظمة الضغط المنخفض الحركية في بعض الأيام، ونشوء منخفضات حرارية محلية غير حركية في أيام أخرى، ولا سيما آخر فصل الربيع.
الرياح
ترتبط أنظمة الضغط الجوي المهيمنة في منطقة الرياض ارتباطًا وثيقًا بسرعة الرياح السائدة؛ لذلك تسود الرياح الشمالية والشرقية على المنطقة كلها، كما يتأثر شمال المنطقة أحيانًا برياح شمالية، ويتأثر غربها برياح شمالية غربية، وجنوبها برياح جنوبية إلى جنوبية شرقية أكثر من بقية أجزائها، وترجع سيطرة الرياح الشمالية والشمالية الشرقية على المنطقة إلى سيادة أنظمة الضغط الجوي المرتفع على المنطقة شتاء، أما في الصيف فتهب على المنطقة رياح شمالية شرقية إلى جنوبية شرقية؛ لسيطرة أنظمة الضغط الجوي منخفضة الحرارة وبخاصة منخفض الهند الموسمي الحراري. وتتباين اتجاهات الرياح في فصل الصيف قليلاً في المنطقة؛ لتأثر غربها - أحيانًا - برياح شمالية غربية، كما تهب على جنوبها بشكل أكثر تكرارًا الرياح الجنوبية الشرقية، في حين يتأثر الجزء الشمالي منها بصورة أكبر برياح شمالية شرقية، ويلاحظ في فصلي الربيع والخريف الانتقاليين تذبذب واضح في اتجاه الرياح التي تهب على المنطقة، إلا أن الرياح الشمالية والجنوبية تكون أكثر هبوبًا من بقية الاتجاهات؛ ويرجع ذلك إلى التذبذب في أنظمة الضغط الجوي المؤثرة في المنطقة في هذين الفصلين.
أما معدل سرعة الرياح في جنوب المنطقة وغربها شتاء، فإنه أكبر من معدله في شمالها ووسطها، إذ يبلغ في شهر يناير في جنوب المنطقة وغربها نحو 9 - 10كم / ساعة، وفي شمالها ووسطها نحو 4 - 5كم / ساعة. لكن في بعض الأيام أثناء عبور المنخفضات الحركية لشمال المنطقة ووسطها تهب رياح عالية السرعة قلَّما تحدث في جنوب المنطقة، في حين يسجل معدل سرعة الرياح في فصل الصيف في جنوب المنطقة وغربها نسبة أعلى منه في شمالها ووسطها، فهو يبلغ نحو 9كم / ساعة في جنوبها و 8كم / ساعة في غربها، ونحو 6كم / ساعة في وسطها ونحو 4كم / ساعة في شمالها، ويمتاز فصلا الربيع والخريف الانتقاليان في المنطقة بتذبذب واضح في سرعة الرياح؛ نتيجة التذبذب في أنظمة الضغط الجوي المؤثرة في المنطقة في هذين الفصلين، إلا أن معدل سرعة الرياح فيهما لا يختلف كثيرًا عن معدل سرعة الرياح في فصلي الشتاء والصيف، (جدول 22) و (خريطة 5)
وتُعدُّ العواصف الترابية والرملية أهم الظواهر المناخية في منطقة الرياض، وهي ظاهرة مألوفة في الصحارى المدارية، وأهم العوامل المؤدية إلى حدوثها: التربة، والرمال المكشوفة غير المحمية بغطاء نباتي يمنع صعود الأتربة والرمال وتحركها عندما تتعرض للرياح وتنشط العواصف الترابية والرملية في منطقة الرياض بسبب عوامل مختلفة أهمها:
1 - الجبهات الهوائية النشطة:
وتبرز في فصلي الربيع والخريف الانتقاليين، وفي بعض الأحيان في فصل الشتاء . وتصاحب هذه الجبهات رياح نشطة على طول خط الجبهة (Frontal Line)، وهي تكون في الغالب شمالية إلى شمالية شرقية وأحيانًا شمالية غربية، وبما أن السطح مكشوف وخالٍ تقريبًا من الغطاء النباتي؛ فإن هذه الرياح تثير الأتربة والرمال، وتنقلها إلى مسافات بعيدة داخل منطقة الرياض وخارجها، مسببة عواصف ترابية ورملية تغطي مساحة كبيرة؛ لأن خط الجبهة يمر على مساحات واسعة داخل منطقة الرياض وخارجها، ويزداد احتمال حدوث مثل هذه العواصف عندما تكون الجبهات الهوائية نشطة وغير مصحوبة بالأمطار، وخصوصًا في الأمكنة قليلة النباتات وذات السطح الذي يغلب عليه التراب والرمل، كما في جنوب شرق المنطقة.
