الحياة الفطرية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الحياة الفطرية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الحياة الفطرية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
تعد الحياة الفطرية عنصرًا مهمًا من عناصر الجذب السياحي، خصوصًا مع تنامي الوعي البيئي، وترقية التذوق الجمالي لمعطيات البيئة الطبيعية بنوعيها: الحيوي وغير الحيوي، ونشير إلى ذلك على النحو الآتي:
 

النبات الطبيعي

 
النبات الطبيعي أحد أهم عوامل الجذب السياحي العالمي، وكان هذا حافزًا لدول العالم إلى المحافظة على الثروة النباتية؛ فَسنَّت التشريعات والنظم التي تحقق حمايتها. وتتميز منطقة عسير بانتماء نباتها الطبيعي إلى نباتات المنطقة الإرترية السندية الأكثر كثافة وتنوعًا من فصائل الصحراء العربية التي ينتمي إليها معظم النبات الطبيعي بالمملكة. فغزارة الأمطار على المرتفعات  وفّرت بيئة مناسبة للنمو الشجري الكثيف، والنبات الدائم الخضرة؛ بحيث غدت عسير من أغنى مناطق المملكة بالنبات الطبيعي؛ ففي الارتفاعات فوق 2000م تسود أشجار العرعر المخروطية  ، ثم أشجار الزيتون البري (العتم) في النطاق الكنتوري دون ذلك حتى 1500م، كما تسود أشجار الأكاسيا الشوكية، مثل: السدر، والسمر، والأثل، والطلح، على الأودية. أما على ساحل البحر الأحمر فتنتشر نباتات المانجروف، كما تكثر فيه الأعشاب الحولية، والفصلية، والزهور البرية التي تنمو عقب سقوط الأمطار وتتميز بألوانها الزاهية والمتنوعة مما يزيد في جمال الطبيعة. وقد ساعد إنشاء متنـزه عسير الوطني، ومحمية ريدة - وسن القوانين والنظم التي صاحبت ذلك وحَدَّتْ من الاحتطاب والرعي الجائر وقطع الأشجار - في استعادة البيئة النباتية حيويتها، خصوصًا في السودة، والمنحدرات المحيطة بها. وفي متنـزه عسير وفي المتنـزهات والأودية المجاورة يفضل كثير من السياح والمتنـزهين المجالس الأسرية في ظلال الأشجار، أو التمتع بمناظر الأنواع المختلفة من النبات الطبيعي، وممارسة هواية التصوير الفوتوغرافي والتلفازي.
 

الحيوانات البرية

 
تشكل الحيوانات البرية عامل جذب سياحي مهمًا على الرغم من أنها مهددة بالانقراض؛ بسبب العوامل البيئية والحضارية المختلفة. وتبدو أهميتها السياحية من ناحيتين: تمتُّع السائح في بيئاتها الطبيعية، أو في المتاحف البحرية، وحدائق الحيوان في المدن والحواضر، والتقاط الصور التذكارية لها، أو أن يتمتع السائح بهواية صيدها في مواسمه المحددة؛ وأكل ما يؤكل منها بعد ذلك  
 
وتتميز عسير بأنها من أكثر مناطق المملكة ثراءً بالحيوانات البرية على الرغم من انقراض بعض أنواعها؛ فقد اشتهرت قديمًا بوجود النمر العربي، والفهد، والذئب، ولكن الإنسان قضى عليها تقريبًا، إما لقيمتها العالية أو درءًا لمخاطرها، وربما بقيت أعداد قليلة منها في الأمكنة المنعزلة وغير المأهولة. أما الحيوانات الصغيرة العاشبة واللاحمة فقد انقرضت أعداد كبيرة منها أيضًا؛ بفعل الصيد وتوسع المعمور. وأدى كل ذلك إلى انتشار قرود البابون  التي تعيش في قطعان في إقليم السروات، والحواف الجبلية العالية، وتستغل مواقع الفراغ البشري، والكهوف في إقليم الإصدار. وقد بدأت أعدادها تتكاثر بدرجة أصبحت تشكل خطورة على سكان المدن والقرى القريبة من مواطنها، حيث تهاجم المنازل والمزارع بحثًا عن الطعام. وتشكل قرود البابون عامل جذب للسياح الوافدين خصوصًا الأطفال.
 
علاوة على ذلك فإن جاذبية عسير الطبيعية بحكم الوفرة النسبية للأشجار والحشائش والمزارع والجبال ونظم الحماية في متنـزه عسير تستقطب هجرات أنواع من الطيور بعضها تغريه بالبقاء فيتوطن، وبعضها يقضي الصيف أو الشتاء فيها ثم يرحل، وبعضها الآخر يتخذها استراحة عبور قبل مواصلة الطيران إلى مقاصده البعيدة. وقرب عسير، من قارة إفريقية الثرية بالطيور، جعل بعض الطيور الإفريقية - وبخاصة من شرق إفريقية - تهاجر إليها هجرة دائمة أو موسمية. وتعدد بعض أنواع الطيور وأشكالها وألوانها وأصواتها يزيد الطبيعة جمالاً على جمالها ويزيد في تمتع السائح بها.
 
وقد شرعت إمارة منطقة عسير في الاهتمام بهذه الطيور؛ إذ أقامت مركزًا لدراسة الصقور في السودة، لا سيما وأن بعض أنواعها أوشك على الانقراض، والمعروف أن تربية الصقور واستخدامها في الصيد هواية وحرفة عربية قديمة متأصلة. كما طوّر قسم الأحياء بكلية العلوم بجامعة الملك خالد بأبها متحفًا تعليميًا يضم نماذج محنطة من الحيوانات والطيور التي تعيش في منطقة عسير. كما أقيمت محمية ريدة لحماية الثروة الطبيعية الحيوية للمنطقة من نبات وحيوان.
 
شارك المقالة:
766 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook