البيئات النباتية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
البيئات النباتية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

البيئات النباتية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
أسهم موقع منطقة تبوك وتباين البيئات الطبيعية   في تنوع نباتي كبير وكثيف في بعض بيئاتها، مثل: البيئة الجبلية، وبيئة الوديان، وقد عرف هذا التنوع النباتي وكثافته منذ القرون القديمة، فقد وصف المؤرخون بعض هذه البيئات بنمو أنواع نباتية لا تنمو إلا في ظروف مناخية رطبة، مثل: نبات البردي؛ حيث غزارة الأمطار والأودية دائمة الجريان، وما زال وادي الديسة (قراقر)  تجري فيه المياه لأكثر من 3كم على مدار السنة حتى يومنا هذا، ويعد من أهم المواقع السياحية البيئية في المنطقة.
 
وتقدر الأنواع النباتية في منطقة تبوك بأكثر من 1200نوع نباتي، ويشتمل الغطاء النباتي على أنواع من بيئات حوض البحر الأبيض المتوسط، مثل: شجيرة اللوز، والرتم، والحرمل، كما تنمو أشجار العرعر (العريعر). ويتخلل سلسلة الجبال عدد من الأودية والشعاب، وتعد بيئة الأودية مناطق نمو نباتي مناسبة؛ حيث تنتشر على حواف التلال وسفوحها، أشجار الطلح، والسمر، والسرح، والبان، والسدر، والأثب، وشجيرات الرتم التي تشتهر بها هذه المنطقة.
 
وتعد الجبال في منطقة تبوك من أفضل البيئات النباتية، مثل: جبل شار، وجبل دباغ، وجبل اللوز الذي ينفرد بنمو شجيرة اللوز بأزهارها البيضاء الجميلة، كما يعد من أهم البيئات النباتية في المنطقة؛ حيث التنوع والكثافة النباتية. ويعتمد بعض سكانها على رعي المواشي من إبل وأغنام؛ وتعد البيئات الجبلية من أفضل البيئات الرعوية في المنطقة.
 
تغطي البيئات الرملية مساحة واسعة من منطقة تبوك، وتضم هذه البيئات شجيرات الغضى، والرمث، والعاذر، والأرطى، وتعد محمية الطبيق من أهم البيئات الرملية في المنطقة.
 
وما زال بعض سكان المنطقة يستفيدون من النباتات البرية في الأكل، مثل: استخلاص زيت (دهن) بذور شجر البان الذي ينمو على سفوح جبال المنطقة، واستخدام عدد من الأنواع النباتية في العلاج الشعبي.
 

 النباتات السائدة

 
- الطلح (Acacia gerrardii Benth): 
 
نبات شجري معمر ينتمي إلى العائلة البقولية، ويصل ارتفاعه إلى 10م تقريبًا، وله أغصان عالية الكثافة، ومزودة بأشواك بيضاء مستقيمة يصل طولها إلى 5سم تقريبًا، وتتميز الساق بأن قشرتها ملساء غير مشققة، والأفرع عليها عدد من الأوراق الريشية التي يراوح عددها بين 3 و 9 أزواج، والأزهار ذات لون قشدي مرتبة على هيئة رؤوس كروية الشكل تتجمع في رؤوس صفراء مستديرة، والثمار قرنية مسطحة (مضغوطة) ملساء، ويصل طولها إلى 13سم، وعرضها إلى 2سم تقريبًا، ويعد خشبها من الأخشاب الممتازة التي تصلح للوقود؛ إذ إنه يحترق ببطء، وينتج حرارة شديدة، وينبعث منه قدر قليل جدًا من الدخان. وترعى الماعز والجمال أوراق هذه الشجرة. ويصنع من خشبها الفحم النباتي، وتنتج هذه الشجرة كمية ضئيلة من الراتينج ذي اللون الأحمر الذي لا يصلح للأكل، وليس له أي استخدامات علاجية؛ وكان الخشب الميت يُحرق ويستخدم الرماد المتبقي نشوقًا، كما ينمو الطلح في الهضاب المرتفعة في الأراضي الطميية العميقة.
 
- السمر (Acacia tortilis) (Forssk) (Hayne): 
 
شجرة معمرة تنتمي إلى العائلة البقولية، ويصل ارتفاعها إلى 6م تقريبًا، والقشور المتشققة في النبات ذات لون رمادي يميل إلى السواد، وأفرعه حديثة التكوين متغايرة في لونها من البنية إلى الحمراء، والأشواك منتظمة على هيئة أزواج عند العقد، ويوجد نوعان منها، أحدهما يكون طويلاً مستقيمًا ذا لون أبيض، والآخر قصير ذو لون بني ضارب في الحمرة، والأوراق صغيرة، ويوجد من 5 - 30 زوجًا من الوريقات لكل فلقة ريشية، والأزهار بيضاء قشدية اللون على هيئة رؤوس إبطية، والقرون ملتوية بصورة حلزونية الشكل تصل إلى 11سم تقريبًا، والبذور عددها كبير ولونها بني، ويعد العسل الذي ينتجه النحل الذي يتغذى على هذه الأزهار أفضل أنواع العسل؛ حيث إن قرونها ذات قيمة غذائية مهمة؛ كما تمثل القيمة العلفية الرئيسة للماشية، وخصوصًا أثناء فصل الجفاف، وتعد المرعى الأساسي لقطعان الجمال والماعز؛ لذا تعد هذه الشجرة مهمة في حياة البادية، وتستخدم في مصدات الرياح بوصفها أسيجة مانعة؛ وهي من الأشجار المهمة التي تستخدم حطبًا للوقود، ولا يتصاعد منها أي دخان، وكانت الأفرع النباتية والأوراق الطرية تُهرس حتى تصبح كالمعجون، ثم تضاف إلى كمية من الحليب الطازج، وتغلى على النار لعمل لبخة تستخدم في علاج حالات التهاب الثدي أو الضروع؛ وهي من الأشجار واسعة الانتشار في المملكة، وغالبًا ما تشاهد في الوديان.
 