2 - الرياح الهابطة النشطة:
يصاحب العواصف الرعدية عادة هبوط شديد في الهواء (Down Draft) تنتج منه عواصف، خصوصًا في فصلي الربيع والخريف الانتقاليين حيث تنشط العواصف الرعدية، ولا سيما عندما يكون السطح جافًا وخاليًا من الغطاء النباتي، ويغطي هذا النوع من العواصف مساحة صغيرة، ولا يدوم فترة زمنية طويلة، بل ينتهي مع تلاشي العواصف الرعدية.
3 - رياح تدرج الضغط الجوي السطحية النشطة:
وهي الرياح السطحية الأفقية التي تهب من منطقة إلى أخرى؛ بسبب الاختلاف الأفقي الواضح في قيم الضغط الجوي السطحي، وهذا النوع من العواصف الترابية يمكن أن يحدث في أي وقت، وخصوصًا في بدايات فصل الصيف حيث تنشط الرياح التجارية الشمالية الشرقية؛ للتباين القوي في قيم الضغط الجوي بين المناطق الاستوائية والمناطق المدارية، وكذلك بسبب وقوع منطقة الرياض في طريق هذه الرياح التي تعبر المسطحات الصحراوية المتربة؛ ما يجعلها عرضة لهذه العواصف المحملة بالأتربة والغبار.
الحرارة
يميل مناخ منطقة الرياض بشكل عام إلى البرودة نسبيًا في فصل الشتاء خصوصًا في أجزائها الشمالية. فمتوسط درجة الحرارة في شهر يناير الذي يمثل فصل الشتاء يراوح بين 13 مئوية في شمال المنطقة و 16 مئوية في جنوبها، (جدول 23) و (خريطة 6) .
وتمتاز المنطقة في فصل الشتاء بفروق واضحة بين درجات الحرارة نهارًا ودرجات الحرارة ليلاً، فمتوسط درجة الحرارة العظمى في شهر يناير يراوح بين 20 مئوية في شمال المنطقة و 23 مئوية في جنوبها، (جدول 24) و (خريطة 7) .
أما متوسط درجة الحرارة الصغرى فيراوح بين 7 مئوية في شمال المنطقة و 9 مئوية في جنوبها، (جدول 25) ، و (خريطة 8) ؛ ولذلك يسود منطقة الرياض بشكل عام مدى حراري يومي كبير في فصل الشتاء يبلغ نحو 13 مئوية، والمنطقة بشكل عام - ولا سيما أجزاؤها الشمالية والوسطى والغربية - تتعرض في بعض أيام الشتاء إلى موجات برد شديدة تنخفض فيها درجات الحرارة بشكل ملموس، وقد تصل إلى ما دون الصفر المئوي في بعض الليالي.
