هو الإمام محمّد بن محمّد بن محمّد بن علي بن يوسف الجَزَرِيُّ، المعروف بلقبه ابن الجَزَريّ؛ نسبةً إلى جزيرة ابن عمر، يُكنّى بأبي الخير، وُلد في دمشق لخمسٍ وعشرين ليلةٍ خلون من شهر رمضان، كان والده عقيماً لا يُنجب، فحجّ ذات سنةٍ وألحّ على الله الطلب بأن يرزقه ابناً صالحاً فلم يكتمل شهر رمضان إلّا وقد أنجب ابنه الإمام محمّد ابن الجزريّ.
نشأ الإمام محمد وترعرع في دمشق، وحفظ القرآن صغيراً في عمر الثالثة عشرة، وأمّ الناس وهو في الرابعة عشرة من عمره، درس القرآن الكريم، وأنشأ داراً للقرآن في بلدته دمشق، وارتحل لطلب العلم وتعليمه، فكان من البلد التي بلغها مصر والشام والحجاز وبعض من بلاد الروم حتى وفاته المنيّة وهو في شيراز خارج بلده، أحبّ الإمام ابن الجزري علوم قراءات القرآن الكريم، واختار في روايته للقرآن الكريم رواية حفص عن طريقي عُبيد وعمر، ومن شيوخه الذي قرأ على أيديهم العلّامة أبو محمد عبد الوهاب بن السُّلاَر، والشيخ محمّد بن أحمد اللبّان، والشيخ أحمد بن إبراهيم الطحّان، والشيخ أبو عبد الله محمّد بن الصائغ، وغيرهم الكثير.
كان علم الإمام ابن الجزريّ غزيراً، وكثُرت مؤلفاته حتى تجاوزت التسعين مصنّفاً، وفيما يأتي ذكر بعض مصنّفاته، والمراجع التي استند عليها لتأليف بعض كتبه، يُذكر أنّ أهمّ مصنفات الإمام ابن الجزريّ هي المصنّفات التي تخصّ علم تجويد القرآن الكريم:
توفّي الشيخ ابن الجزريّ -رحمه الله- في بيته، في مدينة شيراز الإيرانية، يوم الجمعة عام ثمانمئةٍ وثلاثةٍ وثلاثين للهجرة، وكان عمره حينها اثنين وثمانين سنةً.
موسوعة موضوع