التركيب السكاني في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 التركيب السكاني في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

التركيب السكاني في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

 
أ - تركيب السكان حسب الجنسية:
 
كانت أعداد السكان غير السعوديين صغيرة جدًا في عام 1394هـ/1974م لا تتجاوز خمسة آلاف نسمة. ولكن التركيبة السكانية لسكان المنطقة شهدت بعض التغير بين عامي 1394 و 1413هـ/1674 و 1992م إذ تضاعفت نسبة غير السعوديين مرات عدة، وذلك استجابة إلى حاجة سوق العمل خلال فترة ما عرف بالطفرة الاقتصادية. ولكن هذه النسبة لم تتغير كثيرًا خلال الفترة 1413 - 1425هـ/1992 - 2004م، إذ بقيت نحو 13% من إجمالي السكان.
 
وعمومًا تُعد المنطقة من المناطق الإدارية التي تنخفض فيها نسبة غير السعوديين مقارنة مع غيرها من المناطق الإدارية. وشكل العرب نحو 52% تقريبًا من إجمالي السكان غير السعوديين المقيمين في المنطقة في عام 1413هـ/1992م، في حين مثّل المصريون والباكستانيون معًا ما نسبته 52% من إجمالي الوافدين من الجنسيات الأخرى في العام نفسه.
 
أما على مستوى المحافظات فيلاحظ وجود تباين في نسبة غير السعوديين من محافظة إلى أخرى في عام 1425هـ/2004م، إذ تراوح بين نحو 20% في مدينة الباحة و 7% في محافظة قلوة. وترتفع نسبة غير السعوديين في مدينة الباحة ومحافظة بلجرشي أكثر من النسبة على مستوى المنطقة، في حين تقل في بقية المحافظات إلى نسب أقل من النسبة على مستوى المنطقة، والبالغة 13%. ويعزى هذا التباين إلى توزيع الأنشطة الاقتصادية التي تتركز في مدينة الباحة ومحافظة بلجرشي. ويظهر (جدول 24) التركيب السكاني حسب الجنسية في محافظات المنطقة لعام 1425هـ/2004م.
 
ب - التركيب العمري والنوعي:
 
شكلت نسبة صغار السن (أقل من 15 سنة) نحو 50% تقريبًا من إجمالي سكان المنطقة في عام 1413هـ/1992م، وبلغت نسبة من هم في سن العمل 15 - 64 سنة نحو 44%، ونسبة كبار السن 65 سنة فأكثر، نحو 6%، (جدول 25) .
 
ومن جهة أخرى، تتماثل نسبة صغار السن من الذكور والإناث فتصل إلى 46% تقريبًا لكل منهما، وكذلك من هم في سن العمل من الذكور والإناث لتبلغ نحو 48%، وأيضًا نسبة كبار السن 6%. ويعود التماثل بين المجموعات العمرية الرئيسة إلى انخفاض نسبة العمالة الوافدة. ويتسم الهرم السكاني لإجمالي سكان المنطقة بقاعدة عريضة، وبنتوء في جانب الذكور مع عدم انتظام في تدرج الهرم وذلك في الفئات العمرية الوسطى، وذلك لتركز العمالة الوافدة في سن العمل.
 
ويتميز التركيب العمري للسكان السعوديين بالفتوة، إذ تتسع قاعدة الهرم السكاني اتساعًا كبيرًا لارتفاع نسبة صغار السن شكل (ب)، إذ تصل إلى نحو 50% من إجمالي السكان السعوديين، وتمثل فئة متوسطي الأعمار 44% تقريبًا، في حين ترتفع نسبة كبار السن إلى نحو 7% لتتجاوز نسبتهم على مستوى المملكة البالغة نحو 4% فقط.
 