ترتفع درجة الحرارة في فصل الصيف في المنطقة كلها، خصوصًا نهارًا، وقد تميل في بعض الليالي إلى الاعتدال النسبي وخصوصًا في شمال المنطقة وغربها. ويبلغ متوسط درجة الحرارة في شمالها 33 مئوية في شهر يوليو و 35 مئوية في جنوبها، (جدول 23) و (خريطة 6) . كما يمتاز فصل الصيف في المنطقة بفروق واضحة بين درجات الحرارة ليلاً ونهارًا، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة العظمى في شمالها 43 مئوية و 44 مئوية في جنوبها، في حين يبلغ متوسط درجة الحرارة الصغرى في شهر يوليو 24 مئوية في الشمال و 27 مئوية في الجنوب، (جدول 25) و (خريطة 8) ؛ لذلك يمتاز الصيف في المنطقة أيضًا بمدى حراري يومي كبير يبلغ نحو 17 مئوية. يدل الفرق الواضح في متوسط درجة الحرارة بين شهري يناير ويوليو على أن المنطقة بشكل عام ذات مدى حراري سنوي كبير يزيد على 20 مئوية، فالمنطقة تمتاز في أثناء فصلي الربيع والخريف الانتقاليين بتذبذب واضح في درجات الحرارة سواء العظمى أو الصغرى، ففي بعض أيام فصلي الربيع والخريف ترتفع درجات الحرارة بشكل واضح، ولكنها ما تلبث أن تنخفض بعد يوم أو يومين بشكل سريع، ويرجع هذا التذبذب في درجات الحرارة اليومية إلى التذبذب في أنظمة الضغط الجوي المؤثر في المنطقة في هذين الفصلين، وعمومًا تكون قيم متوسطات درجة الحرارة في أشهر الخريف والربيع في المنطقة وسطًا بين قيم أشهر الشتاء وأشهر الصيف، كما يمتاز فصلا الربيع والخريف بمدى حراري يومي كبير يبلغ نحو 15 مئوية في شهر أكتوبر، و 17 مئوية في شهر إبريل.
وتؤثر معدلات الحرارة العالية في المنطقة صيفًا في عدد من المجالات سلبيًا، وخصوصًا في مجال الزراعة والرعي والمياه، إذ تؤدي درجات الحرارة العالية إلى حدوث تبخر ونتح كبير يؤثر في المحصولات الزراعية والنباتات الرعوية، ويؤدي إلى فقد كمية كبيرة من المياه وقد يؤدي الانخفاض الكبير في درجات الحرارة في بعض ليالي الشتاء - وخصوصًا في شمال المنطقة - إلى ذبول النباتات الرعوية الحولية، ولا سيما إذا كان يُصاحب ذلك قلة في الأمطار الساقطة على المنطقة.
الرطوبة
منطقة الرياض منطقة داخلية قارية؛ لموقعها الجغرافي، ولارتفاع درجة الحرارة فيها معظم أوقات السنة، حيث تسودها رطوبة نسبية منخفضة في أغلب أيام السنة خصوصًا الجزء الجنوبي منها. فيما يراوح متوسط الرطوبة النسبية في فصل الصيف في شهر يوليو بين 17% في شمال المنطقة و 14% في جنوبها، (جدول 26) و (خريطة 9) . أما في شهر يناير (أكثر الأشهر تجسيدًا لفصل الشتاء) فمتوسط الرطوبة النسبية يراوح بين 53% في شمال المنطقة و 40% في جنوبها. ويؤدي ارتفاع الرطوبة النسبية - التي تعد مرتفعة مقارنة بقيم الرطوبة النسبية في فصل الصيف - إلى انخفاض درجة الحرارة شتاء، وليس إلى زيادة واضحة في كمية بخار الماء في الجو. وتكون قيم متوسطات الرطوبة النسبية في فصلي الربيع والخريف الانتقاليين وسطًا بين قيم الشتاء والصيف، مع زيادة ملموسة لقيم فصل الربيع على قيم فصل الخريف؛ بسبب زيادة تكرار هبوب الرياح الجنوبية الرطبة نسبيًا. فمتوسط الرطوبة النسبية في شهر إبريل يراوح بين 35% في شمال المنطقة و 30% في جنوبها، وفي شهر أكتوبر يراوح بين 29% في شمال المنطقة و 21% في جنوبها، وتزيد الرطوبة النسبية المنخفضة في المنطقة - ولا سيما في فصل الصيف - من معدلات التبخر الناتج من النتح بشكل عام، ما يضيف عبئًا آخر على المحصولات الزراعية، والنباتات الطبيعية، والموارد المائية في المنطقة.
الأمطار
يمتد فصل سقوط الأمطار في منطقة الرياض بين شهر أكتوبر وأول شهر مايو في الغالب، أما بقية الشهور فهي جافة لا تسقط فيها أمطار تُذْكر، كما أن كمية الأمطار في المنطقة بشكل عام قليلة وخصوصًا في الأجزاء الجنوبية، فقد يمر فصل تساقط الأمطار دون أن تهطل أمطار تُذْكر على الأجزاء الجنوبية من المنطقة، وتتباين كمية الأمطار بين أجزاء المنطقة، إذ يحظى الجزآن الشمالي والأوسط من المنطقة بكميات أمطار أكثر من الجزأين الجنوبي والغربي منها، فالمعدل السنوي للأمطار في شمال المنطقة ووسطها يراوح بين 130 و 140مم، في حين يبلغ في الجزء الجنوبي 60مم، وفي الجزء الغربي 85مم، ويُعدُّ فصل الربيع أكثر فصول السنة أمطارًا في المنطقة، إذ يناهز متوسط الأمطار في شهر إبريل 23مم في شمال المنطقة و 9مم في جنوبها، كما يوضح ذلك (جدول 27) و (خريطة 10) .
أما في فصل الشتاء فمتوسط الأمطار أقل من فصل الربيع إلا أن فاعليته أكبر؛ بسبب الانخفاض الواضح في درجة الحرارة شتاء، ويراوح متوسط كمية الأمار في شهر يناير بين 9 و 13مم في شمال المنطقة ووسطها، في حين يراوح بين 2 و 6مم في جنوب المنطقة وغربها، أما في فصل الخريف فتحظى الأجزاء الشمالية والوسطى والغربية ببعض الأمطار، في حين يسود الجفاف في الجزء الجنوبي من المنطقة، وتتعرض الأمطار في المنطقة بشكل عام للتذبذب السنوي الكبير، إذ تسقط في بعض السنين كميات جيدة من الأمطار، في حين لا تسقط كميات أمطار تُذْكر في سنين أخرى، فعلى سبيل المثال بلغت كمية الأمطار الساقطة في مدينة الرياض عام 1406هـ / 1986م نحو 176مم، في حين كانت في عام 1407هـ / 1987م 51مم فقط. أيضًا تمتاز الأمطار في المنطقة بأنها فجائية، وتسقط بكميات كبيرة في الساعة، فقد كانت كمية المطر الساقطة على مدينة الرياض في عام 1391هـ / 1971م نحو 131مم سقط منها خلال ساعة واحدة في يوم 8 إبريل في ذلك العام نحو 57مم، وأغلب الأمطار تسقط على المنطقة نتيجة تكوُّن سحب ركامية، خصوصًا في الفصلين الانتقاليين، ولا سيما فصل الربيع، وقد تصاحبها رياح عاتية، وعواصف رعدية، وسقوط حبات من البَرَد وكميات كبيرة من الأمطار تنتج منها في بعض الحالات سيول جارفة، قد تخلف بعض الآثار السلبية على كثير من القطاعات، من بينها قطاعا الزراعة والرعي، فقد تسببت العواصف الرعدية التي تعرضت لها مدينة الرياض في 12 / 11 / 1417هـ الموافق 1997م في حدوث سيول جارفة، وهبوب رياح قوية، وتساقط كميات كبيرة من البَرَد ما نتج منها أضرار مادية كبيرة في المدينة، كما أدت السيول الجارفة التي اجتاحت منطقة الخرج جنوب مدينة الرياض في 7 / 12 / 1424هـ الموافق 2003م إلى كثير من الأضرار المادية.
إن قلة الأمطار وتذبذبها الكبير يلقيان بظلال قاتمة على المجال الزراعي والرعوي في المنطقة، فالزراعة التي تعتمد بشكل رئيس على الري من الآبار السطحية في المنطقة تتأثر سلبًا بالتذبذب السنوي الكبير في كميات الأمطار. أيضًا يتأثر الرعي كثيرًا بهذا التذبذب، فقد تنبت في بعض السنين نباتات رعوية كثيفة نسبيًا، في حين لا ينمو شيء منها في سنين أخرى، ما يسبب أضرارًا كبيرة في قطاع الرعي، أيضًا يحد معدل التبخر العالي جدًا في المنطقة من فاعلية الأمطار الساقطة فيها، ولا سيما في الفصلين الانتقاليين.