أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، بعد أبو بكر رضي الله عنه، تولى الخلافة لما يقارب العشر سنوات، حكم فيها المسلمين بالعدل الإحسان، حيث قال له رسول كسرى عندما وجده ينام تحت شجرة (حكمت، فعدلت، فأمنت فنمت يا عمر)، ومن أشهر المقولات التي قالها عمر (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)، وقد كانت موجهة للقائد المحنك عمرو بن العاص، حيث إنّه كان يتولّى مصر، وفي سباق خيل غلب أحد أبناء مصر ابنه، فقام وضرب الذي فاز عليه
لما منّ الله على المسلمين بالانتصار في معركة اليرموك، فتحوا بيت المقدس بقيادة عمرو بن العاص، وقد كانت وقتها تحت سيطرة الروم، لكن البطريرك صفرونيوس رفض إعطاء مفاتيح القدس لعمرو، وطلب أن يحضر عمر بن الخطاب ليستلمها، لما عُرف عنه من عدل، فحضر عمر بن الخطاب من المدينة المنورة إلى القدس، وقد كانت تسمّى إيلياء آنذاك، فأعطاهم الأمان على أنفسهم وكنائسهم وصلبانهم، فيما يعرف بالعهدة العمرية، وأثناء تواجد عمر في كنيسة القيامة، حان وقت صلاة العصر، فطلب منه البطريرك أن يصلي في الكنيسة، لكن عمر رفض، كي لا ينازعهم المسلمون عليها لاحقاً، فخرج من الكنيسة وصلى في مكان قريب.