- الغضى (Haloxylon persicum Bge): 
 
نبات شجري معمر ينتمي إلى العائلة الرمرامية، ويصل في الارتفاع إلى 4م تقريبًا، وله جذع خشبي كبير يحمل عددًا من الأفرع المفصلية المتدلية المتهدلة للأسفل، ولها شكل أسطواني، والأغصان حديثة التكوين خضراء اللون، رفيعة وعصيرية، والأوراق حرشفية صغيرة جدًا، وغالبًا ما تكون متقابلة على المفاصل الغصنية، والأزهار خنثوية صفراء اللون، وتظهر على الأفرع الجانبية على هيئة عناقيد جانبية، والثمار تكون مغلفة بخمسة أجنحة غشائية قرنفلية اللون، ويشاهد هذا النبات بكثرة في عدد من المواقع الرملية (النفود) بالمملكة، ويعمل على تثبيت هذه الكثبان، كما أن حطبه يستعمل بكثرة في الوقود؛ وهو أيضًا من النباتات التي يجب العناية بها وحمايتها؛ نظرًا لكونه مهددًا بالانقراض.
 
- الروثة (Salsola villosa): 
 
نبات معمر على شكل شجيرة قزمية خشبية ذات سيقان متفرعة، ترتفع قرابة 70سم، والأوراق دقيقة، والأزهار صغيرة جدًا، والثمار مجنحة كبيرة. ويعد هذا النبات من أهم نباتات الحمض، وتفضله الإبل والأغنام في الرعي على غيره، وله مكانة عند أصحاب الماشية، وينمو هذا النبات في الشعاب والفيضات؛ وخصوصًا في الحماد والحرة، ويزهر في نهاية الربيع وأول الصيف، وتنضج بذوره في الخريف، وتستعمل سيقانه الميتة حطبًا للوقود، وهو على وشك الانقراض.
 
- الرمث (Haloxylon salicronicum): 
 
نبات معمر شجيري خشبي سيقانه متفرعة، ويرتفع قرابة متر، وأوراقه صغيرة شبه حرشفية، وأزهاره صغيرة جدًا، وبذوره كبيرة مجنحة، ويعد من نباتات الحمض، وينمو في بيئات متنوعة تراوح بين ترسبات الرمال الضحلة وبطون الأودية حتى الهضاب الصخرية والسهول الحصوية، وأصبح هذا النبات واسع الانتشار، ورعيه قليل نسبيًا إلا في حالة عدم وجود غيره، ويزداد نموه وخضرته في الربيع والصيف، وتنضج بذوره أوائل الشتاء، وتتساقط أوراقه ويمر بفترة شبه جفاف خلال الشتاء، ويستعمل حطبًا للوقود.
 
- العبيثران - البعيثران (Artemisia judaica): 
 
نبات معمر على شكل شجيرة قزمية عطرية، ويرتفع قرابة 80سم، وتتفرع سيقانه من القاعدة، وتكون وبرية شهباء إلى بيضاء، وهو ذو أوراق صغيرة، وتنتهي الأفرع بنورات ذات أزهار صغيرة صفراء. وينتشر في الأودية الرملية إلى الحصوية وفي المنخفضات، ويعد نباتًا طبيًا جيدًا؛ حيث تؤخذ أوراقه الجافة المنقاة مع قليل من ملح الطعام، وتشرب مع الماء لمعالجة مغص البطن والإسهال.
 
 
- البابونج (Matricaria aurea): 
 
نبات حولي عشبي عطري، يرتفع نحو 20سم، ويتفرع من القاعدة، وهو ذو سيقان دقيقة قائمة أو مائلة، وينتهي برؤوس زهرية شبه مكورة ذات أزهار صفراء، وينتشر بالفيضات ذات التربة الطينية، ويستعمل شرابًا مثل الشاي، وهو جيد لمعالجة أمراض البطن.
 
- العرفج (Rhanterium epapposum Oliv): 
 
نبات شجيري معمر ذو رائحة عطرية، وينتمي إلى العائلة المركبة، وهو كثير التفرع، ويراوح طوله بين 55 و 100سم تقريبًا، وسيقانه بيضاء فضية متعددة التفرع، وتكون كثيفة التفرع عند قاعدة النبات، والأوراق شريطية إلى مستطيلة صغيرة الحجم، وتصل في الطول إلى 2سم، وفي العرض إلى 3مم، وتنمو وتتطور من الأفرع القديمة، ومن الأغصان حديثة التكوين، وتتساقط هذه الأوراق أثناء فصل الجفاف. وأزهاره تنتظم في هامات صفراء مستديرة، والرؤوس الزهرية يصل طولها إلى 2سم تقريبًا، وغالبًا ما تكون مفردة وطرفية، والثمار صغيرة في مجموعات شوكية. ويتكاثر هذا النبات بالبذور، وله جذور وتدية عميقة، وهو من النباتات المقاومة للجفاف بدرجة عالية، ويكمل دورة حياته بسرعة، وخصوصًا بعد موسم سقوط الأمطار الشتوية، وغالبًا ما يكوِّن كومة رمل حوله، وهو من النباتات الرعوية المهمة، ويلاحظ أن الإبل ترعاه قبل إزهاره، ويستفاد منه في تثبيت الرمال المتحركة، وكذلك في الوقود، وكان الفلاحون في نجد يغلفونه وهو أخضر، ويخزن حتى وقت الجدب، وكان يباع على قوافل الإبل، وينمو هذا النبات على الرمال (النفود) في المناطق الشمالية والوسطى والشرقية من المملكة العربية السعودية.
 
 
- الخزامى (Horwoodia dicksoniae): 
 
نبات حولي عشبي، وذو سيقان تتفرع من الأسفل، وهي قائمة أو مائلة ترتفع نحو 30سم، وأكثر الأوراق كبيرة مفصصة، والأزهار ليلكية غامقة.
 
ينتشر هذا النبات على الرقات الرملية الضحلة، وهو من نباتات الزينة؛ إذ يعطي رائحة فواحة، وتصلح زراعته في المنازل والحدائق.
 
- الجعد (Teucrium polium): 
 
شجيرة معمرة عشبية مبيضة، ترتفع لأكثر من 40سم، وهي ذات سيقان تتفرع من أسفل، وتكون قائمة أو مائلة، والأوراق صغيرة، والأزهار بيضاء أو كريمية على رؤوس زهرية كبيرة في أطراف الأفرع.
 
ينتشر النبات على التربة الطميية الضحلة في المناطق الصخرية، وهو طيب الرائحة؛ لذا يوضع في الوسائد، وكانت أوراقه وسيقانه تستعمل مع الماء الساخن شرابًا طبيًا للبطن.
 
- القتاد (Astragalus spinosus): 
 
شجيرة معمرة قزمية شوكية، ترتفع نحو 60سم، وهي ذات سيقان متفرعة من أسفل، والأوراق صغيرة من أزواج متعددة من الوريقات، والأزهار مفردة أو بأزواج، والثمار منتفخة بشكل طولي.
 
وينتشر بالوديان الحصوية على التربة الرملية الطميية، ويعد مرعى جيدًا للإبل في فصل الشتاء، وقديمًا كان الناس يجمعونه في فصل الشتاء، ويحرقون الأشواك ليصبح غذاء للإبل، ويسمى (العليق)؛ حيث يخلط مع نوى التمر المكسور وقليل من التمر.
 
- النفل (Trigonella anguina): 
 
نبات عشبي حولي مفترش السيقان المتفرعة من القاعدة، ويصل طوله إلى نحو 20سم، والأوراق ثلاثية، والأزهار صفراء صغيرة، وينتشر في الفياض والوديان الطميية، وكان يستعمل عطرًا؛ فمن منقوع مائه تغسل النساء شعورهن لرائحته الطيبة.
 
- دميم غزال (Arnebia linearifolia):
 
نبات عشبي حولي يرتفع نحو 20سم، وسيقانه غضة تتفرع من الأسفل، والأوراق ضيقة بشكلٍ طولي، والأزهار صفراء صغيرة، وينتشر في البيئات المتنوعة، وغالبًا على التربة الرملية الحصوية، وجذوره تحوي صبغًا أحمر كانت تستعمله النساء على الشفاه والخدود.
 
- الكراث (Allium atroviolaceum): 
 
نبات معمر عشبي، يرتفع قرابة متر، وهو ذو بصلة بيضوية مستديرة الأوراق تصل نحو 10سم، والأزهار على شكل مظلة مستديرة أرجوانية اللون، وينتشر على الكثبان الرملية، وكانت بذوره تستعمل بهارات في الطعام.
 
- الديدحان (Papaver glaucum): 
 
نبات حولي عشبي، ترتفع أفرعه قرابة 30سم، والأوراق تتزاحم قرب القاعدة، ذو أزهار حمراء كبيرة في أطراف الأفرع، وينتشر على التربة الطميية الرملية في الشعاب والأودية، ويعد من أجمل نباتات الزينة.
 
- المحروت (Ferula ruthbaensis): 
 
نبات عشبي معمر، ذو ساق سميكة، ويرتفع أكثر من 40سم، والأوراق خضراء مزرقة مفصصة، والأزهار صغيرة صفراء محمولة على فرع نوري، وللنبات جذر سميك منتفخ، وينمو بالشعاب وفي البيئات الصخرية بالهضاب الجيرية، وجذوره ذات رائحة مميزة ويشوى الجذر في الربيع، ويؤكل بوصفه مضادًا للبرد.
 
- الرمرام (Heliotropium crispum): 
 
نبات عشبي معمر على شكل شجيرة كثيرة التفرع، وتغطيه الشعيرات، ويرتفع نحو 30سم، والأوراق رمحية الشكل، والحامل الزهري لين بجانب واحد، والأزهار بيضاء كريمية.
 
وهو نبات واسع الانتشار في بيئات متعددة، وخصوصًا على التربة الرملية الحصوية إلى الأودية الطميية، ويعتقد أنه كان يستفاد منه قديمًا في علاج لدغات الأفاعي؛ إذ إن حيوان الورل يحك جسمه بهذا النبات عندما يتعارك مع الأفاعي لتنقية جسمه من سمومها.
 
- الحديدة (Halothamnus iraqensis): 
 
نبات معمر شجيري قزمي أملس السيقان، ويرتفع قرابة 60سم، وسيقانه المسنة بيضاء، أما الصغيرة فخضراء مزرقة، والأوراق شبه حرشفية إلى صغيرة، والأزهار دقيقة، والثمار كبيرة مجنحة، وينتشر في التربة الرملية الضحلة بالمناطق الصخرية، ويستعمل لغسل الملابس؛ إذ يعطي رغوة.
 
- الرقروق (Helianthemum ledifolium): 
 
نبات حولي عشبي قائم، يرتفع من 10 - 20سم، وهو ذو أوراق صغيرة وأزهار صفراء على عنق قصير، وتصطف على شمراخ زهري، وينتشر في التربة الرملية الطميية بالهضاب، ويعد عائلاً ممتازًا لنبات الفقع (الكمأة)؛ حيث ينمو بجواره متطفلاً عليه.
 
- الضمران (Traganum nudatum): 
 
شجيرة قزمية خشبية كثيرة التفرع، ترتفع أكثر من 50سم، وذات سيقان مبيضة ملساء خالية من الشعيرات، والأوراق صغيرة الحجم مدببة الأطراف، والأزهار صغيرة مفردة، والنبات واسع الانتشار على الرمال الضحلة فوق الصخور الجيرية والرملية.
 
- السبط (Stipagrostis drarii): 
 
نبات نجيلي معمر ذوائبي، يرتفع قرابة متر، وذو سلميات سفلية صدفية، ونصل الأوراق طويل يصل إلى 40سم، وتكون ملتفة، والنورة سبلة متفرعة كبيرة يصل طولها إلى 30سم، ويعد هذا النبات من أهم النجيليات التي تنمو على الكثبان الرملية، والسبط ذو إنتاج علفي كبير، ومرعى متوسط للإبل.
 
- النصي (Stipagrostis plumosa): 
 
نبات نجيلي معمر ذو ذؤابة ترتفع نحو 40سم، والقصبات ذات 2 - 5 عقد بأسفل السلاميات وأسفل الأغماد، والأوراق حريرية، وأنصال الأوراق عادة ملتفة بطول 15سم، والنورة سبلة متفرعة بطول 15سم، وهو نجيلي واسع الانتشار في معظم البيئات، وبشكل عام يكون على الرمال الضحلة، ويعد مرعى جيدًا للإبل.
 
- علندة - عدام (Ephedra alata): 
 
نبات معمر قائم كثير التفرع، ويرتفع أكثر من متر، وأفرعه خضراء مصفرة، والأوراق صغيرة الحجم تصل إلى نصف سنتيمتر، والمخاريط المذكرة متزاحمة بمجاميع في آباط الأوراق وفي نهايات الأفرع، وعرضها قرابة 1سم، أما المخاريط المؤنثة فتكون بمجاميع على العقد وعلى نهايات الأفرع القصيرة، وذات أزهار صفراء صغيرة. ينتشر هذا النبات على الرمال الضحلة وعلى التكوينات الصخرية، وخصوصًا شرق الجوبة.
 
- الرُّغل (Atriplex leucoclada): 
 
نبات شبه شجيرة معمر وعشبي، وذو لون مشهب، ويرتفع قرابة متر، وسيقانه كثيرة التفرع زاحفة إلى قائمة، والأوراق مثلثة أو بيضوية ومتبادلة، وذات حافة متموجة، والنورة بمجاميع على نهايات الأفرع. ينتشر الرغل في التربة الطميية الطينية إلى الطينية، وبطون الأودية والمنخفضات، ويعد من النباتات المفضلة لرعي الإبل خصوصًا.
 
- رَتم (Retama raetam): 
 
هي شجيرة بقولية معمرة، ويصل ارتفاعها إلى 3م، وأغصانها المزدحمة تخرج من أصلها عند سطح التربة، وتكون على شكل مخروط رأسه إلى أسفل، وتكون هذه الأغصان على شكل أعواد أسطوانية أسفلها أصفر مائل إلى البني، وبقيتها خضراء مغطاة بطبقة شمعية ورانتيجية لتقليل عملية النتح، وعليها أوراق صغيرة جدًا، ولا تلبث أن تسقط بعد ظهورها بوقت قصير لتبقى الأعواد جرداء بقية السنة، وتتفرع في أعلاها إلى فريعات مستدقة مثل الخيوط، تشبه خييطات البان، وهي مرنة وقوية جدًا، وتنتشر على هذه الأعواد - في تجمعات - أزهار فراشية بيضاء يتوسطها لون وردي غامق، ومعرقة بهذا اللون، وقطر الواحدة منها 8مم، ولها رائحة عطرية خفيفة، وتبقى مزدهرة لفترة طويلة، وتتكون بعدها ثمار خضراء مصفرة، وتحمر أحيانًا عند نضجها، فتشبه حب الهال (الهيل) في الشكل، وتنفطر عند ذلك عن بذرة واحدة أو اثنتين أو ثلاث، ولونها بني مسود، وحجمها مثل حجم بذرة اللوبياء (الدجر).
 
وهو نبات واسع الانتشار تقريبًا في الأجزاء الشمالية من جبال الحجاز، وفي الأجزاء الشمالية من منطقة المدينة المنورة، ولكنه في تجمعات متفرقة عند الارتفاعات 700 - 1800 فوق سطح البحر، وفي بطون الأودية والشعاب الواسعة والسفوح الجرداء، وأفضل منابته التربة الرملية الطميية الحمراء.
 
وتتكاثر نباتات الرتم بالبذور، وتنمو بشكل تدريجي، وهي صبورة على الجفاف والرياح العاصفة وما تحمله من رمال، وتعمر سنوات متعددة، وتجدد أعوادها بشكل مستمر، وتزهر سنويًا، وهي كثيفة الأزهار؛ حيث تغطيها بشكل شبه كامل لأسابيع طويلة، فتُرى من بعيد بيضاء لامعة، وفي كثير من الأحيان تكون أفرادًا أو تجمعات معزولة، وتعد ملاذًا ومصدر غذاء للحيوانات البرية التي تعيش في بيئتها، كما تعد مرعى ممتازًا للأغنام، ولكن إكثارها منها يضر بها، والإبل لا تقبل على الرتم الأخضر، ولكنها تأكل هشيمه الجاف المتساقط على الأرض، ويسبب أكل بذوره التي تشبه اللوبيا شكلاً وطعمًا حالة من الهبوط والخمول، بل إن من يشرب حليب الضأن التي ترعى هذا النبات أو يأكل من لحومها، وهو غير معتاد عليها، يصاب بخمول، وخدر، ودوار، ورعشة في الأطراف، وانخفاض في سكر الجسم، والسكان المحليون لمناطق انتشار هذا النبات يسمون هذه الحالة التي تصيب الإنسان (الرتام)، ويعالجون من أصابته بسرعة إطعامه شيئًا حلوًا مثل التمر والسكر، والرتم يعد وقودًا جيدًا، ويستخدم في دباغة الجلود.
 
- المرخ (سدادة).(Leptadenia pyrotechnica Forssk): 
 
نبات شجيري معمر ينتمي إلى الفصيلة العشارية، سريع النمو، ويصل ارتفاعه إلى 2م تقريبًا، وأفرعه متعددة، وتنتهي بقمة حادة، والأوراق تكون شريطية على الفروع الحديثة، وهي سريعة التساقط، وأزهاره صفراء صغيرة متراصة على هيئة قمم عنقودية، ولها رائحة طيبة، وثماره طويلة أسطوانية متدلية ناعمة سميكة ومنحنية شبه قرنية، ويصل طولها إلى 13سم، وعرضها لا يزيد على نصف سنتمتر تقريبًا. وله جذور وتدية عميقة تصل إلى 12م تقريبًا، ويتكاثر بالبذور، وأيضًا بالعقل. ويعمل هذا النبات على تثبيت الكثبان الرملية المتحركة حوله، وتأكل الجمال أغصانه الطرفية الطرية الغضة، وتستخدم أغصانه في الوقود؛ إذ تتميز بسرعة الاشتعال، وتستخدم السيقان في صناعة الحبال وبناء الأكواخ، وهو من النباتات الطبية المهمة؛ إذ إن منقوع أفرعه كان يستخدم مدرًا للبول لدرجة عالية، ويحتوي النبات على مركبات التيرينودات الثلاثية، وهو من النباتات واسعة الانتشار في المملكة، وينمو في الأودية الكبيرة ومجاري السيول.
 
- الحرمل (Rhazya stricta Decne): 
 
سمي هذا النبات بالاسم العلمي (Rhazya) تخليدًا لذكرى العالم العربي أبي بكر محمد بن زكريا الرازي (ت 865=925م)، وينتمي هذا النبات إلى عائلة الدفليات، وهو نبات شجيري معمر خشبي القاعدة، ويصل ارتفاعه إلى 80سم تقريبًا، ويمتاز بأن أوراقه متعاقبة وشبه لحمية، وشكلها متغاير من الإهليلجي إلى البيضوي، والقمة الورقية حادة خضراء اللون، والأزهار بيضاء ناصعة منتظمة على نحو قصير، والكأس ذات خمسة فصوص مثلثة الشكل، والتويج أصفر ضارب إلى الخضرة بخمسة فصوص دائرية الشكل تقريبًا، والثمار (قرون) مزدوجة قائمة أسطوانية الشكل، ويصل طولها إلى 9سم تقريبًا، وهي مستدقة الطرفين (الثمار الناضجة تكون على هيئة أزواج)، والبذور بنية اللون. وهو من النباتات الطبية المهمة؛ لخصائصه العلاجية المتعددة؛ فقد وصفت استخداماته على نطاق واسع في الطب الإسلامي القديم في علاج عدد من الأمراض التي تصيب الإنسان، ومن هذه الاستخدامات: علاج القنوات البولية، وطرد الحرارة والرطوبة من جسم الإنسان، وتستعمل ثماره وأوراقه في دباغة الجلود، وقد كان هنالك عدد من الاعتقادات الشائعة عند العرب حول هذا النبات، ومنها أن أوراق هذا النبات تدعك فوق جسم الإنسان كي تحميه من العين والحسد، وقد كان العرب يطلقون عليه (أشجار الجن). وينتشر هذا النبات في أغلب مناطق المملكة.
 
- العاذر.(Artemisia monosperma Del): 
 
نبات شجيري أملس معمر عطري الرائحة أخضر اللون، ويميل إلى اللون الرمادي، وينتمي إلى العائلة المركبة، ويصل في الارتفاع إلى متر، وهو سريع النمو، والأفرع تنشأ من قاعدة النبات، وتكون مستطيلة وصلبة متعددة وكثيفة عند القاعدة، وفي فصل الصيف تتساقط الأوراق الكبيرة التي يصل طولها إلى 7سم تقريبًا، وعرضها إلى 2سم، وتنمو مكانها أوراق صغيرة الحجم شريطية بسيطة مفصصة. وتتكون الأجزاء الحية من الأغصان العلوية، وتختزل في الأشهر الحارة، في حين تتطور في أشهر الشتاء، وتتكون الرؤوس الزهرية من 2 - 44 زهرة متعددة جالسة صغيرة يبلغ طولها نحو 1سم، وعرضها نحو 5مم تقريبًا، ولونها أصفر مخضر، ولهذا النبات جذور وتدية عميقة، ويتكاثر بالبذور. وهو من النباتات الطبية الطاردة لغازات البطن، ويعد من نباتات الكثبان الرملية (النفود) الحمراء الموجودة في المناطق الوسطى والشمالية والشرقية من المملكة.
 
- السواس (سوسي) (Periploca aphylla): 
 
شجيرة معمرة تنتمي إلى الفصيلة العشارية، ويصل ارتفاعها إلى مترين، وتنطلق أغصانها من ساق قصيرة، إما مطمورة تحت الأرض أو تبرز فوق سطحها قليلاً، وهذه السيقان خضراء اللون، وأوراقها الصغيرة لا تلبث أن تسقط بسرعة؛ فيظل الغصن أجرد، وتظهر الأزهار في تجمعات متقابلة على الأجزاء العلوية من هذه الأغصان، والزهرة وردية غامقة ومركزها أبيض، وتكسو بتلاتها شعيرات زغبية بيضاء، وقطر الزهرة نحو 2سم، وثمارها قرون أسطوانية زوجية مستدقة الرأس تشبه ثمار المرخ، ويصل طولها إلى 10سم، وإذا نضجت انفلقت إلى مصراعين، وبداخلها بذور لونها بني محمر تتصل بها خصلة من الزغب التي تساعدها على ركوب متن الريح، ومن ثَمَّ التنقل، وربما هبطت بعيدًا جدًا عن النبات الأم، ونشأ عنها نبات جديد، وتعد شجيرة واسعة الانتشار، ومنابتها السفوح العالية، والقمم الباردة، وبطون الشعاب على ارتفاع يبدأ عند 1300م، وينتهي عند 2000م فوق سطح البحر.
 
يتكاثر هذا النبات بالبذور، وسرعة نموه متوسطة، ويعمر عشرات وربما مئات السنين، وجذوره ضاربة بعمق في الأرض، ويصعب اقتلاع هذه الشجيرة؛ لأن جذورها وساقها وأغصانها مرنة جدًا، والشجيرة شبيهة بالمرخ في نموها وشكلها العام، لكنها أصغر منه حجمًا، وأزهارها وردية غامقة، في حين تكون أزهار المرخ صفراء، وتعيش هذه الشجيرة في الغالب منفردة، وأحيانًا تكون أجمات محدودة المساحة.
 
وأهميتها البيئية لا تكاد تقل عن غيرها؛ إذ تعشش فيها الطيور، وتأكل أطراف أغصانها الطرية حديثة النمو، وتتغذى على بذورها، ويختبئ فيها وتحتها وفي تربتها عدد من الحيوانات البرية، مثل: القوارض، والثعالب، والزواحف؛ لتشابكها وصعوبة اختراقها. وتعد شجيرة السواس نباتًا رعويًا جيدًا للجمال والأغنام، والرعاة يأكلون الأغصان الطرية حديثة النمو، وتختلف تسمياتها باختلاف المناطق، فبعضهم يسميها (النمر) وبعضهم يسميها (النمير)، وتستخدم أعوادها مساويك، ومن أليافها تُصنع الحبال الصغيرة والخطم والشراك وأوكية السقاء.
 
- السيّال (Acacia tortilis ssp raddiana): 
 
شجرة شوكية كثيفة الأغصان والأوراق، وتنتمي إلى الفصيلة البقولية، وتقوم على جذع واحد خشن اللحاء، ومشقق طوليًا من أسفله، ويصل ارتفاعها إلى 10 أو 12م، وينتشر على أغصانها شكلان من الأشواك، أحدهما طويل مبيض ينتهي بانحناءة بسيطة عند الطرف المدبب، والآخر قصير ومعقوف كأنه كُلاّب، ولونه بني داكن، والأزهار منفردة، وتبدو ككرات صغيرة مشعة ذات لونين متمازجين هما الأبيض والأصفر، وثمارها القرنية مستدقة ملتوية بشدة، ويصل طولها إلى 8سم، وبداخلها عدد من البذور الصغيرة.
 
تتكاثر هذه الأشجار عن طريق البذور، وفي العادة لا تنبت بذورها إلا بعد هطلان كمية جيدة من المطر؛ وذلك ضمانًا لنجاة البادرات الصغيرة من الجفاف، خصوصًا في الأشهر الأولى من حياتها. وهي سريعة النمو نسبيًا، وتعمر عشرات وربما مئات السنين، وتبلغ أحجامًا كبيرة في الجذع والأفرع، ويُعرف عنها أنها تضرب بجذورها في باطن التربة مسافات كبيرة جدًا؛ طلبًا للمياه الجوفية. ومن مميزات هذه الشجرة أنها تنتج بذورًا مختلفة الأحجام (الصغيرة، المتوسطة، الكبيرة). تزهر السيالة في الخريف، وتبقى فترة الإزهار ثلاثة أشهر.
 
وتشكل السيال مثل غيرها من النباتات البرية، أهمية بيئية بالغة على مستوى التربة والمناخ والبعد الطبيعي، والفائدة المرجوة للكائنات الحية، نباتية وحيوانية، وإنسان، فنبات العنم (الهدال) الطفيلي يفضلها على غيرها من النباتات، ويتطفل عليها، وتراه أحسن ما يكون ازدهارًا عندما يكون متطفلاً على أغصانها، وكثير من الشجيرات والحشائش تشكل في ظلها دوحة تسر الناظرين، وتعشش عليها وبين أغصانها الطيور من أنواعٍ شتى، وتتزاحم عليها وحولها الحشرات من مختلف الأنواع؛ فهي إذًا بيئة قائمة بذاتها، والغنم والماعز والإبل ترعى السيالة بشراهة، إضافة إلى ذلك صنع الإنسان القديم من لحائها في هذه المنطقة فتائل خاصة للبنادق المسماة (أبو فتيل)، ويستخدم الناس خشبها في الوقود، وفي صناعة الحواجز لحظائر الأغنام، وهذه الشجرة لاتزال باقية في مواطنها الشمالية من المملكة.
 
- الأراك (السواك).(Salvadora persica L): 
 
نبات شجيري معمر، ينتمي إلى العائلة الآراكية، ويصل ارتفاعه إلى 4م تقريبًا، وله رائحة طيبة، والأفرع متقابلة، والأوراق بيضوية إلى إهليليجية الشكل، وطولها يراوح بين 2 و 6سم، وعرضها بين 1 و 3سم تقريبًا، والأزهار صفراء مخضرة مرتبة في نورة سنبلية، والثمار حمراء إلى سوداء اللون، ويراوح قطرها بين 2 و 6مم تقريبًا. وتستخدم جذوره لتنظيف الأسنان، ويطلق على هذه الجذور اسم المساويك. وثماره لذيذة الطعم، وتؤكل عند النضج. ويعد من النباتات التي ترعاها الإبل. وفي " لسان العرب " يطلق على ثمر الأراك الناضج اسم (كباث).
 
- طرفاء (Tamarix aphylla) (L. G. Karsten): 
 
شجرة معمرة، تنتمي إلى العائلة الأثلية (الطرفية)، وذات جذع متين ضخم، ويصل ارتفاعها إلى 12م تقريبًا، ولها جذر وتدي عميق يصل إلى 30م في التربة، ويظهر الساق كأنه مجزأ إلى عدد من المفاصل، ويتغير لون قشرة الفروع تامة النمو من البني المحمر إلى الرمادي، والأوراق متعاقبة صغيرة جدًا تشبه الحراشف وهي ذات لون أخضر مائل إلى الرمادي مغطاة بغدد ملحية لفرز الأملاح الزائدة. والأزهار صغيرة خنثوية ذات لون قرنفلي أو أبيض على هيئة عناقيد بسيطة تمتد تحتها قنابة مفردة مثلثة الشكل يصل طولها إلى 6سم، ونحو 4مم في العرض. والكأس ذات 5 سبلات شبه دائرية، والتويج ذو 5 بتلات قرنفلية اللون متغايرة في شكلها (إهليليجية - بيضوية - مستطيلة)، والثمرة علبة (كبسولة) بها عدد من البذور التي تحمل خصلة من الشعر، ويطلق عليها (الكرمع). يتكاثر هذا النبات عن طريق العقل فقط، وتنتج هذه الشجرة كميات قليلة من مادة الراتنج ذي اللون الغامق الذي يصلح للأكل، كما أن الجمال تقبل على أكل أوراقها بكثرة. ويستفاد من جذوعها في بناء مساكن للأهالي، وأيضًا كان خشبها يستخدم في صناعة الجير، وقد كانت جذور وساق هذا النبات قديمًا تطبخ مع بعضها في كمية من الماء بها قليل من الخل، ويستخدم هذا السائل لتخفيف عدد من الأمراض، كما يُستفاد منها بوصفها مصدات للرياح في عدد من المزارع، وتثبيت الكثبان الرملية، وأخشابها تستخدم بكثرة في الوقود. وهي من النباتات واسعة الانتشار في أغلب مناطق المملكة؛ حيث تنمو في الأراضي الملحية وغير الملحية، وينمو هذا النبات بكثرة حول المواقع الساحلية وبالقرب من المجاري المائية الداخلية.
 
- عِرن (عرتن، عيرون، عرنتن) (Rhus tripartita): 
 
شجيرة معمرة، تنتمي إلى الفصيلة البطمية، وهي متشابكة الأغصان، وكثيفة الأوراق، وداكنة الخضرة، يصل ارتفاعها إلى 2م، وتظهر أطراف أغصانها مدببة كالأشواك، وتنتشر على الأغصان أزهار صغيرة خضراء مصفرة قطرها نحو 2.5 مم، وتأتي في مجموعات، ولها رائحة عطرية ضعيفة، وتنتج من هذه الأزهار ثمار صغيرة مفلطحة ذات لون أحمر لامع، وأكثف ما تكون هذه الشجيرة في فصل الشتاء، وتتساقط أوراقها في الصيف، فتبدو أفرعها كأنها جافة، وتنتج عنها بشكل عام رائحة عطرية تشبه رائحة أشجار الضرو.
 
تنتشر هذه الشجيرة في أنحاء متعددة من المملكة، وتفضل البيئات الصخرية؛ حيث ترسل جذورها عبر الشقوق.
 
وتتكاثر هذه الشجيرة بالبذور، وعلى الرغم من كثرة بذورها إلا أن الأجيال الجديدة منها قليلة، وأحيانًا نادرة، ونموها بطيء جدًا، لكنها تعمر طويلاً. وتبدو بغاية الكثافة في فصل الشتاء؛ لكثرة تشابك أغصانها، وكثافة أوراقها، وتزهر ثم تثمر، وتتجرد في الصيف من كل مظاهر الحياة، فتبدو مجموعة من الفروع والأغصان التي يخيل للناظر أنها في عداد الأموات، وتنشر أغصانها على الصخور النامية عليها وتغطيها، ويصل قطرها أحيانًا إلى أكثر من 3م، وأعوادها قوية، وأصولها أقوى من أعوادها، وجذورها ممتدة وقوية.
 
وهي مثل غيرها من النباتات البرية المقاومة للجفاف والظروف الصعبة؛ لذلك فهي مهمة بيئيًا. وتقبل أنواع من الطيور والقوارض على أكل ثمارها، كما يقبل النحل على أزهارها بغرض جمع حبوب اللقاح، وليس الرحيق؛ فينتج من هذه الحبوب نوعًا من الغذاء عند الحاجة، وتتغذى على أوراقها يرقة وتعريها تمامًا، وثمارها تُؤكل على الرغم من صعوبة بلعها، ويُستخدم منقوع جذورها مع منقوع العرعر والشث في دباغة الجلود، ويعد هذا الخليط من أجود المواد في هذا الشأن، كما أن مغلي الجذور (وهو أحمر قانٍ) تتخذه النساء صبغًا لملابسهن، والجذور في غاية الصلابة، وتعد وقودًا ممتازًا؛ لطول فترة اشتعالها، وكان منقوعها يستخدم في علاج الجروح الغائرة وتطهيرها، ومطهرًا للفم والحلق، ويشرب لمعالجة قروح المعدة.
 
- البَرْوَق.(Asphodelus tenuifolius Cav): 
 
نبات عشبي حولي، ينتمي إلى العائلة الزنبقية، ويصل طوله إلى 50سم تقريبًا، وأوراقه قاعدية أنبوبية رفيعة ملساء الملمس، وأزهاره بيضاء اللون، نجمية الشكل، معنقة ومرتبة في شماريخ زهرية، وغالبًا ما تكون متفرعة، ويشاهد هذا النبات غالبًا بعد سقوط الأمطار، وهو من النباتات ذات الزهرات الجميلات التي من الممكن استغلالها للزينة
شارك المقالة:
1801 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook