كان العرب قديماً و بزمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، يداووا مرضاهم وجرحاهم بالأعشاب و النباتات البرية و عرفت قديماً هذه الأعشاب بالأعشاب الطبية ، لقدرتها على الشفاء من الأمراض و إزالة الندب من الجسم و توقيف النزيف و علاج الجروح منها البسيطة ومنها الصعب .
هدانا الرسول صلى الله عليه وسلم في علاج الجروح: في ( كتاب الصحيحين ): عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعد يسأل عما دووي به جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال (جرح وجهه وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسل الدم وكان علي بن أبي طالب يسكب عليها بالمجن فلما رأت فاطمة الدم لا يزيد إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقتها حتى إذا صارت رماداً ألصقته بالجرح فاستمسك الدم ) برماد الحصير المعمول من البردي وله فعل قوي في حبس الدم لأن فيه تجفيفاً قوياً وقلة لذع فإن الأدوية قوية التجفيف إذا كان فيها لذع هيجت الدم وجلبته وهذا الرماد إذا نفخ وحده أو مع الخل في أنف الراعف قطع رعافه .
أمّا ما يحتويه نبات البردي من خواص مميزة لشفاء الشفاء الجروح أنه يحتوي على مادة صمغية و مادة نشوية ، تساعد على التئام الجروح بصورة سريعة دون أن يترك أثر لها بعد الشفاء ، و كانت هذه العشبة تستعمل بكثرة خصوصاً بمصر القديمة و هي تنمو على المياه الضحلة بشواطئ النيل بمص، جميعها تستعمل لعلاج الجروح بوضعها على المكان المصاب و تضميضه بشاش أبيض نظيف ، حيُث أنها تحتوي على مواد تعيد بناء الأنسجة التالفة إثر الإصابة .