أما بالنسبة إلى c الهرم السكاني لغير السعوديين فيُلاحظ عدم الانتظام نتيجة لقلة أعداد صغار السن (أي من هم أقل من 15 سنة، إذ يشكلون أقل من 18%، في حين ترتفع نسبة الذين تراوح أعمارهم بين 15 و 64 سنة إلى 81%، وتنخفض نسبة كبار السن انخفاضًا كبيرًا، إذ لا تتجاوز 1%. وهذا أمر طبيعي ومتوقع، فالعمالة الوافدة تأتي من أجل ممارسة العمل، ولا بد أن يكون أفرادها في سن العمل.
 
وبمقارنة التركيب العُمري للسعوديين وغير السعوديين، يتبين الفرق في جميع الفئات العمرية خصوصًا عند مقارنة مجتمع فتي يمثله السكان السعوديون من جهة بمجتمع يتكون من عمالة وافدة. وهذا ما يظهر من خلال (جدول 25) و (خريطة 13) ، حيث يمثلان a التركيب العمري ونسبة النوع لإجمالي السكان في محافظات المنطقة ونسبة النوع لإجمالي السكان.
 
وأما بالنسبة إلى b التركيب العمري للسكان السعوديين في المحافظات فإنه يتميز بالفتوة فيها جميعًا، إذ تراوح نسبة صغار السن بين نحو 56% في محافظة العقيق ونحو 45% في محافظة بلجرشي. وترتفع نسبة متوسطي السن 15 و 64 سنة في مدينة الباحة ومحافظة القرى ومحافظة بلجرشي، في حين تنخفض عن نسبتهم على مستوى المنطقة في بقية المحافظات. وهذا يعكس التركز النسبي للأنشطة الاقتصادية في مقر الإمارة وبلجرشي بوجه خاص. ومن جهة أخرى، ترتفع نسبة كبار السن في بلجرشي لتصل إلى أكثر من 8%، في حين تنخفض إلى أدناها في محافظة العقيق إلى نحو 4% تقريبًا. ولا شك في أن ارتفاع نسب كبار السن في محافظات المنطقة يعكس حجم الهجرة المغادرة إلى مناطق المملكة الأخرى.
 
وتصل نسبة النوع لإجمالي سكان منطقة الباحة إلى نحو 102 ذكر مقابل مائة أنثى، وتقل عن ذلك بالنسبة إلى السكان السعوديين حيث تبلغ نحو 88 ذكرًا مقابل مائة أنثى كما وضح ذلك (جدول 25) . وتعود الزيادة البسيطة في نسبة النوع لإجمالي السكان، مقارنة بالنسبة إلى السكان السعوديين، إلى وجود العمالة الوافدة من غير السعوديين التي يمثل الذكور معظم أفرادها.
 
ومن جهة أخرى، تتباين نسبة النوع لإجمالي السكان من محافظة إلى أخرى، لتتراوح بين 112 و 94 تقريبًا حسب (جدول 25) . فترتفع إلى ما هو أعلى من نسبة النوع على مستوى المنطقة الإدارية في مدينة الباحة، ومحافظة العقيق، في حين تنخفض في بقية المحافظات. ويلاحظ ارتفاع نسبة النوع للسكان السعوديين عن نسبة النوع على مستوى المنطقة في محافظات: العقيق، والمخواة، وقلوة، ومدينة الباحة في حين تنخفض في بقية المحافظات. ولا شك في أن الهجرة المغادرة من محافظات المنطقة إلى خارجها تؤثر في أنماط التركيب السكاني وبخاصة التركيب العمري والنوعي في تلك المحافظات.
 
وبناء على التعداد الأخير لعام 1425هـ/2004م، فإن التركيب النوعي للسكان لم يتغير كثيرًا. فقد بلغت نسبة النوع لإجمالي السكان نحو 102 ذكر مقابل مائة أنثى، وللسعوديين 87، ولغير السعوديين 332. ولا يزال تأثير الهجرة الداخلية المغادرة واضحًا في التركيب النوعي لسكان المنطقة.
 
