إن اللغة العربية الفصحى هي اللغة الأم لكل الدول العربية، وهي تُعتبرُ من أقدم اللغات في العالم وأكثرها عراقةً وأصالةً، وهي اللغة التي نزلت آيات القرآن الكريم بأحرفها وانطلقت من شبه الجزيرة العربية إلى العالم أجمع مع انطلاق حملات الفتح الإسلاميّ، وبالرغم من قدم هذه اللغة وتوالي الأحداث والصعوبات التي واجهت الناطقين بها إلا أن قسمًا كبيرًا منهم حافظوا عليها ومنعوا اندثارها.
ويُعدُّ نزول القرآن الكريم بأحرفها أعظم تكريمٍ وتخليدٍ لها، ولكن مع الأسف فإن جهودهم لم تستطع منع حدوث العديد من التغيرات والتطورات الناتجة عن الاحتكاك بالشعوب ذات اللغات المُغايرة ودخول الكلمات الغريبة إلى اللغة المحكية؛ مما ساهم في انبثاق العديد من اللهجات التي تختلفُ من منطقةٍ إلى أخرى.
وبما أن الإمارات العربية المُتحدة هي جزءٌ لا يتجزّأ من شبه الجزيرة العربية فقد طالت يد التغيير لهجتها العربية واجتاحت المُفردات الغريبة الأحاديث اليومية بين سُكان الإمارات كما حُوِّرَتْ بعض الألفاظ العربية الفصيحة لتُواكب موجة التغيير العصرية، فعلى سبيل المثال تنتشر على ألسنة أهل الإمارات مُفردة “أشوف”، التي يقصدون بها أنظر أو أرى، وهي كلمةٌ لها أصولٌ في معاجم اللغة العربية؛ فهي قريبةٌ بالأحرف والمعنى من الفعل “اشتاف” والذي يحملُ معنى التتبع بالنظر عند رؤية شيءٍ ما، كما يوجد الفعل “تَشَوَّف” والذي يعني نظر وأشرف على شيءٍ ما، ويُقالُ في العربية الفُصحى: “رجلٌ شوَّافٌ” أي حادُّ البصر.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.