ج - الحالة الاجتماعية:
 
تعد الحالة الاجتماعية من أهم أنواع التركيب السكاني؛ لارتباطها بنواحٍ كثيرة، مثل: تكوين الأسرة، والإنجاب، والاستقرار الاجتماعي. وتُصنف الحالة الاجتماعية إلى أربع فئات رئيسة، هي:
 
1 - لم يسبق لهم الزواج.
 
2 - متزوجون.
 
3 - مطلقون.
 
وفي عام 1413هـ/1992م بلغ إجمالي عدد السكان السعوديين الذين أعمارهم 12 سنة فأكثر نحو 174374 نسمة، تشكل نسبة العزاب نحو 41%، والمتزوجين نحو 52%، في حين لا تتجاوز نسبة المطلقين 1%، وتصل نسبة الأرامل إلى نحو 6%. كما يظهر ذلك من خلال (جدول 26) و (خريطة 14) 
 
أما بالنسبة إلى المحافظات فهناك تباين فيما بينها في فئات الحالة الاجتماعية كلها. فبالنسبة إلى العزاب، فإن نسبتهم تراوح بين نحو 46% و 36% تقريبًا كما وضح ذلك (جدول 26) . و (خريطة 14) . فيُلاحظ أنها ترتفع في ثلاث محافظات وفي مدينة الباحة مقارنة بنسبتهم على مستوى المنطقة، وهي: القرى، والمندق، وبلجرشي، والباحة؛ في حين تنخفض في بقية المحافظات لتصل إلى أدناها في محافظة قلوة نحو 36% تقريبًا. وتراوح نسبة المتزوجين بين نحو 56% في محافظة قلوة ونحو 48% في محافظة القرى بحسب (جدول 26) . وأما بالنسبة إلى حالات الطلاق، فلا توجد فروق كبيرة بين المحافظات، فهي لا تتجاوز 1% بكثير في أي منها. وأما بالنسبة إلى فئة الأرامل فهناك بعض التفاوت في مستوياتها من محافظة إلى أخرى، إذ تراوح بين نحو 7% تقريبًا في محافظة المخواة ونحو 4% في محافظة العقيق. ومن اللافت للنظر ارتفاع نسب الأرامل، مما يعكس تأثير الهجرة المغادرة التي تؤدي عادة إلى ارتفاع نسب الأرامل والأطفال في مناطق الأصل، أي المناطق التي يغادرها المهاجرون.
 
وفي عام 1425هـ/2004م، تُشير بيانات تعداد السكان إلى أن العزاب يمثلون 34% من إجمالي السعوديين الذين تصل أعمارهم إلى 15 سنة أو أكثر. ويمثل المتزوجون الأغلبية بنحو 61%. أما المطلقون والأرامل فيمثلون أقل من 1% ونحو 4% على التوالي. وعلى الرغم من التغير في التركيبة الاجتماعية خلال الفترة 1413 - 1425هـ/1992 - 2004م، إلا أنه لا يمكن أن يُعزى إلى التغير الاجتماعي وحده، وذلك بسبب التغير الذي حدث في السن التي تجمع عندها بيانات الحالة الزواجية إلى 15 سنة في تعداد 1425هـ/2004م بعدما كانت 12 سنة في التعداد السكاني السابق.
 
د - الحالة التعليمية:  
 
تحتل الخصائص التعليمية للسكان أهمية كبيرة نظرًا إلى ارتباط الخصائص التعليمية بالعديد من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية عمومًا وبالتغير الاجتماعي والتنمية البشرية خصوصًا. وعلى أي حال، تشير بيانات تعداد السكان في عام 1413هـ/1992م إلى أن نسبة الأمية في المنطقة تصل إلى نحو 37% وتختلف بين السعوديين وغير السعوديين اختلافًا كبيرًا. فتبلغ نحو 39% للسعوديين و 23% لغير السعوديين. ولا شك في أن هذا الاختلاف يعكس التفاوت في خصائص التركيب العمري للسعوديين وغير السعوديين. ومن جهة أخرى، تنخفض نسبة السكان السعوديين الذين يعرفون القراءة والكتابة على مستوى المنطقة إلى نحو 23%، وتزيد عند غير السعوديين إلى نحو 29%. كما تقل نسبة الحاصلين على المؤهلات الجامعية إلى نحو 3% لإجمالي السكان، وتصل إلى نحو 1% للسعوديين، ولكنها ترتفع إلى نحو 14% تقريبًا لغير السعوديين (جدول 27) . ويعزى ارتفاع نسبة الحاصلين على المؤهلات الجامعية فما فوق من غير السعوديين إلى متطلبات سوق العمل في المنطقة والتركيب العمري للعمالة الوافدة. ويظهر (جدول 27) و (خريطة 15) . الحالة التعليمية للسكان في المنطقة وذلك حسب الجنسية في عام 1413هـ/1992م.
 
أما على مستوى المحافظات فإن هناك تباينًا ملحوظًا في المستويات التعليمية للسكان السعوديين. فعلى سبيل المثال، تصل نسبة الأمية في محافظة العقيق إلى نحو 54% في عام 1413هـ/1992م، في حين تنخفض إلى نحو 29% تقريبًا في مدينة الباحة. وعمومًا، يمكن تصنيف المحافظات من حيث مستوى الأمية إلى فئتين:
 
1 - المحافظات التي ترتفع فيها نسب الأمية إلى أعلى من 50%، وتمثلها محافظتا العقيق وقلوة.
 
2 - المحافظات التي تنخفض فيها مستويات الأمية إلى أقل من 50%، وتمثلها بقية المحافظات، إذ تتراوح مستويات الأمية فيها بين نحو 44% في محافظة المخواة ونحو 35% في بلجرشي.
 
أما بالنسبة إلى المستويات التعليمية الأخرى فإن هناك تشابهًا في نسب من يجيدون القراءة والكتابة، إذ تتراوح بين نحو 26% تقريبًا في محافظة قلوة ونحو 19% في مدينة الباحة (مقر الإمارة). ومن جانب آخر يُلاحظ وجود تباين بين المحافظات فيما يتعلق بالحاصلين على المؤهلات العلمية دون الجامعية، فترتفع في مدينة الباحة إلى نحو 50%، في حين تنخفض إلى أدناها في محافظتي العقيق وقلوة بنحو 22%. وبالمثل ترتفع نسبة الحاصلين على المؤهلات الجامعية إلى 3% تقريبًا في مقر الإمارة (مدينة الباحة)، وتنخفض في أربع محافظات إلى أقل من 1%. كما يظهر (جدول 28) و (خريطة 15) الحالة التعليمية لسكان المحافظات السعوديين في عام 1413هـ/1992م.
 
ويعود التباين في الحالات التعليمية فيما بين المحافظات إلى طبيعة وظيفة كل محافظة من ناحية، وإلى التركيب العمري والنوعي. ولا شك في أن الهجرة المغادرة تؤثر تأثيرًا كبيرًا، إذ يميل الشباب المتعلمون إلى الهجرة أكثر من غيرهم، مما يؤدي إلى ارتفاع نسب الأمية نتيجة بقاء كبار السن الذين تنتشر بينهم الأمية أكثر من غيرهم.
 
وفي عام 1425هـ/2004م، شهدت الخصائص التعليمية للسكان السعوديين تغيرًا ملحوظًا. فعلى سبيل المثال، انخفضت نسبة الأمية من 39% إلى نحو 23%. وارتفعت نسبة حملة المؤهلات دون الجامعية من نحو 38% إلى نحو 62%. وقفزت نسبة الحاصلين على شهادات جامعية أو أعلى لتصل إلى نحو 9%. ولا شك في أن هذا التغير اللافت للنظر يعكس التقدم في مجال التنمية البشرية نتيجة انتشار التعليم وتوسعه ليشمل القرى والأمكنة النائية.
 
 
شارك المقالة:
352 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook